استقرت أسعار النفط بعد أربعة مكاسب أسبوعية، وسط تتبع المتداولين للتهديدين المزدوجين للإنتاج المتمثلين بعاصفة "بيريل" في الولايات المتحدة الأمريكية وحرائق الغابات في كندا.
تماسك سعر خام برنت فوق 86 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه بأكثر من 8% في سلسلة مكاسب منذ أوائل يونيو، في حين ظل خام غرب تكساس الوسيط أقل من 83 دولاراً.
ومن المتوقع أن تشتد قوة العاصفة "بيريل" بسرعة مع اقترابها من ساحل تكساس، ما جعل شركات النفط تقوم بتعديل عملياتها الإنتاجية. كما تهدد حرائق الغابات في ألبرتا الإمدادات.
يرى وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع بشركة "أي إن جي غروب إن في" (ING Groep NV) في سنغافورة، أنه "في حين تعرّض العاصفة بيريل بعض إنتاج النفط والغاز البحري للخطر، فإن الهاجس عند وصولها إلى اليابسة هو التأثير المحتمل الذي يمكن أن تحدثه على البنية التحتية للتكرير". معتبراً أن "أي انقطاع طويل في عمل مصافي التكرير سيكون له أثر سلبي على النفط الخام، بينما سيرفع أسعار المنتجات المكررة".
عوامل داعمة لارتفاع الأسعار
لامس النفط الأسبوع الماضي أعلى مستوى له منذ أواخر أبريل، إذ دفعت توقعات ارتفاع الطلب وانخفاض المخزونات خلال أشهر الصيف الأسعار إلى الارتفاع. وفي حين واجه الارتفاع بعض الرياح المعاكسة نتيجة علامات الضعف في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام عالمياً، فإن توقعات السوق الأوسع لخفض أسعار الفائدة الأمريكية ساهمت بدعم الأصول الخطرة، بما في ذلك السلع الأساسية ومن ضمنها النفط. وزاد مديرو الأموال صافي مراكز الشراء على خام برنت للأسبوع الرابع على التوالي.
لا تزال المقاييس التي تتم مراقبتها على نطاق واسع تشير إلى سوق نفط قوية، حيث كان الفارق الفوري لخام برنت -الفرق بين أقرب عقدين له- يبلغ 88 سنتاً للبرميل، وهو نمط صعودي. بينما كان أقل من نصف ذلك قبل شهر.
ويترقب المتداولون سلسلة من التقارير هذا الأسبوع التي ستسلط الضوء على أرصدة النفط الخام العالمية، إذ ستقدم منظمة أوبك توقعاتها الشهرية، وكذلك وكالة الطاقة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك إحاطة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
أما على الجبهة الجيوسياسية، فتم انتخاب الإصلاحي مسعود بيزشكيان رئيساً لإيران، سعياً لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي التاريخي.
في حين شهدت الانتخابات التشريعية في فرنسا نتيجة صادمة تمثلت بفوز الائتلاف اليساري، ما يهدد بجمود سياسي في البلاد. بينما في الولايات المتحدة تتزايد الضغوط على جو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي.