29 سبتمبر 2024
19 أغسطس 2024
يمن فريدم-فرانس برس


حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الإثنين في تل أبيب، من أن المفاوضات الجارية من أجل هدنة في قطاع غزة هي "ربما آخر" فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال بلينكن خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في زيارته التاسعة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، "إنها لحظة حاسمة، على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين".

وأضاف بلينكن "حان الوقت لكي نتأكد من عدم اتخاذ أي طرف خطوات قد تخرج العملية عن المسار".

ويلتقي بلينكن الاثنين أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن ينتقل الثلاثاء إلى مصر حيث ستُستأنف المباحثات برعاية أميركية وقطرية ومصرية حول اتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي.

وقال بلينكن "إننا نعمل للتأكد من عدم حصول أي تصعيد وعدم حصول استفزازات وعدم حصول أي أعمال يمكن أن تبعدنا بأي شكل من الأشكال عن إنجاز هذا الاتفاق… أو تؤدي إلى تصعيد النزاع وتوسعته إلى أماكن أخرى وزيادة حدّته".

وقال هرتسوغ الذي يتولى منصبا بروتوكوليا خصوصا، إن الإسرائيليين يريدون عودة الرهائن “ليس هناك هدف إنساني أعظم ولا قضية إنسانية أعظم من إعادة رهائننا”.

واتهم هرتسوغ حماس بعرقلة التوصل إلى اتفاق.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عبر حسابه على “تويتر” معلقا على تصريحات بلينكن، "عندما يقول وزير الخارجية الأمريكي هذا الصباح ربما هذه فرصة أخيرة للتوصل إلى اتفاق، فهذا نداء لنتانياهو: لا تفوّت هذه الفرصة، لا تتخلَّ عنهم (الرهائن). من واجبك إعادتهم"، مضيفا "إذا لم يعودوا فلا يمكننا التعافي".

"لا تزال ممكنة"

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق نفّذته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40099 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين.

ودعا نتانياهو الذي يواجه ضغوطا داخلية للمضي في الاتفاق، الأحد، إلى "توجيه الضغوط على حركة حماس" و"ليس على الحكومة الإسرائيلية"، مستنكرا ما وصفه بـ"الرفض المتعنت" للحركة الفلسطينية لإبرام اتفاق، بعد يومين من مناقشات في الدوحة شارك فيها الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون بحضور إسرائيلي.

في المقابل، حمّلت حماس في بيان "نتنياهو كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل لاتفاق، والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه".

رغم ذلك، يتمسّك الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الهدنة في غزة “لا تزال ممكنة”. وأكد الأحد أن الولايات المتحدة "لن توقف" جهودها.

وعرضت الولايات المتحدة التي وافقت الأسبوع الماضي على بيع أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 20 مليار دولار، مقترحا جديدا في مباحثات الدوحة.

واعتبرت حماس أن المقترح "يستجيب لشروط نتانياهو ويتماهى معها، وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة".

ودانت الحركة خصوصا "الإصرار" الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف بـ "محور فيلادلفيا"، و"الشروط الجديدة في ملف" المعتقلين الفلسطينيين الذين يفترض أن يتمّ تبادلهم برهائن محتجزين في غزة.

وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية أيار/ مايو، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

وينص مقترح بايدن في مرحلته الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.

وشدّد نتانياهو مرارا على أنه يريد مواصلة الحرب حتى تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

"الدبابات تقترب منا"

وتسبّبت الحرب بكارثة إنسانية وبدمار هائل في قطاع غزة وبنزوح غالبية السكان الـ 2.4 مليون على الأقل مرة واحدة.

وأظهرت لقطات مصوّرة لوكالة فرانس برس خلال الساعات الماضية فلسطينيين يفرّون من مخيم في خان يونس في جنوب القطاع بعدما تمركزت دبابات إسرائيلية قربه.

وقالت لينا صالحة البالغة 44 عاما "الدبابات تقترب منا، وهذا يخيفنا كثيرا، ولا نعرف حقّا إلى أين نذهب".

وترى واشنطن أن وقفا لإطلاق النار سيساعد على تجنّب هجوم من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد توعدّهم بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/ يوليو في عملية نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر قبل ساعات من ذلك في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

وأعلن حزب الله الذي يتبادل إطلاق النار والقصف مع إسرائيل عبر حدود لبنان منذ اندلاع الحرب في غزة، الاثنين، أنه استهدف ليلا موقعين عسكريين إسرائيليين، وأوقع قتلى وجرحى.

كما أشار الى “محاولة تسلّل إسرائيلية” عند نقطة حدب عيتا في جنوب لبنان تمكن عناصره من صدّها.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه التقارير.
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI