قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، إن قوات كييف حققت تقدماً محدوداً في كورسك الروسية، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على شنها هجوماً مباغتاً في المنطقة، وأعلن سيطرتها على بلدتين إضافيتين.
وجاء في مداخلته المسائية "تحدثت مع قائد الجيش أولكسندر سيرسكي، وقد أحرزت قواتنا تقدماً في منطقة كورسك. ما بين كيلومتر واحد وثلاثة كيلومترات. تمت السيطرة على بلدتين إضافيتين"، مشيراً إلى أن "عمليات لا تزال جارية" في بلدة أخرى.
مقتل 4 في "هجمات روسية"
وقال الجيش الأوكراني والسلطات المحلية أمس، إن روسيا أطلقت عدة صواريخ وطائرات مسيرة خلال الليل مستهدفة شمال أوكرانيا وشرقها، الأمر الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة 37 آخرين.
وقال سلاح الجو الأوكراني عبر تطبيق "تيليغرام"، إن الهجمات استهدفت مناطق على الخطوط الأمامية في تشيرنيهيف وسومي وخاركيف ودونيتسك.
وتوجه روسيا ضربات للمناطق الحدودية الأوكرانية، وتقول كييف إن توغلها المباغت في وقت سابق من هذا الشهر في منطقة كورسك الروسية يستهدف إعاقة قدرة موسكو على شن مثل هذه الهجمات.
وقال سلاح الجو الأوكراني، إن "أغلب الصواريخ لم تصل إلى أهدافها"، مضيفاً أن روسيا أطلقت صاروخاً باليستياً من طراز "إسكندر-أم" وصاروخ "كروز" من طراز "إسكندر-كيه" وستة صواريخ جوية موجهة. ولم يحدد سلاح الجو عدد الصواريخ التي دمرها.
وقالت السلطات المحلية على "تيليغرام"، إن هجوماً صاروخياً على منطقة سومي في الشمال تسبب في مقتل شخص وإصابة 16 آخرين على الأقل بينهم ثلاثة أطفال.
وذكر أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا عبر "تيليغرام"، إن 13 شخصاً على الأقل أصيبوا في الهجمات الروسية، بينهم طفل عمره أربعة أعوام.
وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية مدينة خاركيف، إن خط أنابيب لنقل الغاز في المدينة تضرر، كما أدت الهجمات إلى تدمير منزلين على الأقل وتضرر 10 منازل أخرى.
وقال سلاح الجو الأوكراني، إن روسيا أطلقت تسع طائرات مسيرة، دمرت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية ثماني منها فوق منطقة ميكولايف.
ولم يتسن التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل. ولم يصدر تعليق بعد من روسيا. وينفي الجانبان استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها روسيا بهجو واسع النطاق على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
تدمير مسيرات
وقال الجيش الأوكراني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، إن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على كييف، وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف على تطبيق "تيليغرام"، إنه تم تدمير ما يصل إلى 10 طائرات مسيرة لدى اقترابها من المدينة في المنطقة المحيطة بالعاصمة.
حطام متساقط
في المقابل، قال حاكم منطقة ساراتوف الروسية رومان بوسارغين، اليوم، إن أضراراً لحقت بمنازل عدة في مدينتي ساراتوف وإنغلز جراء الحطام المتساقط من طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا مستهدفة المنطقة الواقعة على بعد مئات الكيلومترات جنوب شرقي موسكو. وأضاف على تطبيق "تيليغرام"، أنه نُشرت جميع خدمات الطوارئ في الأماكن المتضررة.
ولدى روسيا قاعدة عسكرية استراتيجية في إنغلز تضم أسراباً من القاذفات.
أوكرانيا تدعو بيلاروس لسحب قواتها
ودعت أوكرانيا أمس بيلاروس إلى سحب ما وصفته بكثير من القوات والعتاد على حدودهما المشتركة. وحذرت وزارة الخارجية الأوكرانية بيلاروس من مغبة ارتكاب "أخطاء مأسوية" استجابة لضغوط من موسكو.
وحث بيان للوزارة جيش بيلاروس على "وقف الأعمال غير الودية" وإبعاد قواته عن المنطقة الحدودية.
وقالت الوزارة، إن العسكريين المنتشرين على الحدود بينهم قوات العمليات الخاصة في بيلاروس ومسلحون روس من مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة السابقة.
وأضافت أن العتاد تضمن دبابات ومدفعية وأنظمة دفاع جوي ومعدات هندسية في منطقة جوميل بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا. وذكر البيان أن أوكرانيا "لم ولن تتخذ أي إجراءات غير ودية ضد شعب بيلاروس".
وقالت بيلاروس اليوم، إنها أرسلت طائرات وقوات دفاع جوي ومدرعات إلى حدودها مع أوكرانيا.
مقتل مستشار للسلامة وإصابة صحافيين
من جانبها ذكرت وكالة "رويترز" أن رايان إيفانز، أحد أعضاء فريقها الذي يغطي الحرب في أوكرانيا، لقي حتفه وأصيب اثنان من الصحافيين جراء هجوم صاروخي على فندق في مدينة كراماتورسك بشرق أوكرانيا.
وقالت في بيان، إن إيفانز الذي كان يعمل مستشاراً للسلامة لدى الوكالة، قُتل بعد أن أصاب صاروخ فندق سافير حيث كان يقيم ضمن فريق من ستة أفراد السبت. وأضافت أن اثنين من صحافيي الوكالة يتلقيان العلاج في المستشفى وأن أحدهما حالته خطرة.
وأضافت، "نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات عن الهجوم بما يشمل العمل مع السلطات في كراماتورسك ونحن ندعم زملاءنا وأسرهم".
كان إيفانز، وهو جندي بريطاني سابق، يعمل مع "رويترز" منذ عام 2022 ويقدم المشورة لصحافييها في شأن السلامة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في أوكرانيا وإسرائيل وخلال الألعاب الأولمبية في باريس. وكان يبلغ من العمر 38 سنة.
وقال الرئيس الأوكراني، إن الفندق أصيب بصاروخ إسكندر الروسي وهو صاروخ باليستي يمكن أن يصل مداه إلى 500 كيلومتر.
وأضاف في خطابه المسائي الأحد، "تعرض فندق عادي في المدينة للدمار بواسطة صاروخ إسكندر الروسي" مشيراً إلى أن الضربة كانت "متعمدة تماماً... أقدم التعازي للعائلة والأصدقاء".
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب للتعليق. ولم يتم التمكن من التحقق بشكل مستقل مما إذا كان الصاروخ الذي أصاب الفندق أطلقته روسيا أم إنه كان ضربة متعمدة على ذلك المبنى.