انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، من مدينة نابلس وبلدة عراق بورين جنوب شرقي المدينة، بعد اقتحامها واعتقال الشبان إياد النابلسي شقيق الشهيد إبراهيم، أحد قادة ومؤسسي مجموعة "عرين الأسود"، ويحيى مبروكة، عم الشهيد أدهم مبروكة، وكريم قادوس، وفق ما أكدته مصادر محلية.
وأشارت المصادر إلى أن أصوات اشتباكات مسلحة سُمعت في المنطقة الشرقية من نابلس، حيث تصدى مقاومون لتلك القوات.
وأكد مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين، منتصر سمور لـ "العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة جبع جنوب جنين بعشرات المركبات العسكرية واعتقلت ثلاثة أسرى محررين وهم: محمود علاونة، أنس فاخوري، وبشار كنعان، فيما تحدثت مصادر محلية عن اعتقال شاب آخر.
وبعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها، بالتزامن مع مداهمة عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها والتحقيق مع أصحابها، سلمت قوات الاحتلال بعضهم بلاغات لمراجعة مخابراتها.
وبالتزامن مع اقتحام بلدة جبع، اندلعت مواجهات بين الشبان وجيش الاحتلال، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أوقع إصابات بالاختناق، فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار نابلس لليوم السادس عشر على التوالي، وسط معاناة سببها الحصار على الأهالي، ما يضطرهم لسلوك طرق بديلة، بسبب إغلاق الطرق.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة تقوع جنوب بيت لحم جنوب الضفة، وشاب من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، كما اعتقلت فلسطينياً من مدينة الخليل جنوب الضفة، وآخر من بلدة دورا جنوب الخليل، واعتقلت فلسطينيين اثنين من بلدة عزون شرق قلقيلية شمال الضفة، وتم اعتقال شابين من مدينة القدس، وثلاثة شبان آخرين من بلدة بدو شمال غربي القدس.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، الشاب يونس هيلان من قرية حجة شرق قلقيلية، عقب مداهمة منزله في القرية.
وكانت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت مدينة نابلس من عدة محاور في الساعات المبكرة من صباح اليوم الأربعاء.
وحسب شهود عيان، فإن أكثر من أربعين آلية عسكرية اقتحمت المدينة، وقامت بمداهمة منازل عائلات مقاومي "عرين الأسود"، حيث داهمت منزل الشهيد إبراهيم النابلسي واعتقلت شقيقه الأسير المحرر إياد النابلسي، في منطقة "خلة العامود".
وأكدت والدة الشهيد النابلسي "اقتحام منزل العائلة وتفجير الباب بهمجية، والاعتداء على أفراد العائلة والعبث بمحتويات المنزل وتمزيق صور الشهيد إبراهيم".
كما داهمت قوات الاحتلال منزل المطارد تيسير الخراز، وهو أحد مقاومي "عرين الأسود" الذين أُصيبوا بجراح بليغة قبل أسابيع قليلة. وما زالت قوات الاحتلال تتواجد في جميع أنحاء مدينة نابلس.
غانتس يعلن مطاردة أفراد "عرين الأسود"
من جهته، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، أن إسرائيل ستطارد أفراد مجموعة "عرين الأسود"، وأن أفرادها مصيرهم إما "السجن أو القبر".
وأشار، في مقابلة مع القناة الإسرائيلية العامة "كان 11"، إلى أن إسرائيل معنية بالتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، لكنها لا تعتمد عليهم في ضمان أمن إسرائيل، زاعماً أن "التنسيق الأمني هو مصلحة أمنية فلسطينية أيضاً".
وقال غانتس إن الاحتلال اعتقل حتى الآن المئات من عناصر المقاومة وقتل العشرات منهم، علماً أن المعطيات الفلسطينية تشير إلى استشهاد أكثر من 120 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء عدوان "كاسر الأمواج" الذي أطلقته دولة الاحتلال منذ مارس/آذار الماضي، بزعم إعادة الاستقرار في محافظة جنين.
ومنذ بدء العدوان، امتدت نيران الاحتلال لتشمل نابلس ومختلف مناطق الضفة الفلسطينية المحتلة، مع إعلان الاحتلال أنه لا يقيم وزناً لتقسيمات اتفاقية أوسلو بشأن مناطق "أ" أو "ب" أو "ج". ويواصل الاحتلال اقتحاماته اليومية دون أي اعتبار للسلطة الفلسطينية.
وذكرت التقارير الإسرائيلية أمس واليوم، أن أكثر من 140 جندياً إسرائيلياً شاركوا في جريمة اقتحام مدينة نابلس، من مختلف الوحدات، بينها وحدة النخبة "سرية الركان"، التي شارك أفرادها في عملية اغتيال الشهيد وديع الحوح، مع صدور الأوامر المباشرة من المستوى السياسي (رئيس الحكومة لبيد ووزير الأمن غانتس) بتصفية الشهيد الحوح وعدم الاكتفاء باعتقاله.