23 نوفمبر 2024
16 نوفمبر 2024
يمن فريدم-اندبندنت عربية-وكالات


قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، الجمعة، إن دخول المساعدات إلى غزة "عند مستوى متدن"، مشيراً إلى أن عمليات تسليم المساعدات إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر "شبه مستحيلة".

تتعارض هذه التصريحات مع تقييم أميركي صدر في وقت سابق من الأسبوع الجاري خلص إلى أن إسرائيل لا تعرقل حالياً وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتتجنب بذلك فرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية. وتقول إسرائيل إنها تعمل جاهدة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة.

وقال لايركه رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في جنيف في شأن ما إذا كان وصول المساعدات الإنسانية قد تحسن "من وجهة نظرنا، فإن جميع المؤشرات التي يمكن النظر فيها في ما يتعلق بالاستجابة الإنسانية تسير في الاتجاه الخاطئ"، وأضاف "دخولها عند مستوى متدن. الفوضى والمعاناة واليأس والموت والدمار والنزوح عند مستوى مرتفع".

وعبر لايركه عن القلق في شأن شمال غزة، حيث صدرت أوامر للسكان بالتوجه جنوباً مع استمرار توغل القوات الإسرائيلية لأكثر من شهر. وتقول إسرائيل إن عملياتها هناك تهدف إلى منع مسلحي حركة "حماس" من إعادة تجميع صفوفهم، وقال "رأينا وشعرنا بقلق على وجه الخصوص إزاء الوضع في شمال غزة الذي أصبح الآن تحت الحصار فعلياً، ومن شبه المستحيل إدخال المساعدات إلى هناك، لذا فإن هناك عرقلة للعملية"، وأضاف "الوضع في ما يتعلق بالعمل الإنساني كما يصفه أحد زملائي... هو أشبه بأنك ترغب في أن تقفز وتفعل شيئاً. غير أنه أضاف: لكن أرجلنا مكسورة. لذا يُطلب منا القفز بينما أرجلنا مكسورة".

المهلة الأمريكية

وأعطى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن في رسالة بتاريخ الـ13 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نظيريهما الإسرائيليين قائمة بخطوات محددة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوماً للتعامل مع الوضع المتدهور في غزة.

وقالا في الرسالة إن عدم تنفيذ تلك الخطوات قد تكون له عواقب محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وتقول جماعات إغاثية أخرى غير تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل لم تلب المطالب، وهو ما رفضته إسرائيل.

محادثات أمريكية - إسرائيلية

بحث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الجمعة، مع نظيره الإسرائيلي، جدعون ساعر، في اتصال هاتفي المساعدات الإنسانية إلى غزة والحل الدبلوماسي في لبنان.

وأجرى بلينكن اتصالاً هاتفياً، الجمعة، بساعر وهنأه على تعيينه. وأكد الوزير بلينكن التزام الولايات المتحدة الراسخ أمن إسرائيل.

وناقش بلينكن مع نظيره الإسرائيلي الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إسرائيل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك الغذاء والدواء وغيرهما من الإمدادات الأساسية.

وحث إسرائيل على اتخاذ خطوات إضافية لتسريع واستدامة تسليم المساعدات المنقذة للحياة. وأكد بلينكن أهمية إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن وإرساء السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

تشجيع نهب المساعدات الإنسانية

واتهمت 29 منظمة غير حكومية الجمعة في تقرير مشترك الجيش الإسرائيلي بتشجيع نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من خلال مهاجمة قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول مكافحته.

وجاء في تقرير المنظمات وبينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية".

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي "يفشل" من جانب آخر في "منع نهب شاحنات المساعدة أو منع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية لحمايتها"، مشيرة بشكل خاص إلى مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية الإثنين عنوانه "الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات غزة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز سائقيها مقابل رسوم الحماية".

وأكدت المنظمات غير الحكومية أيضاً في تقريرها أنه في "بعض الحالات" وفيما كان عناصر الشرطة الفلسطينيون "يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، تعرضوا لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية". وأضافت "تقع عديد من الحوادث قرب القوات الإسرائيلية أو على مرأى منها، من دون أن تتدخل حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة". في التقرير نفسه نددت المنظمات بخفض المساعدة الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة إلى "مستوى متدن تاريخياً".

وأوضحت أن ما معدله 37 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت إلى الأراضي الفلسطينية يومياً في أكتوبر الماضي و69 يومياً في الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري مقابل 500 قبل السابع من أكتوبر 2023 حين اندلعت الحرب إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل.

وفي الفترة ما بين الـ10 من أكتوبر الماضي والـ13 من نوفمبر الجاري، "أدت الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عاملاً في المجال الإنساني... يعملون بشكل رئيس لصالح جمعيات فلسطينية"، وفق المنظمات الـ29. وأضافت أن "هؤلاء الموظفين قتلوا في منازلهم أو في مخيمات النزوح أو أثناء توزيع المساعدات".

وأشارت إلى أنه في الـ13 من أكتوبر الماضي، طلبت الولايات المتحدة مجدداً من السلطات الإسرائيلية تحسين الوضع الإنساني في غزة تحت طائلة تقييد المساعدة العسكرية الأميركية. وأضافت "ليس فقط لم تستجب إسرائيل للمعايير الأميركية" إنما قام جيشها "في الوقت نفسه باتخاذ إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير"، لا سيما في شمال غزة.

وكانت ثماني منظمات غير حكومية بينها "سايف ذا تشيلدرن" و"كير" و"ميرسي كورب" أشارت في الآونة الأخيرة إلى أن الوضع "أكثر كارثية مما كان عليه قبل شهر".

لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت الخميس إنها "عازمة تماماً على تسهيل استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة... وزيادتها"، ولا سيما "من خلال فتح طرق ونقاط عبور جديدة، مثل معبر كيسوفيم الذي فتح هذا الأسبوع، لضمان وصول المساعدات الأساسية إلى سكان غزة".

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI