ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" لتوفير 212 مليون دولار لتقديم مساعدات منقذة للحياة لثمانية ملايين شخص، بما في ذلك 5.2 مليون طفل في اليمن.
وبحسب المنظمة، في عام 2025، سيحتاج حوالي 500000 طفل إلى العلاج من الهزال الشديد؛ وسيفتقر 17.8 مليون شخص إلى الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، مع تفشي الأمراض بسبب ضعف الوصول إلى المياه والصرف الصحي لـ 17.4 مليون شخص.
بالإضافة إلى ذلك، هناك 4.5 مليون طفل خارج المدرسة، مع تضرر أو تدمير آلاف المدارس، ويحتاج 7.4 مليون طفل بشكل عاجل إلى خدمات الحماية وسط تزايد عمالة الأطفال وزواج الأطفال والعنف القائم على النوع الاجتماعي والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة.
الوضع الإنساني والاحتياجات
وقالت المنظمة الأممية، "مع وصول الصراع في اليمن إلى عامه العاشر في عام 2025، فإن الاحتياجات الإنسانية في اليمن لا تتراجع، حيث يحتاج 18.2 مليون شخص، بما في ذلك 9.8 مليون طفل، إلى المساعدة العاجلة".
وأشارت اليونيسف إلى أن الافتقار إلى حل سياسي لأزمة اليمن يؤدي إلى تفاقم الوضع بالنسبة للسكان. ومع نزوح 4.5 مليون شخص وتضرر ملايين آخرين من الصراع، فإن الخسائر التي يتكبدها السكان تتزايد باطراد.
وتابعت المنظمة "إن آثار تغير المناخ، بما في ذلك الفيضانات والجفاف وتفشي الأمراض المتكررة مثل الكوليرا، تزيد من الصعوبات التي يواجهها الأطفال والأسر".
تدهورت الظروف الاجتماعية والاقتصادية في اليمن في الفترة 2023-2024 بسبب انخفاض التحويلات المالية، إلى جانب الاضطرابات التجارية، ونقص الوقود، وارتفاع التضخم، وأزمة القطاع المصرفي، وتقليص المساعدات الإنسانية. ويقدر البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لليمن سينكمش بنسبة 1% في عام 2024، بعد انخفاض بنسبة 2% في عام 2023. وانكمش الاقتصاد بنسبة تراكمية بلغت 54% منذ عام 2015، مما ترك معظم اليمنيين يعيشون في فقر مدقع.
ويعاني 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، 4.7 مليون منهم في مستويات الأزمة. وعلى الرغم من التوقعات بمعالجة 100% من 556 ألف طفل مخطط لهم يعانون من الهزال الشديد في عام 2024، فمن المتوقع أن يحتاج 483 ألف طفل إضافي إلى العلاج في عام 2025.
ويفتقر حوالي 17.8 مليون شخص (51% منهم أطفال) في اليمن إلى الرعاية الصحية الكافية. وعلى الرغم من جهود اليونيسف في عام 2024، لا تزال العديد من المرافق الصحية غير عاملة. وبحلول أكتوبر/ تشرين الأول 2024، واجهت اليمن 19.979 حالة إصابة بالحصبة والحصبة الألمانية، مع 183 حالة وفاة.
بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن 186.000 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا و680 حالة وفاة في 22 محافظة في عام 2024، حيث يمثل الأطفال دون سن الخامسة 18% من الحالات و18% من الوفيات. 16 وتتعطل جهود التطعيم بشدة بسبب المعلومات المضللة، وخاصة في الشمال.
اليمن هي موطن لـ 580.000 طفل بدون جرعة، أو 35% من جميع الأطفال بدون جرعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعلاوة على ذلك، يفتقر 17.4 مليون شخص في اليمن إلى الوصول إلى المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي والنظافة، مما يجعل العديد من الأطفال عرضة للإصابة بالكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه الأخرى.
وتقول اليونيسف، إن حوالي 7.4 مليون طفل، بمن فيهم ذوو الإعاقة، يحتاجون إلى خدمات الحماية. ويحتاج حوالي 6.2 مليون طفل إلى دعم تعليمي، مع وجود طفل واحد من كل 4 أطفال خارج المدرسة، وهناك معدل تسرب من المدرسة بنسبة 44 في المائة، مرتبط بعمالة الأطفال.
ومنذ عام 2015، تم تدمير ما لا يقل عن 2424 مدرسة، ولم يتم دفع رواتب ما يقرب من 200 ألف معلم منذ عام 2023، مما أثر بشدة على جودة التعليم.