19 إبريل 2025
27 يناير 2025
يمن فريدم-توفيق الشنواح
أرشيف


يبدو أن سلسلة القيود الدولية والأممية التي فرضت على ميليشيات الحوثي أخيراً ستدفعها للمبادرة بإشعال الحرب اليمنية مجدداً، عقب أكثر من عامين من هدنة غير معلنة بفعل المساعي الإقليمية والدولية للتهدئة، أملاً في الوصول إلى سلام دائم مع الحكومة الشرعية.

وأظهرت حشود كبيرة للقوات الحوثية يتقدمها القيادي البارز في الميليشيات، أبو علي الحاكم، في منطقة صرواح بمحافظة مأرب رفقة مشايخ وقادة موالين للميليشيات في المنطقة أمس السبت، عقب أيام من قرار أميركي بإدراج الجماعة المدعومة من إيران على لوائح المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ويعزز المخاوف من عودة اشتعال سعير الحرب التصعيد المتنامي للميليشيات بتحركاتها قرب جبهات القتال المجمدة ومحاولاتها المتكررة إحداث اختراقات ميدانية في كل من جبهات تعز والضالع وشبوة، إضافة إلى شنها حملة اعتقالات واسعة طاولت عدداً من موظفي المنظمات التابعة للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها.

مسعر الحرب

وأظهرت لقطات مصورة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي القيادي أبو علي الحاكم، حامل صفة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية التابع للميليشيات، وهو يتفقد القوات الموالية لجماعته في منطقة صرواح المطلة على مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، عقب أيام من توترات متزايدة شهدتها هذه الجبهة المهمة خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع تزايد الضغوط الدولية ضد الجماعة لثنيها عن شن هجماتها في المياه الدولية والرضوخ للمقترحات الدبلوماسية، وهي المبادرات التي تقابلها الجماعة الطائفية المتشددة بمواصلة التصعيد العسكري.

معارك عنيفة

وبحسب مراقبين فإن هذه التحركات تعطي مؤشراً مرتفعاً على نيات الجماعة تجديد محاولاتها الفاشلة في السابق مهاجمة محافظة مأرب الإستراتيجية التي تمثل آخر معاقل الحكومة المعترف بها دولياً شمال اليمن.

وشهدت أطراف المحافظة الشمالية والشمالية الغربية والجبهات الجديدة التي فتحت من المناطق الجنوبية الغربية أعنف المعارك في إطار المساعي الحوثية المستمرة للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط، في حين تكتفي القوات الشرعية بردع هذه المحاولات المستميتة على رغم بعض الانتكاسات التي منيت بها في عدد من المديريات غير الإستراتيجية.

وفي قراءة للتحركات الحوثية فقد اعتبر المحلل الإستراتيجي عبدالعزيز الهداشي أن الحوثي قد يهاجم مأرب في أية لحظة، متوقعاً أن "يحدث ذلك قبل أو خلال شهر رمضان، لما لذلك من بواعث دينية عند الجماعة الطائفية، فيما نجد أن الشرعية غير مستعدة للحرب وليس لديها سيناريو للحرب ولا للسلام ولا نية للمبادرة ومباغتة الحوثيين"، على حد قوله.

وأكد الهداشي أن "الحكومة الشرعية انتظرت الرئيس الأميركي السابق بايدن ليخلصها من الحوثي، والآن تنتظر خلفه دونالد ترمب، وفي الصراعات الإستراتيجية عليك بالمبادرة ولا تنتظر الفرصة من غيرك".

وكقراءة للإستراتيجية الحوثية المتوقعة وفقاً لخط سير المعارك خلال الفترة السابقة، رأى الهداشي أن "الحوثي لا يستطيع البقاء بلا حروب ولهذا من الوارد جداً عقب شعوره بألم تصنيفه على قوائم الإرهاب أن يهاجم الجبهات المهمة بالنسبة إليه، مثل يافع أو بيحان أو مأرب التي تمثل له حلماً يرى اقتراب تحقيقه، في ظل ركود الشرعية واستشراء حال الغفلة والركون الواضحة عليها".

وقال، "ميدانياً يفترض الحوثي أن يهاجم المخا أو باب المندب أو تعز، خصوصاً وأن الشريط الساحلي هو البطن الرخوة للشرعية حيث معظم قوى الشرعية منشغلة بقضايا المصالح السياسية لا بإنهاء المشروع الحوثي".

وبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عهده الثاني بإجراءات تضييق إضافية ضد ميليشيات الحوثي تمثلت في تصنيف الجماعة المدعومة من إيران منظمة إرهابية أجنبية، عقب أعوام من التحفظ المتبوع بالمحاولات الدبلوماسية الرامية للتوصل معها إلى صيغة تفاهمات سلمية.

وحمل القرار السريع لترمب خلال الأيام الأولى لولايته الثانية عدداً من الدلالات والاحتمالات التي تؤكد أن الذراع الإيرانية في اليمن ليست بعيدة من حسابات المجتمع الدولي، في إطار التعامل مع الأذرع الإيرانية في المنطقة التي باتت تتهاوى معاقلها واحداً تلو الآخر.

هل يشارك التحالف؟

وفي حال تجدد المعارك أشار الهداشي إلى وجود "أمر مهم يدركه الحوثي وهو أن التحالف العربي الداعم للشرعية ربما لن يشارك بالطيران كما جرى في المعارك السابقة ومنع سيطرته على باقي المحافظات، بينما يتفوق بالمسيرات الإيرانية"، وقال إن "ضعف الشرعية يكمن في ركونها وعدم مبادرتها لمهاجمة الحوثي كسلطة شرعية معترف بها ولها حق فرض سيطرتها على الأرض، كما لم تبادر إلى اختراقه عسكرياً أو تتجسس عليه"، متوقعاً أن يسهم "تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية بدفعها للهجوم وعينها منذ بداية الحرب على حقول النفط في صافر بمحافظة مأرب".

وكان المكتب السياسي للحوثيين قد اعتبر أن "التصنيف على لوائح الإرهاب تضليل أميركي ومحاولة فاشلة لتشويه سمعتنا وسمعة الشعب اليمني"، مبدياً عدم اكتراثه به لأنه "لا قيمة عملية للتصنيف، وواشنطن هي من تقف وراء معاناة اليمن".

(اندبندنت عربية)

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI