أطلقت المنظمة الدولية للهجرة، بتمويل من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية التابعة للحكومة البريطانية، تدخلاً صحياً جديداً لاستعادة وتوسيع خدمات الرعاية الصحية للمهاجرين والمجتمعات المتضررة من الأزمة في اليمن.
ويأتي هذا التدخل في إطار مشروع يمتد لعدة سنوات، وتهدف هذه المبادرة إلى استئناف الخدمات الصحية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة في مرفق رأس العارة في محافظة لحج التي تعد نقطة عبور رئيسية على طريق الهجرة في اليمن، حيث توقفت المنظمة عن تقديم هذه الخدمات عام 2019 بسبب نقص التمويل.
وقا رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمنل عبد الستار عيسويف: "إن إعادة فتح مرفق رأس العارة يؤكد التزامنا بعدم التخلي عن أي شخص، بغض النظر عن ظروفه". " كل شخص يستحق الحصول على الرعاية الصحية، وهذه المبادرة تجعل مثل هذا الحق واقعاً يلمسه آلاف الأفراد الضعفاء في جميع أنحاء اليمن. وعلى الرغم من القيود المالية، فإننا نواصل جهودنا ونحث الجهات المانحة الأخرى على مواصلة دعم الأشخاص الأكثر احتياجاً في اليمن".
ويوجد في منطقة رأس العارة – وهي مركز حيوي على طريق الهجرة في اليمن – طلباً هائلاً على خدمات الرعاية الصحية. في عام 2019، أجبر نقص التمويل المنظمة الدولية للهجرة على تعليق الدعم هناك، مما ترك فجوة حرجة في الخدمات الصحية.
وستستأنف المنظمة الدولية للهجرة عملياتها من خلال إعادة تأهيل المرفق الصحي، وتوفير الأدوية الأساسية، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، وإعادة خدمات الطوارئ والرعاية الأولية، وتعزيز مسارات الإحالة للمهاجرين وأفراد المجتمع المستضيف.
يأتي هذا التدخل المحلي في وقت يتعرض فيه نظام الرعاية الصحية بنطاقه الواسع في اليمن لضغوط هائلة. في عام 2025، ومن المتوقع أن يحتاج حوالي 19.7 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد إلى مساعدة صحية، ومع ذلك، لا تزال 40% من المرافق الصحية تعمل جزئياً فقط أو خارج الخدمة تماماً.
كما إن استمرار وصول المهاجرين يضيف المزيد من الضغوط على النظام الهش، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والمجتمعات المستضيفة. في عام 2024 فقط، سجلت المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60.000 مهاجر، كثيرٌ منهم يبحثون عن الأمان وفرص أفضل.
وسيعمل المشروع على تعزيز البنية التحتية الصحية والفرق الطبية المتنقلة في المناطق الرئيسية في اليمن، بما في ذلك عدن وشبوة والبيضاء وصنعاء ومأرب. وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز حوكمة الهجرة على المدى الطويل بناءً على الحقوق، وذلك من خلال بناء قدرات أصحاب المصلحة المحليين والإقليميين.
وستغطي الخدمات الشاملة المقدمة من خلال هذه المبادرة الاستشارات الخارجية للأمراض المُعدية وغير المُعدية، وخدمات صحة الطفل، والرعاية الصحية الإنجابية، وأنشطة تعزيز الصحة، والدعم المتكامل للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.
كما ستعمل المنظمة الدولية للهجرة بشكل وثيق مع وزارة الصحة العامة والسكان وغيرها من الجهات الفاعلة الرئيسية في مجال الصحة لتعزيز نظام الرعاية الصحية الوطني وضمان تقديم الخدمات المستدامة.