1 يونيو 2025
آخر الاخبار
7 سبتمبر 2022

 

ما يزال الاستخفاف جارٍياً بموضوع الارهاب في اليمن، وهو كذلك منذ التسعينيات. يسهل تبادل التهم والتوظيف السياسي، لكن يصعب على الجميع التقدير الصحيح للخطر وفهم دوافعه وجذوره الفكرية والدينية وتاريخه السياسي والاجتماعي والظرفية الدولية. كانت المعارضة ومنها الإصلاح ترى الإرهاب احدى أوراق صالح. وكان صالح يرمي بالكرة إلى الاسلام السياسي ويوحي ثم يتهم لاحقا الاصلاح وكذلك فعل الحوثي.

أما جنوبيو اليوم فيرون الإرهاب شمالي وهكذا. والحقيقة أن الإرهاب خليط عدا أن يكون جغرافيا، لكنه أكبر من هذا الاختزال وهو اعتلال اجتماعي ديني أعمق لا يمكن التبرؤ منه بهذه السطحية.

ولا يمكن انكار دور الايديولوجية الوضعية والدينية في اجتذاب الناس نحوه أو دور دول الاقليم والموجة العالمية لمحاربة الشيوعية. كان سعيد الجمحي؛ أصبح جنوبيعربي، متخصص في القاعدة، يقول إن السلفية هي الارضية الاساسية للتطرف.

اليوم لا يبتسم الحظ لاحد مثل السلفيات التي يُراهَن عليها للقضاء على الجماعات المتطرفة دون التنبه للنتيجة الاجتماعية والفكرية. ثم يغفل المتغافلون حقيقة أن هذا التطرف له وجهان. وجه مصطنع وظيفي للداخل والخارج يستمد قوته المالية من مسرحيات اختطاف عالية التصميم. ووجه حقيقي يتمثل بالفكر السام والفقر وانسداد الأفق الاجتماعي والسياسي.

لكن الإرهاب لا يعرف حدوداً فهو إذا كان قد أستقر في أبين أو حضرموت لأسباب عديدة منها الموضوعي ومنها المصطنع فانه أكثر استفحالا في البيضاء وأكثر ضحاياه وعملياته الدموية وقعت في صنعاء. لكن الانتقائيين ومرضى السياسة والمصابين بحمى مزاج اللحظة يكذّبون الحقائق ويجتزئونها ويطفحون.

بالغباء وقلة المروة وانتهازية مقيتة وهم بالمناسبة من كل بقاع اليمن التي يتشدقون بحبها أو يبذلون قصارى جهدهم لإنكارها والانسلاخ منها. الأرقام أكثر كذبا. هل لدينا حصيلة بالعمليات الإرهابية منذ نبتت هذه النبتة الخبيثة؟ هل لدينا تقدير بالخسائر التي لحقت باليمنيين بسبب الارهاب؟

وخاتمة القول ان يجب العزاء لكل ضحية من ضحايا هذا المرض الخبيث. ويجب التعامل مع الإرهاب بجدية خارج التوظيف المقيت ورمي التهم. ومحاربة الارهاب شأن الفرد والمجتمع والدولة، وكذلك الاقليم والعالم، ولابد من مؤسسات وقنوات لها شرعية وثقة ومصداقية في محاربته.

 

من حساب الكاتب في تويتر

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI