قتل 13 فلسطينياً على الأقل، بينهم 3 من أبرز القادة العسكريين في حركة "الجهاد الإسلامي"، فجر اليوم (الثلاثاء)، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على أهداف بقطاع غزة، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
وقال بيان صادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة التي تديرها حركة "حماس"، تلقته وكالة الصحافة الفرنسية: «ارتقى 12 شهيداً وأصيب 20 مواطناً بجراح مختلفة حتى اللحظة، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة".
وأضاف البيان أن عدداً من النساء والأطفال من بين الضحايا، مشيراً إلى أن "طواقم الإسعاف ما زالت مستمرة في إجلاء الضحايا من المناطق التي استهدفها الاحتلال".
وشاهد مراسل الوكالة في غزة النيران تندلع في سطح مبنى مباشرة بعد الضربات، فيما هرعت سيارات الإسعاف لإجلاء الضحايا.
من جانبها، نعت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة "الجهاد"، في بيان، "الشهيد القائد جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، والشهيد القائد خليل البهتيني عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، والشهيد القائد طارق عز الدين أحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس في الضفة الغربية".
وفي رفح، جنوب قطاع غزة، شاهد مصوّر الوكالة جثة رجل تم التعريف عنه على أنه غنام.
وأوضح بيان سرايا القدس أن "الشهداء ارتقوا جراء عملية اغتيال صهيونية جبانة فجر اليوم ومعهم زوجاتهم المجاهدات وعدد من أبنائهم".
وأكد مصوّر الوكالة أنه رأى جثة فتى في مشرحة مستشفى الشفاء بغزة، حيث تجمّع المعزون.
بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان، تنفيذ مقاتلاته الحربية الغارات الجوية على القطاع واستهداف القادة الثلاثة في حركة "الجهاد"، التي تعدها الدولة العبرية "إرهابية".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت، للصحافيين، إن الجيش "حقق ما كنا نرغب بتحقيقه" في الضربات التي شاركت فيها 40 طائرة، على حد قوله.
وفي ردّه على أسئلة الصحافيين بشأن سقوط أطفال ضمن الضحايا، قال هيشت: "إذا كان هناك بعض حالات الموت المأساوية، فسننظر في الأمر".
وأفاد مصدر أمني فلسطيني بأن المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت عدة غارات عنيفة على أهداف في قطاع غزة، من بينها منازل لقياديين في "الجهاد".
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لسرايا القدس في مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وتواصلت الانفجارات الناجمة عن الضربات الجوية التي بدأت بعد وقت قصير من الساعة الثانية فجراً (23:00 ت غ)، على مدى نحو ساعتين، بحسب مراسلي الوكالة.
انفجارات
وفي بيانات منفصلة تم فيها تقديم تفاصيل عن كل من شخصيات "الجهاد" الذين قتلوا، أكد الجيش الإسرائيلي أنه «سيواصل العمل من أجل أمن المدنيين في دولة إسرائيل".
ولفت الجيش إلى أن غنام كان "من بين أعضاء المنظمة الأعلى رتبة"، والذي "أوكلت له مهمة تنسيق نقل الأسلحة والأموال بين منظمة حماس الإرهابية" وحركته. وأفادت إسرائيل بأن البهتيني كان "مسؤولاً عن الصواريخ التي أُطلقت تجاه إسرائيل في الشهر الماضي".
وأما عز الدين، وهو من سكان جنين في شمال الضفة الغربية، فكان مؤخراً "يخطط ويوجّه لعدة هجمات تستهدف" مدنيين إسرائيليين في الضفة الغربية. وأُفرج عنه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة تبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، وأبعدته إسرائيل إلى غزة.
وأفاد مصدر في "الجهاد" للوكالة، بأن عز الدين كان ضمن وفد من الحركة سيتوجّه إلى القاهرة لحضور اجتماع الخميس، أُلغي إثر الضربات الإسرائيلية.
ولفت هيشت إلى أن الجيش "يتابع تطورات هذه المسألة"، فيما صدرت أوامر للسكان الإسرائيليين المقيمين على مسافة 40 كلم أو أقل عن الحدود مع غزة للمكوث في الملاجئ حتى مساء الأربعاء.
وأفاد الجيش لاحقاً بأن قواته دخلت نابلس في شمال الضفة، حيث أفاد سكان للوكالة عن سماع دوي انفجارات خلال عملية الدهم.
خيارات مفتوحة
من جانبها، توعدت حركة "الجهاد" بـ "الرد". وقال المتحدث باسمها طارق سلمي في بيان، إن "المقاومة ستبدأ من حيث انتهت المعارك السابقة، كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال".
وتابع: "الاحتلال ضرب عرض الحائط بكل مبادرات الوسطاء والمقاومة ستثأر للقادة الشهداء".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية في بيان، إن "اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل، بل المزيد من المقاومة".
وشدد على أن "العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، المقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر".
وأغلقت إسرائيل معابرها المتصلة بالقطاع.
وذكر مسؤول في هيئة المعابر الفلسطينية أن الجانب الإسرائيلي أبلغهم بـ "إغلاق معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع، ومعبر كرم أبو سالم التجاري (جنوب) حتى إشعار آخر".
كما أعلن رئيس المكتب الإعلامي في حكومة "حماس"، تعليق الدوام للمؤسسات الحكومية والتعليمية حتى إشعار آخر.
وكانت الجبهة بين إسرائيل وقطاع غزة قد هدأت بعدما شهدت الأسبوع الماضي، قصفاً متبادلاً أوقع قتيلاً و5 جرحى في الجانب الفلسطيني، و3 جرحى في الجانب الإسرائيلي.
ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد وفاة القيادي في "الجهاد" خضر عدنان (45 عاماً)، نتيجة إضراب عن الطعام استمر نحو 3 أشهر في سجن الرملة.
وفي أغسطس (آب) 2022، أدت اشتباكات مسلحة استمرت 3 أيام بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي" إلى مقتل 49 فلسطينياً، بينهم 12 من أعضاء "الجهاد"، وفقاً للحركة، وما لا يقلّ عن 19 طفلاً، وفقاً للأمم المتحدة.
ومنذ بداية يناير (كانون الثاني)، قُتل أكثر من 120 فلسطينياً و19 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، بحسب حصيلة أعدّتها الوكالة استناداً إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، أما من الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر و3 أفراد من عرب إسرائيل.