22 ديسمبر 2024
25 يونيو 2023
يمن فريدم-الشرق-وكالات
مقاتلو "فاغنر" ينسحبون من مقر المنطقة العسكرية الجنوبية للعودة إلى القاعدة بمدينة روستوف- 24 يونيو 2023 - REUTERS

 

شهدت الأوضاع حول مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في مدينة روستوف هدوءاً، واستؤنفت حركة المرور في الشوارع، بعد أن غادر قائد مجموعة فاجنر العسكرية يفجيني بريجوجين ومقاتليه المدينة، فيما أبقت السلطات على القيود على حركة المرور بالطرق السريعة في موسكو وتولا، وناشدت المواطنين الحد من التنقل.

 

وفي مقطع فيديو نشرته وكالة "ريا نوفوستي" على تليجرام وقالت إنه تم التقاطه في مدينة روستوف، ظهر رجل يقوم بأعمال تنظيف في أحد الشوارع وسيارات تتحرك في شارع آخر.

 

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق على نحو مستقل من التقرير.

 

وفي وقت متأخر من السبت، شوهد بريجوجين وهو يغادر المقر العسكري في روستوف بعد وقف تمرد ضد القيادة العسكرية الروسية.

 

اتفاق مع فاغنر

 

وبعد نحو 24 ساعة من الترقب عالمياً بشأن مسار أحداث شهدت سيطرة مرتزقة "فاغنر" على مقرات قيادة للجيش الروسي وتقدم أرتالهم في اتجاه العاصمة، نزع فتيل الانفجار بتوصّل الكرملين وبريجوجين إلى اتفاق يوقف بموجبه الأخير تمرده ويغادر الى بيلاروس إثر وساطة من رئيسها ألكسندر لوكاشنكو.

 

وتعهدت الرئاسة الروسية بوقف أي ملاحقات بحق المقاتلين وبريجوجين الذي كان من الحلفاء المقربين من بوتين، على رغم أن الأخير اتهمه السبت بـ"خيانة" بلاده وتوجيه "طعنة في الظهر".

 

غموض بشأن مكان بريجوجين

 

ولم يتضح صباح الأحد مكان تواجد بريجوجين بعدما غادر ليلاً على متن سيارة رباعية الدفع مقراً للقيادة العسكرية في مدينة روستوف-نا-دونو كانت قواته قد سيطرته عليه.

 

وأعلن ليل السبت تراجعه لتجنب إراقة "الدماء الروسية"، وأن قواته "تعود أدراجها إلى المعسكرات".

 

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إبرام اتفاق لتجنّب إراقة الدماء، بعدما تمّ تقدّم قوات فاجنر خلال النهار من دون قتال يذكر.

 

وشدد على أن "الهدف الأسمى هو تجنّب حمّام دم وصدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبّؤ بنتائجها"، مشيداً "بتسوية من دون مزيد من الخسائر".

 

وأكد وقف أي ملاحقة قضائية بحق مقاتلي المجموعة الذين "لطالما احترمنا أعمالهم البطولية على الجبهة" في إشارة الى قتالهم في أوكرانيا.

 

وكانت أوكرانيا التي تتعرض لغزو منذ فبراير 2022، رأت في أحداث السبت "فرصة" يجب استغلالها ميدانياً.

 

ورغم الاتفاق، اعتبرت كييف أن بريجوجين أذلّ بوتين. وقال مساعد الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك إن "بريجوجين أذلّ بوتين/الدولة وأظهر أنه لم يعد هناك احتكار للعنف".

 

مقاتلو مجموعة فاغنر الخاصة ينسحبون من مقر المنطقة العسكرية الجنوبية للعودة إلى القاعدة في مدينة روستوف، روسيا.

 

 تبعات على فاغنر

 

ورأى محللون أن التمرد المسلح ستكون له تبعات على بريجوجين ومجموعته التي تنشط أيضاً في مناطق نزاع حول العالم.

 

وقال الباحث في مركز الدراسات البحرية سامويل بينديت إن بريجوجين "يجب أن يرحل، والا فالرسالة ستكون أن قوة عسكرية يمكنها تحدي الدولة بشكل علني، وعلى الآخرين أن يفهموا أن الدولة الروسية لديها حصرية العنف (امتلاك السلاح) في داخل البلاد".

 

واعتبر الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة روب لي أن "بوتين وأجهزة الأمن سيحاولون على الأرجح إضعاف فاغنر أو تنحية بريجوجين جانباً"، مشيراً إلى أن "الآثار الأكثر أهمية سيتمّ رصدها في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث تتواجد فاجنر".

 

وجاء إنهاء التمرد بعدما وصل مسلّحو فاغنر لمسافة تقل عن 400 كيلومتر من موسكو، بعد سيطرتهم على مقرات عسكرية في مدينة روستوف-نا-دونو قرب حدود أوكرانيا.

 

وأعلن حاكم روستوف (جنوب غرب) فاسيلي جولوبيف مساء السبت، أن قوات المجموعة غادرت المدينة.

 

وأكد مراسلون لفرانس برس أن العشرات من الروس تجمّعوا وهتفوا "فاغنر" ليل السبت.

 

وسارعت السلطات المحلية إلى رفع الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي اتخذت في مواجهة تقدم فاغنر.

 

وقال إيجور أرتامونوف حاكم منطقة ليبيتسك جنوب موسكو والتي دخلها مقاتلو المجموعة "بدأ رفع القيود المفروضة اليوم".

 

وأضاف "في الأمد القريب، سنسمح بعودة الحركة في طرق المنطقة".

 

الحد من التنقل

 

وناشدت الوكالة الفيدرالية للطرق في روسيا السكان في منطقة موسكو الأحد، الامتناع عن السير على طريق إم-4 " السريع الرئيسي حتى العاشرة بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش).

             

كانت الوكالة قد قالت في وقت سابق الأحد، في منشور على تليجرام حذفته بعد ذلك إن القيود المفروضة على المرور على الطريق السريع في منطقتي موسكو وتولا لا تزال سارية.

 

ودعا رئيس بلدية موسكو السكان إلى الحد من التنقل، ووصف الوضع بأنه "صعب" وأعلن يوم الاثنين، عطلة.

 

كما فرضت قيود على التنقل في منطقة كالوجا الروسية التي تقع عاصمتها على بعد 180 كيلومتراً جنوب موسكو.

 

وساطة لوكاشينكو

 

واضطلع لوكاشنكو بدور رئيسي في الوساطة، وقد أعلن مكتبه أنه هو من اقترح على رئيس فاغنر وقف تقدمه.

 

وقال بيسكوف "ممتنون لرئيس بيلاروس على جهوده... المحادثة المسائية بين الرئيسين كانت طويلة جدّاً".

 

وكان بوتين دان صباح السبت "الخيانة" وتحدثه عن شبح "حرب أهلية" في مواجهة التحدي الأكبر الذي واجهه منذ وصوله إلى السلطة في نهاية عام 1999.

 

كما حذّرت موسكو دول الغرب من "استغلال الوضع الداخلي في روسيا لتحقيق أهدافها المعادية للروس".

 

لكن فيما أكد المتحدث باسم الكرملين أن تمرد فاغنر المجهض لن يؤثر على الهجوم الروسي في أوكرانيا، أعلنت كييف تحقيق مكاسب ميدانية.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI