قالت منظمة الصحة العالمية، إن التقارير المرصودة حتى 14 أكتوبر 2023 تشير إلى عدد حالات الخُناق (الدفتيريا) أعلى بنسبة 57% مما كانت عليه في عامي 2021 و2022 ارتفعت الحالات تدريجياً منذ عام 2021، مع ملاحظة زيادة كبيرة في عام 2023.
وأوضح تحديث جديد صادر عن المنظمة، أنه حتى الآن، تم الإبلاغ عن 1.671 حالة يشتبه في إصابتها بالخُناق في البلاد، مع 109 حالة وفاة مرتبطة بها، مقارنة بـ 1.283 حالة تم الإبلاغ عنها في عام 2022 بأكمله.
وأكدت المنظمة، انها تعمل على تزويد وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية بكمية عاجلة تبلغ 2.200 قارورة من مضاد ذيفان الخناق (أو ترياق الخناق)، التي سيتم توزيعها في المناطق الأكثر تضرراً.
وأشارت إلى أنه ونظراً لتعقيدات الوضع في اليمن، لم يتم تسليم سوى 220 قارورة حتى الآن، في حين أن النقص العالمي في ترياق الخُناق يؤثر على إمكانية توفيره ويزيد من أسعارها.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أرتورو بيسيغان، "إن الجرعات التي استطاعت منظمة الصحة العالمية توفيرها لا تكفي إلا لعلاج 300 مريض بحالة حرجة، وهو عدد غير كافٍ لمعالجة هذه المشكلة".
وأضاف "من المتوقع أن تستمر في عام 2024 فاشيات متعددة ومتزايدة لأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات -بما في ذلك الخُناق-مع وصول نسبة الأطفال غير المحصنين أو الذين لم يتم تطعيمهم بأي جرعة لقاحات إلى 28%. كما أن نقص التمويل وانعدام الوصول لعدد كبير من اليمنيين سيؤثر سلباً على صحة وحياة الأشخاص الأكثر ضعفاً في اليمن".
ولفتت منظمة الصحة العالمية أن هناك انخفاض كبير في معدلات التحصين وزيادة مترتبة على هذا الانخفاض في زيادة أعداد حالات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في أوساط الأطفال في اليمن. لا يزال هذا الانخفاض في التغطية التحصينية يزداد سوءاً بسبب التدهور الاقتصادي، وانخفاض الدخل، النزوح، والظروف المعيشية المكتظّة في المخيمات، إلى جانب النظام الصحي المنهك والنقص الحاد في التمويل.
والخُناق أو الدفتيريا هو عدوى تسببها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية تتراوح العلامات والأعراض من خفيفة إلى شديدة وغالباً ما تظهر تدريجياً، وترتفع معدلات الوفيات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض بين الأطفال الأصغر سناً الذين لم يتم تحصينهم، في الحالات الشديدة، تُنتج هذه البكتيريا سُمّاً (ذِيفاناً) يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في الجزء الخلفي من الحلق يمكن أن تسد مجرى الهواء، فيصعب التنفس أو البلع.
وقد يدخل السم أيضاً إلى مجرى الدم، مما يسبب مضاعفات قد تشمل التهاب عضلة القلب وتلفها، التهاب الأعصاب، مشاكل الكلى، أو النزيف. قد تتضاعف مشاكل عضلة القلب وتتسبب بتسارع غير طبيعي في النبض، كما قد يؤدي التهاب الأعصاب إلى الشلل.