7 يوليو 2024
11 يناير 2024
يمن فريدم-صحيفة العرب اللندنية


تواجه توتال أنيرجيز ملاحقة قضائية في فرنسا من قبل مجموعة من المواطنين اليمنيين بسبب أعمالها غير النظيفة بيئيا في مناطق كثير بالبلد الذي يعاني من أزمات الحرب وتداعياتها منذ أكثر من تسع سنوات.

وقدم نحو خمسين مواطنا يمنيا مذكرة استدعاء موجزة ضد شركة الطاقة الفرنسية العملاقة أمام محكمة نانتير الفرنسية، متهمين إياها بالمساهمة في تلويث أراض ومياه في بلادهم.

وأكد محامو هؤلاء اليمنيين لفرانس برس الأربعاء أنهم رفعوا دعوة ضد الشركة الثلاثاء الماضي، مما يؤكد معلومات نشرتها صحيفة “لو كانار أنشينيه” الفرنسية.

وفي الاستدعاء، أوضح المدعون الذين يمثلهم المحامي فيودور ريلوف أنهم يعانون من “أضرار جسيمة ودائمة وهي عواقب مباشرة للتلوث النفطي الذي سببته توتال وكذلك شريكها التجاري بتروماسيليا” في منطقة حضرموت الصحراوية.

كما نددوا بـ”كارثة اقتصادية واجتماعية وبيئية وثقافية” تضر بالأراضي التي يعيشون فيها ويزرعونها من أعمال توتال التي تقوم باستثمار آبار النفط منذ تسعينات القرن الماضي.

ومن العواقب الضارة لاستثمار النفط، أشار اليمنيون إلى تلوث المياه الجوفية، مصدر المياه الوحيد للسكان المحليين، بسبب المواد السامة “المتسربة بسبب إخفاقات توتال المتكررة”.

كما تحدثوا عن “بقع نفطية في الصحراء” إثر حوادث على خطوط أنابيب النفط يتهمون المجموعة النفطية بعدم معالجتها بطريقة مناسبة وهو ما يسبب حسب قولهم “فيضانات متكررة لدى تساقط الأمطار الغزيرة” من النفط المتسرب من الأنابيب.

ويطالب المدعون بأن تقدم توتال المستندات المتعلقة بمعالجة مياه الإنتاج وإعادة تدوير النفط وآبار الحقن وإعادة تدوير البراميل الكيميائية والأضرار التي لحقت بأنابيب النفط.

ومن المتوقع أن تدرس المحكمة دعوة اليمنيين مطلع الشهر المقبل.

وتوتال، واحدة من أكبر الشركات الاستثمارية بقطاع الطاقة في اليمن، وتبسط سيطرتها الكاملة على قطاع الغاز، وتقع تحت إدارتها باليمن سبع شركات عابرة للقارات.

ومنذ أشهر تعالت العديد من الأصوات المحلية والدولية المنددة بانتهاكات الشركة في العشرية الأخيرة، وظهرت دراسات وتحقيقات تكشف ممارساتها غير القانونية، وتسببها في حالات تلوث واسعة، بما ينذر بكوارث سيتجرع اليمنيون مرارتها لعقود قادمة.

ولعل أهم تلك التحقيقات الفاضحة لممارساتها تحقيق استقصائي أعده الكاتب الفرنسي كوينتين مولر، لصالح منظمة السلام الأخضر غير الحكومية، نشرته مجلة “لوبس” الفرنسية في منتصف أبريل 2023 بعنوان “مياه توتال السوداء في اليمن”.

وتحدث مولر عن تسبب توتال بعمليات تلوث واسعة في محافظة شبوة والمناطق الأخرى، التي تعمل فيها كحضرموت ومأرب بتواطؤ من نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

وبعد نشر التقرير، ردت توتال بأنها قامت بتركيب نظام يسمح بفصل مياه “الإنتاج” الموجودة في المحروقات والتي تتدفق أثناء الحفر عن بقايا الزيوت التي سيُعاد تدويرها.

كما نفت المجموعة النفطية إنشاء آبار جوفية تستخدم لتفريغ مياه الإنتاج الإضافية.

وتأتي الدعوة اليمنية إلى جانب دعاوى أخرى رفعت ضد توتال، ففي أكتوبر الماضي رفعت أمام النيابة العامة في نانتير دعوى القتل غير العمد وعدم إسعاف شخص في خطر ضدها من قبل ضحايا هجوم جهادي في مارس 2021 في بالما شمال شرق موزمبيق.

ويتهم المدعون المجموعة التي اضطرت إلى تعليق مشروع ضخم لاستخراج الغاز جراء الهجوم بالإهمال في تقييم المخاطر الأمنية.

كما قدمت أربع جمعيات تعنى بالدفاع عن البيئة شكوى جنائية في أواخر سبتمبر الماضي في نانتير ضد مشاريع نفطية لتوتال في كل من تنزانيا وأوغندا.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI