5 يوليو 2024
9 مارس 2024
يمن فريدم-الحرة


بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الجمعة، التحضير لإنشاء ممر بحري بين قبرص وقطاع غزة لنقل المساعدات الإنسانية، طُرحت تساؤلات بشأن مدى جدوى هذه الطريقة في إدخال المساعدات، وكيفية تأمينها.

جاء ذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن "إسرائيل ستوفر الأمن" لميناء مؤقت قبالة سواحل غزة، والذي كان قد أعلن عنه في خطاب "حالة الاتحاد"، الخميس.

وأضاف أنه يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سُمع يقول عبر مايكروفون -لم يكن يدرك أنه يعمل- إنه سيجري نقاشاً صريحاً معه بشأن الحرب في القطاع.

ورداً على سؤال لصحفيين حول ما إذا يتعين على نتانياهو بذل مزيد من الجهود للسماح بدخول مساعدات إنسانية إثر تعليقها، قال بايدن: "نعم عليه ذلك".

يذكر أنه وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فالأغلبية العظمى من سكان غزة وعددهم نحو 2.2 مليون شخص، أصبحوا مهددين بالمجاعة، في ظل نقص خطير في الغذاء ومياه الشرب.

ماذا نعرف عن الميناء المؤقت؟

كشفت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، أنها تحضّر لتأسيس ميناء مؤقت من أجل إيصال المساعدات عبر البحر لقطاع غزة المحاصر، وذكرت أن العملية "ستستغرق عدة أسابيع".

وقال متحدث باسم البنتاغون في إفادة للصحفيين: "نحن في طور تحديد المصادر والقوات التي سيتم نشرها"، مضيفا أن "التخطيط والتنفيذ سيستغرق عدة أسابيع".

وأوضح أن الولايات المتحدة تهدف في نهاية المطاف إلى تقديم مليوني وجبة إلى مواطني غزة يوميا، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

وأكد المتحدث أن "العمل على التفاصيل مع الشركاء سيشمل إسرائيل عند تناول الجانب الأمني"، وأن الولايات المتحدة ستواصل التنسيق مع الدول الشريكة بشأن ميناء غزة المؤقت.

ورجح المتحدث أن يخصص 100 جندي أمريكي لهذا الغرض، لكنه أكد أنه "لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في قطاع غزة".

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بعد زيارة لميناء مدينة لارنكا بجنوب قبرص: "نحن قريبون جدا من فتح هذا الممر البحري، ونأمل في أن يحدث ذلك يوم الأحد".

ونقلت وكالة فرانس برس عن بيان مشترك للجهات المساهمة في الخطة، أن "الوضع الإنساني في غزة كارثي (...) لهذا السبب، تعلن المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة اليوم، عزمها على فتح ممر بحري لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية تشتد الحاجة إليها".

ورغم اعترافهم بأن هذه العملية ستكون "معقدة"، أكد المساهمون تصميمهم على العمل من أجل "ضمان إيصال المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية".

وتتوجه فون دير لايين في 17 مارس إلى مصر، ويرافقها رئيسا وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، وبلجيكا ألكسندر دو كرو.

موقف إسرائيل

رحبت إسرائيل بفكرة الممر البحري الإنساني من قبرص، الواقعة على مسافة نحو 380 كيلومترا من غزة، بحسب فرانس برس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ليئور حياة، عبر منصة إكس، إن هذه المبادرة "ستتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقا للمعايير الإسرائيلية".

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، جولييت توما، إن أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل في غزة، ترحب بأي جهد "يحسن ويعزز تدفق المساعدات الإنسانية المطلوبة بشدة".

لكنها أضافت، بحسب رويترز: "هناك طريقة أسهل وأكثر فاعلية لجلب المساعدات.. وهي عبر المعابر البرية التي تربط إسرائيل بغزة".

كما اعتبرت منسقة الأمم المتحدة المسؤولة عن المساعدات لغزة، سيغريد كاغ، أن "تنويع طرق الإمداد البرية يظل الحل الأمثل".

ولقي 5 أشخاص مصرعهم، الجمعة، وأصيب 10 آخرون، جراء سقوط صناديق مساعدات إنسانية من طائرات على مدينة غزة من دون أن تفتح مظلاتها، حسب مصدر طبي في القطاع.

وحول الواقعة، أكدت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، الجمعة، أن سقوط القتلى لم يكن ناجما عن إنزال أمريكي.

وقالت في بيان عبر منصة "إكس": "نحن على علم بتقارير تفيد بمقتل مدنيين كنتيجة لإنزالات جوية إنسانية.. على عكس ما أفادته بعض التقارير، فهذا لم يكن نتيجة عمليات إنزال جوي أمريكي".

كما أفاد مصدر عسكري أردني لوكالة فرانس برس، في وقت سابق الجمعة، بأن بلاده نفذت عملية إسقاط مساعدات إنسانية بواسطة 4 طائرات في شمال غزة، الجمعة، دون تسجيل أي حادث.

وقال: "الخلل الفني الذي تسبب بعدم فتح بعض المظلات التي تحمل مساعدات وسقوطها بشكل حر على الأرض خلال الإنزال الجوي على غزة، الجمعة، لم يكن مصدره طائرة أردنية".

من يؤمن الميناء المؤقت؟

سيعمل الميناء في منطقة حرب، وبالتالي حتى إن كان مؤقتا، فهناك حاجة إلى عملية تأمين للمساعدات وإيصالها إلى القطاع.

وذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أن وكالة أونروا "يمكنها أن تساعد في إدارة العملية، رغم عدم وضوح أي شيء في الوقت الحالي".

لكن العلاقة بين الوكالة وإسرائيل متوترة حاليا، حيث تواجه "أونروا" اتهامات من إسرائيل بمشاركة موظفين منها في هجوم السابع من أكتوبر، وبالفعل فتحت الوكالة تحقيقا في الاتهامات.

وصرح المحلل العسكري شون بيل للشبكة البريطانية، بأنه من غير الواضح كيف ستكون السيطرة الأمنية على الميناء المؤقت، وقال: "الحاجة ملحة للغاية حاليًا للخطوة، وسيخلق ذلك حاجة حقيقية إلى وجود قوات على الأرض، وهو أمر لا يريد الغرب القيام به".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، أن تلك الخطة ستكون "اختبارا" لقدرة الولايات المتحدة وحلفائها على إيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة.

وجاء الإعلان عن الميناء المؤقت في ظل فشل على مدار الأسابيع الماضية، في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس (المدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية)، بهدف التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.

واستبعد الرئيس الأمريكي، الجمعة، أن يتم التوصل لإطلاق نار مؤقت في قطاع غزة بحلول شهر رمضان. وقال بايدن في حديث لصحفيين، إن التوصل لاتفاق يخص وقف إطلاق النار بحلول رمضان "يبدو صعبا".

وشددت حركة حماس، الجمعة، على أنها لن تتنازل عن مطالبتها بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته على إسرائيل.

وبالإضافة إلى اشتراطها وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي، تطالب حماس أيضا بعودة مئات آلاف المدنيين النازحين إلى مناطقهم، والبدء في إعادة إعمار القطاع المدمر.

من جهتها، تطالب إسرائيل بأن تقدم حماس لائحة واضحة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون أحياء في غزة، وهو الأمر الذي تقول حماس إنه من غير الممكن القيام به قبل وقف إطلاق النار.

وتكافح الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل لاتفاق على هدنة في غزة قبل رمضان، لكن المفاوضات التي جرت هذا الأسبوع في القاهرة لم تؤد إلى أية نتيجة ملموسة.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI