5 يوليو 2024
21 مايو 2024
يمن فريدم-فرانس برس
رويترز


يشهد قطاع غزة معارك محتدمة بين الجيش الإسرائيلي وحماس، بالتزامن مع طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه وثلاثة من قادة الحركة الإسلامية الفلسطينية.

وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في بيان أنّ طلب إصدار مذكّرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت للاشتباه بارتكابهما جرائم تشمل “التجويع” و”القتل العمد” و”الإبادة و/أو القتل”.

وكذلك طلب إصدار مذكّرات توقيف بحق قادة في حركة حماس، بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية ورئيس مكتبها السياسي في غزة يحيى السنوار، للاشتباه بارتكابهم جرائم تشمل “الإبادة” و”الاغتصاب وأعمال العنف الجنسي” و”أخذ الرهائن”.

وردا على طلب خان، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان “بوصفي رئيسا لوزراء اسرائيل، أرفض باشمئزاز مقارنة المدعي في لاهاي بين إسرائيل”، الدولة “الديموقراطية”، و”مرتكبي الجرائم الجماعية في حماس”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “المدعي العام يذكر … رئيس الوزراء ووزير الدفاع لدولة إسرائيل إلى جانب وحوش حماس النازيين المقيتين، هذه وصمة عار تاريخية ستبقى في الذاكرة إلى الأبد”.

ولفت إلى أن إسرائيل تعتزم “التصدي لهذا القرار الذي يرمي قبل كل شيء إلى تكبيل أيدي دولة إسرائيل وحرمانها من الحق في الدفاع عن نفسها”.

واستنكرت حماس “بشدة” طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت الحركة في بيان “حركة حماس تستنكر بشدَّة محاولات المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مساواة الضحيَّة بالجلاّد عبر إصداره أوامر توقيف بحقّ عدد من قادة المقاومة الفلسطينية”. واعتبرت أن طلب المدعي العام إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت “جاءت … متأخرة سبعة أشهر”.

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، حليف إسرائيل، أن طلب إصدار مذكّرة توقيف بحق نتانياهو “مشين”، رافضا “المساواة” بين إسرائيل وحماس.

ولاحقا شدّد بايدن على أن هجوم إسرائيل في غزة “ليس إبادة جماعية”.

بدوره ندّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بطلب المدعي العام “المخزي” واعتبر أن “لا سلطة قضائية” للهيئة الدولية على إسرائيل محذرا من أنها تعرّض جهود وقف إطلاق النار في غزة للخطر.

وفي حين رحّبت جنوب إفريقيا التي تتّهم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية في غزة، بخطوة خان، أعربت ألمانيا عن أسفها لكون قراره أعطى “انطباعا خاطئا بالمساواة” بين طرفي النزاع.

ونفّذت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

واحتجز في الهجوم 252 رهينة، 124 منهم ما زالوا في غزة، بحسب تقديرات إسرائيل، بينهم 37 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وليل الإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جثامين أربعة رهائن استعيدت من غزة الأسبوع الماضي، عُثر عليها في أنفاق تحت جباليا، حيث خاض الجنود الإسرائيليون قتالا عنيفا في الأيام الأخيرة.

وتنفّذ إسرائيل ردا مدمرا على قطاع غزة تسبب بمقتل 35562 شخصا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وأدى الحصار الإسرائيلي وتقييد دخول المساعدات الإنسانية، إلى نقص حاد في الغذاء وتحذيرات من مجاعة محدقة بالسكان.

"نموت ونحن نيام"

الإثنين شنّت طائرات ومروحيات عسكرية إسرائيلية ضربات جديدة في قطاع غزة الذي شهد أيضا معارك برية بين جنود إسرائيليين ومقاتلي فصائل فلسطينية مسلّحة.

وفي شمال القطاع، قصف سلاح الجو الإسرائيلي مدينة غزة ومخيم جباليا حيث تحتدم المعارك.

وتحدث الدفاع المدني عن سقوط ثمانية قتلى وجرحى في قصف اسرائيلي لمنزل يعود الى عائلة العطار في حي الشيخ رضوان في غزة.

وأشار الجيش إلى شن غارات محددة الأهداف في وسط القطاع المكتظ والمدمر.

في الجنوب، أصابت ضربة منزلا في حي تل السلطان في غرب رفح، ما أوقع ثلاثة قتلى، وفق مصادر طبية. كذلك استهدفت رفح بضربات وجّهتها البحرية الإسرائيلية، وفق شهود.

وقال عبيد خفاجة المقيم في حي السلطان “لينظروا إلى وضعنا المزري… نموت في بيوتنا ونحن نيام، مدنيون وأطفال ونساء، ولا أحد يلتفت إلينا”.

"واجب"

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية “تنفّذ غارات مستهدفة البنية التحتية للإرهاب” في شرق رفح حيث عثرت على “عشرات من فتحات الأنفاق”.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين أنه أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أن “واجب” الدولة العبرية هو توسيع هجومها البري في مدينة رفح “وتفكيك حماس وإعادة الرهائن”.

ومنذ السادس من أيار/مايو، تاريخ توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات الى سكان شرق رفح لمغادرتها قبل بدء عملياته فيها في اليوم التالي، نزح “نصف سكان غزة تقريبا”، وفق المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الذي أشار الى أن هؤلاء “أجبروا على النزوح مجددا”. وكان عدد سكان قطاع غزة قبل بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2,4 مليون.

وقال سرحان أبو السعيد (46 عاما) في المدينة لوكالة فرانس برس “السؤال الذي يراودنا هو الى أين سنذهب؟”.

وأضاف “الموت يطاردنا من كل مكان”.

"خطة عمل"

تبرز خلافات عميقة بين المكوّنات السياسية الإسرائيلية، إذ هدّد الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس السبت بالاستقالة ما لم يصادق نتانياهو خلال ثلاثة أسابيع على خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وسارع نتانياهو الذي يرفض حتى الآن النقاش بشأن فترة ما بعد الحرب، للرد على غانتس، معتبرا أنّ مطالبه “معناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم الرهائن، وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية”.

والتقى ساليفان الأحد مع نتانياهو وأكد له أهمية أن تكون العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في غزّة والهادفة إلى “استئصال” حماس، مترافقةً مع “استراتيجيّة سياسيّة” لمستقبل القطاع الفلسطيني، حسبما قال البيت الأبيض في بيان.

على المستوى الإنساني، توقّف تسليم المساعدات بشكل شبه كامل الى قطاع غزة مذ سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح.

في ظلّ إغلاق المعابر البرية الرئيسية أو عملها بشكل محدود، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تصل غزة عبر ميناء عائم موقت أنشأته الولايات المتحدة.

لكن وكالات إنسانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة تؤكد أن المساعدات عبر البحر أو الجو لا يمكن ان تحل محل المساعدات التي تدخل برا.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI