22 نوفمبر 2024
28 مايو 2024
يمن فريدم-رويترز
رويترز


اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا بدولة فلسطينية، اليوم الثلاثاء رغم رد الفعل الغاضب من إسرائيل التي تجد نفسها منعزلة على نحو متزايد بعد سبعة أشهر من اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقالت مدريد ودبلن وأوسلو إنها سعت إلى تسريع الجهود الرامية للتوصل لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتقول الدول الثلاث إنها تأمل في أن يحفز قرارها دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على أن تحذو حذوها.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث في خطاب بثه التلفزيون “إنها الطريقة الوحيدة للمضي نحو ما يعتبره الجميع الحل الوحيد الممكن لتحقيق مستقبل ينعم بالسلام، دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية في سلام وأمن”.

وأضاف أن إسبانيا تعترف بدولة فلسطينية موحدة تشمل قطاع غزة والضفة الغربية تكون تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن هذه الخطوة تعني أن 146 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة تعترف الآن بدولة فلسطينية.

ورحبت بالقرار السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي.

وقال سانتشيث إن مدريد لن تعترف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967 ما لم يتفق عليها الطرفان.

وذكرت وزارة الخارجية الأيرلندية الأسبوع الماضي أنها سترفع مستوى مكتب تمثيلها في رام الله بالضفة الغربية إلى سفارة إضافة إلى تعيين سفير ورفع وضع البعثة الفلسطينية في أيرلندا إلى سفارة.

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس في بيان “كنا نريد الاعتراف بفلسطين في نهاية عملية سلام ومع ذلك اتخذنا هذه الخطوة مع إسبانيا والنرويج للحفاظ على معجزة السلام حية”.

ونددت إسرائيل مرارا بهذه الخطوة . وتقول إن الخطوة ستدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي قادت الهجوم المميت في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل والذي تسبب في اندلاع الحرب على قطاع غزة الذي تديره الحركة.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الثلاثاء على إكس “سانتشيث، عندما تعترف بدولة فلسطينية، فأنت متواطئ في التحريض على الإبادة الجماعية ضد الشعب اليهودي وفي جرائم حرب”.

انقسام آراء

من بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وعددها 27، اعترفت السويد وقبرص والمجر وجمهورية التشيك وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا بالفعل بدولة فلسطينية، ومن المتوقع أن توافق سلوفينيا على الاعتراف يوم الخميس وقالت مالطا إنها تدرس هذه الخطوة.

وأشارت بريطانيا وأستراليا إلى أنهما تدرسان القرار، لكن فرنسا قالت إن الوقت الحالي ليس مناسبا للاعتراف بدولة فلسطينية. بينما انضمت ألمانيا إلى الولايات المتحدة، أقوى حليف لإسرائيل، في رفض نهج الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد، وأصرت على أن حل الدولتين لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار.

وصوّت البرلمان الدنمركي يوم الثلاثاء برفض مشروع قانون يهدف إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.

وكانت النرويج، التي ترأس مجموعة المانحين الدوليين للفلسطينيين، تتبع حتى وقت قريب موقف الولايات المتحدة لكنها فقدت الثقة في إمكانية نجاح تلك الاستراتيجية.

ويميل الإسبان تقليديا إلى الفلسطينيين. ومنذ أن بدأت إسرائيل هجومها على غزة ردا على هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، ارتفع عدد الإسبان المؤيدين لحل الدولتين إلى 60 بالمئة في أبريل نيسان من 40 بالمئة عام 2021، بحسب استطلاع أجراه معهد إلكانو الملكي الإسباني للدراسات الدولية والاستراتيجية.

وقال كوشتريم إستريفي، أستاذ القانون بجامعة إيتريخت في هولندا، إن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود أوسع تبذلها الدول للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.

وأضاف “قد نشهد في المستقبل موجة جديدة من الاعتراف… وكلما زاد عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية، اقتربنا من أن يصبح حل الدولتين واقعا من منظور القانون الدولي”.

وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة في غزة. وتقول إسرائيل إن هجوم حماس، وهو الأسوأ في تاريخها الممتد منذ 75 عاما، أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وقالت فلسطين المنسي النازحة الفلسطينية في دير البلح بغزة “إحنا مبسوطين على التلات دول اللي وقفت معانا واعترفوا فينا ع الدولة الفلسطينية… ويا ريت تضغطوا أكتر ع إسرائيل عشان نحنا زهقنا”.

وردت إسرائيل على خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية بسحب سفرائها من مدريد وأوسلو ودبلن واستدعاء سفراء الدول الثلاث لمشاهدة مقاطع فيديو تظهر مسلحي حماس وهم يحتجزون مجندات.

وسعى سانتشيث يوم الثلاثاء إلى تخفيف حدة التوتر من خلال التنديد بحركة حماس والدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن.

وقال “قرارانا لا يستهدف طرفا بعينه، وبالتأكيد هو ليس ضد إسرائيل… نسعى للوصول إلى أفضل علاقة ممكنة”.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI