4 يوليو 2024
26 أكتوبر 2022
يمن فريدم-الشرق-وكالات

 

 

كررت روسيا الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي اتهاماتها لأوكرانيا بتصنيع "قنبلة قذرة"، مشككة في قدرة مفتشي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" على إثبات عكس ذلك، في وقت جدد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك دعم بلاده المستمر لأوكرانيا.

 

وبمبادرة من روسيا التي بعثت رسالة بهذا الصدد إلى كلّ من "مجلس الأمن الدولي" والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ناقش مجلس الأمن في اجتماع مغلق، اتهامات روسيا لأوكرانيا بأنها تصنع "قنبلة قذرة"، وهي ادعاءات نفتها كييف والغرب.

 

قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بعد الاجتماع: "نعتقد أنه خطر جسيم، وتهديد جدي"، مشيراً إلى أن أوكرانيا لديها "الإمكانات والدوافع للقيام بذلك، لأن نظام (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي يريد تجنب الهزيمة، وتوريط حلف الأطلسي (الناتو) في مواجهة مباشرة مع روسيا".

 

وأضاف: "نحن راضون تماماً لأننا لفتنا الانتباه، ولا أبالي إذا قال الناس إن روسيا تحذر كذباً من الخطر إذا لم يحدث هذا، لأن هذه كارثة مروعة، ربما تهدد الأرض بأكملها".

 

جلستان لمجلس الأمن

 

وأعلن بوليانسكي عن دعوة موسكو لـ "عقد جلستين لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع، لمناقشة قضايا متعلقة بأوكرانيا"، وقال: " سنتحدث عن الالتزام بميثاق الأمم المتحدة على ضوء طلب إجراء التحقيق في إطار القرار رقم 2231. والخميس، نطلب عقد اجتماع تحت المادة السادسة من اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والسمية".

 

وتوقعت وكالة "فرانس برس" أن يكرس اجتماع الأربعاء، لتوضيح أسباب رفض روسيا قيام الأمم المتحدة بالتحقيق بشأن مُسيرات يتهم الغرب إيران بتوفيرها لموسكو في حربها ضد أوكرانيا.

 

وذكرت الوكالة الفرنسية أن الاجتماع المقرر عقده، الخميس، سيبحث "اتهامات روسية بوجود أسلحة بيولوجية في أوكرانيا".

 

وبناء على طلب كييف التي دعت إلى إيفاد خبراء دوليين، أكدت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، الاثنين، إرسال خبراء "في الأيام المقبلة"، وأضافت أن خبراءها يقومون بالفعل بعمليات تفتيش في أوكرانيا.

 

وشكك بوليانسكي "في إمكانية التأكد بشكل مطلق من عدم وجود أنشطة من هذا النوع، حتى بعد الزيارة" المرتقبة، معتبراً أنه "من الصعب للغاية رصد الأنشطة الساعية إلى صنع هذه القنابل القذرة".

 

وقال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا للصحافيين إن المفتشين سيحصلون على حق الوصول الكامل، ودعا موسكو إلى التحلي بالقدر نفسه من الشفافية التي تتمتع بها أوكرانيا.

 

يأتي هذا بعد تلميحات من موسكو إلى أنها قد تضطر إلى استخدام "سلاح نووي تكتيكي" ضد أوكرانيا، التي قال رئيسها فولوديمير زيلينسكي، إن مزاعم "القنبلة القذرة" تظهر أن موسكو تخطط لمثل هذا الهجوم، وتسعى إلى إلقاء اللوم على كييف.

 

تحذيرات أميركية

 

بدوره، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، من أن استخدام روسيا لسلاح نووي سيكون "خطأ فادحاً"، وقال للصحافيين: "روسيا سترتكب خطأ جسيماً وهائلاً إذا استخدمت سلاحاً نووياً تكتيكياً".

 

التزام بريطاني

 

وفي السياق، تعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك خلال محادثتين هاتفيتين منفصلتين مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على تقديم دعم ثابت لأوكرانيا بمواجهة الغزو الروسي.

 

وقال ناطق باسم داوننج ستريت (مقر الحكومة البريطانية) إن سوناك وعد زيلينسكي بأن دعم بريطانيا لأوكرانيا سيكون "ثابتاً وقوياً كما كان دائماً في ظل رئاسته للوزراء".

 

وأضاف: "قال رئيس الوزراء يمكن للرئيس زيلينسكي الاعتماد على أن حكومته ستظل متضامنة مع أوكرانيا بشكل مستمر، إذ اتفق الزعيمان على ضرورة مواصلة الضغط على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوحشي من خلال استمرار العقوبات الاقتصادية"، وفق البيان.

 

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في "تعزيز" العلاقات بين أوكرانيا وبريطانيا، التي تعد إحدى أبرز الدول الداعمة لكييف في مواجهة روسيا.

 

وفي مقطع مصور، قال زيلينسكي: "أنا مقتنع بأن الشراكة التي أصبحت تقليدية بين بلادنا والقيادة البريطانية في الدفاع عن الديمقراطية والحرية، ستستمر وستتعزز"، ودعا سوناك لزيارة أوكرانيا.

 

ولاحقاً، أعلن زيلينسكي في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" أنه "اتّفق في محادثة ممتازة مع ريشي سوناك على كتابة فصل جديد في العلاقات بين أوكرانيا والمملكة المتحدة، إنما ضمن القصة نفسها: الدعم الكامل في مواجهة العدوان الروسي".

 

لندن وواشنطن.. موقف موحد

 

من جهته، اتفق الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني، خلال محادثة هاتفية، على العمل معاً لدعم أوكرانيا، والوقوف في وجه الصين.

 

وقال البيت الأبيض في بيان، إن الزعيمين أكدا على "العلاقة الخاصة" القائمة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وعزمهما على العمل معاً لتعزيز الأمن والازدهار العالميين.

 

وفيما يتعلق بأوكرانيا، أكد الجانبان على "أهمية العمل معاً لدعم أوكرانيا ومحاسبة روسيا على عدوانها"، كما اتفقا أيضاً على "مواجهة التحديات التي تفرضها الصين"، والتي تعتبرها واشنطن أكبر منافس جيوسياسي واقتصادي لها.

 

وأورد بيان سابق لـ"داونينج ستريت"، أن سوناك وبايدن "ناقشا مدى التعاون بين واشنطن ولندن سواء على المستوى الثنائي أو في مناطق على غرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، كما تناولا قضية إيرلندا الشمالية.

 

وتعد بريطانيا حليفاً أوروبياً رئيسياً للولايات المتحدة في تسليح ودعم الجيش الأوكراني لصد الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير الماضي.

 

والثلاثاء أصبح سوناك ثالث رئيس للوزراء في بريطانيا هذا العام، وقد تعهّد تخطي أزمة اقتصادية نجمت عن "أخطاء" ارتُكبت في عهد ليز ترس، التي اضطرّت للاستقالة على خلفية الاضطرابات الحادة في الأسواق المحلية.

 

معارك شرسة

 

إلى ذلك، توقع مسؤول أوكراني كبير، أن تخوض بلاده وروسيا "أشرس المعارك" في إقليم خيرسون الجنوبي الاستراتيجي، الذي تسيطر موسكو على جزء منه، لافتاً إلى استعداد القوات الروسية لمواجهة قوات أوكرانية متقدمة.

 

ومدينة خيرسون، عاصمة الإقليم التي تحمل اسمه، والتي كان يسكنها قبل الغزو نحو 280 ألف نسمة، تعد أكبر مركز حضري لا تزال روسيا تحتفظ به منذ الاستيلاء عليه في وقت مبكر من غزو أوكرانيا قبل 8 أشهر، وتتحكم في كل من الطريق البري الوحيد إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا عام 2014، ومصب نهر دنيبرو الشاسع الذي يشطر أوكرانيا.

 

وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، في مقطع مصور عبر الإنترنت: "كل شيء واضح فيما يتعلق بخيرسون. الروس يعززون صفوفهم هناك".

 

وأضاف: "هذا يعني أن لا أحد يستعد للانسحاب. على العكس من ذلك، فإن خيرسون ستشهد أشرس المعارك"، من دون أن يحدد موعداً للمعركة.

 

وقبل أيام، أعلنت الإدارة التي نصبتها روسيا في خيرسون، تشكيل جماعات مسلحة محلية، قائلة إنه يمكن لجميع الرجال المتبقين في المدينة الانضمام إليها.

 

وعلى مدار أسابيع، عمد المسؤولون في إدارة خيرسون، إلى بث تحذيرات من أن القوات الأوكرانية على وشك مهاجمة المدينة، وعملوا على إجلاء الآلاف من المدنيين بالقوارب إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI