9 يونيو 2025
8 نوفمبر 2024
يمن فريدم-فرانس برس


واصلت إسرائيل الخميس تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية، أدّت إحداها عند حاجز للجيش اللبناني في الجنوب إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة جنود لبنانيين وعناصر من قوة الأمم المتحدة.

وفي واشنطن، أعلنت الخارجية الأميركية أنّ أنتوني بلينكن يعتزم مواصلة عمله لإنهاء الحرب في غزة ولبنان في الفترة المتبقية من ولايته قبل تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير.

ومع تواصل المواجهة المفتوحة منذ أكثر من شهر مع حزب الله في لبنان، تستكمل إسرائيل عملياتها العسكرية ضد حليفته حركة حماس في قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 12 شخصا على الأقل في غارة على مدرسة تؤوي نازحين.

ومنذ أواخر أيلول/ سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف الحدودي مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية الحرب في غزة.

ضربة عند حاجز

وأورد الجيش اللبناني في بيان أن “العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ثلاثة عسكريين من عناصر الحاجز”.

وأكد البيان أن عناصر من الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) أصيبوا أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور.

وأكدت اليونيفيل لفرانس برس أن خمسة من عناصرها أصيبوا بجروح طفيفة.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال لفرانس برس في القدس "ننظر في هذه التقارير".

وشاهد مصوّر لفرانس برس في المكان سيارة محترقة على بعد أمتار من حاجز الجيش الواقع عند مدخل المدينة الساحلية، إضافة الى أربعة عناصر من قوة اليونيفيل مصابين بجروح بدت طفيفة وهم يتلقّون العلاج في المكان.

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية الخميس إن "هذا الاعتداء يعكس إمعان إسرائيل في استهداف قوات اليونيفيل وعناصر الجيش اللبناني والمدنيين، مما يشكل جرائم حرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني".

وصيدا هي كبرى مدن الجنوب اللبناني، وتعرضت أطرافها لضربات جوية معدودة منه بدء التصعيد مع حزب الله.

وأتت هذه الغارة بعد أخرى استهدفت صباحا سيارة على طريق عاريا الجمهور، وهي جزء من طريق دولي يربط بيروت بمنطقة البقاع شرقا وصولا الى سوريا، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني.

وقال المصدر لفرانس برس إنّ "امرأة قتلت، بينما أصيب رجل بجروح، وكان الاثنان في السيارة".

وليست هذه المرة الأولى التي تحصل فيها استهدافات على هذه الطريق. وكان آخرها قبل أسبوع تقريبا وطال سيارة فان كانت محمّلة أسلحة وذخائر.

حماية المواقع الأثرية

وكانت غارات إسرائيلية استهدفت ليلا ضاحية بيروت الجنوبية، طالت إحداها منطقة متاخمة لمطار بيروت، المرفق الجوي الوحيد في البلاد.

وأوضح مسؤول في المطار لفرانس برس أنّ أضرارا طفيفة طالت مباني تابعة للمطار، "لكن ليس المبنى الرئيسي" حيث قاعة المغادرة والوصول.

وقال وزير الأشغال والنقل علي حمية صباح الخميس لفرانس برس إن المطار يعمل بشكل طبيعي، مؤكدا أنّ طائرات أقلعت وأخرى هبطت فيه بعد الغارة.

وفتح حزب الله جبهة إسناد لغزة بعيد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبعدما أضعفت حماس في القطاع، نقلت إسرائيل ثقل عملياتها العسكرية الى الجبهة الشمالية مع الحزب، وكثّفت غاراتها اعتبارا من 23 أيلول/ سبتمبر، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية.

وتركزت الغارات على معاقل للحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية.

ومساء الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد بما في ذلك مدينة بعلبك التي تضم معبدا أثريا رومانيا. وأفاد مسؤول محلي بأن صاروخا سقط في موقف سيارات القلعة التاريخية.

ووجّه أكثر من مئة نائب لبناني يمثلون غالبية الكتل البرلمانية، نداء عاجلا الخميس إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) من أجل حماية المواقع التاريخية.

وجاء في رسالة موجّهة إلى المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي "نناشدكم ونلفت انتباھكم إلى ضرورة ملحة: حماية المواقع التاريخية في لبنان، ولا سيما في بعلبك وصور وصيدا وغيرها من المعالم الثمينة التي تواجه خطرا كبيرا نتيجة تصاعد الفظائع".

ودعا النواب أزولاي إلى "إعطاء الأولوية بشكل عاجل لحماية ھذه المواقع التاريخية، من خلال تعبئة سلطة اليونسكو وتأمين الانتباه الدولي".

وأعلنت المنظمة الدولية أن لجنة اليونسكو ستجتمع في 18 تشرين الثاني/نوفمبر لمناقشة “تعزيز الحماية الموقتة” للمواقع الأثرية اللبنانية المهددة بالقصف الإسرائيلي.

ويضم لبنان ستة مواقع مدرجة في لائحة اليونسكو للتراث العالمي، بما فيها آثار رومانية في بعلبك وصور.

وقتل أكثر من 2600 شخص في لبنان منذ بدء التصعيد في أيلول/ سبتمبر، غالبيتهم مدنيون، بحسب وزير الصحة فراس الأبيض.

وتؤكد إسرائيل أنها تسعى الى تأمين حدودها الشمالية وإبعاد حزب الله عنها وإعادة عشرات الآلاف من سكانها الذين نزحوا بسبب النزاع قبل نحو عام.

وتنفّذ إسرائيل عمليات برية في مناطق حدودية في جنوب لبنان لا تفاصيل كثيرة عنها، بسبب عدم إمكان الوصول الى المنطقة. وتؤكد الدولة العبرية أنها تدمّر بنى تحتية ووسائل قتالية عائدة للحزب، بينما يتحدث الأخير عن تصديه للقوات الإسرائيلية واستهداف جنودها بأسلحة مختلفة، ويعلن إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل.

وأعلن حزب الله الخميس أنّ مقاتليه نصبوا كمينا لقوات برية إسرائيلية كانت تحاول التقدم نحو بلدة يارون الحدودية في جنوب لبنان.

من جهته، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) أنّ الضربات والإنذارات التي توجهها إسرائيل إلى سكان مناطق لبنانية لإخلائها تمهيدا لضربها "تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتترك السكان في خوف مستمر".

وبحسب أوتشا، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء لأكثر من 160 قرية لبنانية في الفترة ما بين 23 أيلول/ سبتمبر و4 تشرين الثاني/ نوفمبر.

"12 قتيلا في غزة"

في قطاع غزة الذي يشهد وضعا كارثيا وسط الدمار والعطش والجوع بعد 13 شهرا من اندلاع الحرب، أعلن الدفاع المدني الخميس مقتل 12 شخصا ووقوع "عدد كبير من الإصابات جرّاء قصف طائرات الاحتلال مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية التي تؤوي نازحين في مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة" (شمال).

وأصدر الجيش الخميس انذارا بإخلاء أحياء في مدينة غزة (شمال) بعد تصنيفه إياها “مناطق قتال خطيرة”، مشيرا الى أن الفصائل المسلحة تطلق منها قذائف صاروخية نحو إسرائيل.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية في شمال القطاع حيث قتل المئات منذ السادس من تشرين الأول/ أكتوبر، وفق الدفاع المدني.

وقال بيان عسكري إن القوات “قضت على نحو 50 إرهابيا” في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في جباليا، معلنا بدء عملية في بيت لاهيا.

وأعلنت واشنطن الخميس أنّ إسرائيل ستعيد فتح معبر إضافي إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك قبل أن تنتهي الأسبوع المقبل مهلة حددتها الإدارة الأمريكية للدولة العبرية لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "سنواصل العمل حتى إنهاء الحرب في غزة وإنهاء الحرب في لبنان، وايصال المساعدات الانسانية (إلى غزة). من واجبنا المضي في هذه السياسات حتى ظهر يوم 20 كانون الثاني/ يناير حين يتولى الرئيس المنتخب مهماته".

وأجرى بلينكن 11 جولة في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو يدفع منذ أشهر للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة يشمل الافراج عن الرهائن.

وقال الجيش الأمريكي إنّ مقاتلات من طراز إف-15 وصلت الخميس إلى الشرق الأوسط، بعد أسبوع على إعلان واشنطن نشر قدرات عسكرية إضافية في المنطقة في تحذير لإيران.

واندلعت الحرب بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43469 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الذي يزور إسرائيل الخميس إنه يرى "أفقا" لوقف الحروب في قطاع غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئيسية الأمريكية.

وتخلل زيارة بارو إشكال دبلوماسي بعد دخول أفراد مسلحين من الشرطة الإسرائيلية موقعا يضمّ كنيسة تديره باريس.

وندد بارو بـ"وضع غير مقبول" ورفض دخول موقع "الإيليونة"، بينما أوقفت الشرطة الإسرائيلية عنصرين من الدرك الفرنسيين في المكان، بحسب صحافية في فرانس برس.

وأكدت الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي السفير الإسرائيلي في باريس احتجاجا.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI