23 فبراير 2025
آخر الاخبار
22 فبراير 2025
يمن فريدم-توفيق الشنواح


يكشف مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر خلاله مدير مدرسة تابع للحوثيين يطلق النار في الهواء لترهيب طلاب صغار لم يتمكنوا من دفع رسوم شهرية تفرضها عليهم الجماعة، عن الحال التي بلغها قطاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات المدعومة من إيران.

ووفقاً للمقطع الذي شهدته مدرسة مصعب بن عمير الأساس بقرية الضمري في محافظة عمران (شمال اليمن)، ظهر المدير محمد الضمري المعين من سلطات الميليشيات الحوثية وهو يطلق أعيرة نارية فوق رؤوس الطلاب لتخويف المتخلفين منهم عن دفع الرسوم.

ومع ما أثاره المقطع من غضب واستياء واسعين بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، فإن نشطاء وحقوقيين عدوه سلوكاً حوثياً ممنهجاً لعسكرة الحياة والمدارس والمؤسسات التعليمية والأكاديمية، وزرعه في نفوس الصغار لترهيبهم وبث الرعب في قلوبهم لتطويعهم منذ الصغر.

وعبر النشطاء عن استيائهم من التعامل غير الإنساني والخطر، الذي يعكس المستوى المخيف لما وصل إليه واقع التعليم داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

أخذ بلا عطاء

تفرض جماعة الحوثي رسوماً شهرية على الطلاب داخل مناطق سيطرتها في سابقة غير معهودة داخل البلاد وربما العالم، وفي المقابل ترفض قطعياً صرف رواتب المعلمين منذ عام 2016 تزامناً مع منع الطلاب المعسرين الذين يشكلون نسبة كبيرة في قوام الفئات الشعبية من دخول المدرسة أو حضور الاختبارات، وفق شهادات سكان محليين.

ونص الدستور اليمني على مجانية التعليم قبل أن تقرر الجماعة الحوثية رسوماً باهظة لم يعد يقدر أولياء الأمور والأهالي على تحملها في ظل التدهور الاقتصادي والإنساني المتلاحق، مما دفع بعضاً لإخراج أبنائه من المدارس بحسب تقارير حقوقية.

ودفع تدهور القطاع التعليمي لانتعاش سوق التعليم الخاص جراء إغلاق كثير من المدارس الحكومية بسبب الحرب وتبعاتها الإنسانية الصعبة على أولياء الأمور من جهة، وانقطاع رواتب المعلمين الذين تركوا المهنة من جهة أخرى، إضافة إلى الخلل الإداري والتربوي الذي تعانيه المؤسسات التعليمية في البلاد، مما شجع على اتساع رقعة المدارس الأهلية المتهمة بالبحث عن الربح السريع على حساب جودة التعليم.

ومع ذلك لم تسلم المدارس الأهلية مما وصفته الحكومة الشرعية "عسكرة المؤسسات التعليمية وتحويلها إلى أدوات للترهيب والابتزاز المالي من قبل الحوثيين"، وبات الطلبة والمعلمون على حد سواء ضحايا لسياسات فرض الجبايات وغياب الاستقرار التعليمي.

مدارس للتطييف

ومنذ انقلابهم عام 2014 وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، سعى الحوثيون إلى إعادة تشكيل مناحي الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بما يتوافق مع سياستهم وأفكارهم خدمة لمشروعهم الطائفي وفي مقدمته التعليم، ولهذا أوكلت الجماعة مهمة إدارة شؤون هذا القطاع إلى شقيق زعيم الميليشيات يحيى الحوثي، الذي عمل بدوره على إحداث تغييرات شملت القطاع الإداري وقطاع المناهج في مؤسسات التعليم، واتخاذ المدارس مدخلاً لتعزيز الهيمنة الفكرية والسياسية ونشر الفكر الطائفي في سابقة غير معهودة.

(اندبندنت عربية)
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI