ارتفع الدولار وتراجعت الأسهم في آسيا مع بداية أسبوع محوري، حيث تترقب الأسواق قرارات أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي ومجموعة من أقرانهم.
ارتفع الدولار مقابل جميع نظرائه في مجموعة العشرة، بينما انخفضت مؤشرات الأسهم الآسيوية، لتنهي سلسلة مكاسب استمرت جلستين.
أدى انزلاق الأسهم الأميركية في نهاية تعاملات يوم الجمعة إلى زعزعة الهدوء الذي ساد معظم جلسة التداول، مع إغلاق S&P 500 بالقرب من أدنى مستوياته خلال هذا اليوم. فيما سجل مؤشر داو جونز الصناعي أسوأ انخفاض أسبوعي له منذ سبتمبر. لتتراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية في آسيا يوم الإثنين.
تراجعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بشكل طفيف بعد قفزة يوم الجمعة جعلتها تقل قليلاً عن 3.6%. بينما ارتفعت عائدات السندات الحكومية في أستراليا ونيوزيلندا.
عادت مخاوف الركود إلى الظهور قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يتحول صانعو السياسة إلى ارتفاع بمقدار 50 نقطة أساس. ومع ذلك، شدد مسؤولون بمن فيهم جيروم باول أيضاً على أن تكاليف الاقتراض يجب أن تظل مقيدة لبعض الوقت، وهو ما يخالف رؤية بعض المستثمرين الذين يبحثون عن تخفيضات في أسعار الفائدة في وقت لاحق في عام 2023.
كذلك يجتمع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، مع تقديرات إجماع بتقديم زيادة 50 نقطة أساس. وكذلك يتعين على الأسواق التعامل مع قرارات هذا الأسبوع من بنك إنجلترا والسلطات النقدية في المكسيك والنرويج والفلبين وسويسرا وتايوان.
في حين أن الاضطراب الذي شهده هذا العام تسبب في توجه الأسهم العالمية نحو أكبر خسارة سنوية لها منذ عام 2008، يتوقع أكبر المستثمرين في العالم أن الأسهم ستشهد مكاسب منخفضة من رقمين في عام 2023. حيث يتوقع 71% من المشاركين في استطلاع أجرته بلومبرغ نيوز ارتفاعات للأسهم، مقابل 19% توقعوا الانخفاضات. وبالنسبة لأولئك الذين يرون مكاسب، كان متوسط الارتفاع المتوقع هو 10%.
كذلك نرى تفاؤل غالبية كبار مديري الصناديق حول العالم أيضاً بشأن الأسهم الصينية لعام 2023. إذ أوصى حوالي 60% من المشاركين في استطلاع بلومبرغ نيوز بشراء أسهم الصين، بينما قال 31% إنهم يفضلون البيع.
على الرغم من ذلك ستتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى بيانات تضخم المستهلك الأميركي يوم الثلاثاء قبل يوم من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي. حيث من المتوقع أن تستمر الأسعار في التباطؤ، رغم ارتفاعها الشديد.
كتب المحللون الاستراتيجيون في "ساكسو كابيتال ماركتس" في مذكرة: "قد يعني تخفيف الظروف المالية والتحفيز الصيني المتوقع أن يستمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في مطاردة قطار التضخم من الخلف إلى العام المقبل أيضاً".
وكتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في Pepperstone Group Ltd. في مذكرة: "إذا رأينا مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة أعلى من 6.3%، فيجب أن يرتفع الدولار الأميركي بقوة، ويجب أن تشهد الأسهم مبيعات قوية". وقال إن القراءة التي تقل عن 6% "ستكون مفاجأة ويجب على الدببة المترقبة للدولار الأميركي أن يجدوا الراحة في ذلك".
من جهة أخرى وسعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ارتفاعها للجلسة الرابعة بسبب الارتفاع المتوقع في الطلب على التدفئة وسط عاصفة قوية في المحيط الهادئ. وكذلك ارتفع النفط، بعد أكبر خسارة أسبوعية منذ أبريل، بينما تراجع الذهب.