خسر زعيم الحزب الجمهوري كيفين مكارثي، الثلاثاء، جولتين من التصويت على منصب رئيس مجلس النواب الأميركي، بعدما عرقلت الخلافات داخل حزبه انتخابه رئيساً للمجلس للمرة الأولى منذ نحو قرن.
وفي الجولة الأولى، صوت 19 عضواً من الحزب الجمهوري لصالح أشخاص آخرين بخلاف مكارثي، وهو ما تسبب في خسارته العتبة اللازمة لانتخابه رئيساً للمجلس، خلفاً لنانسي بيلوسي، الزعيمة السابقة للديمقراطيين.
وبذلك حصل مكارثي على 203 أصوات، ومنافسه الجمهوري أندي بيجز على 10 أصوات، فيما حصل زعيم الأقلية الديمقراطية على 212 صوتاً، وتوزعت 9 أصوات على آخرين بينهم أعضاء سابقون في المجلس.
ويملك الجمهوريون 222 مقعداً في مجلس النواب مقابل 212 مقعداً للديمقراطيين من إجمالي عدد المقاعد البالغ 434.
ومن المتوقع عقد جولة جديدة من التصويت، لا يعرف مدى نجاح مكارثي في تجاوزها، في وقت لم يغير الأعضاء المعارضون له من موقفهم.
وهذه هي المرة الأولى التي يعاد فيها التصويت على انتخاب رئيس مجلس النواب الأميركي منذ عام 1923، كما أنها المرة الأولى التي يواجه فيها زعيم الحزب الجمهوري مرشحاً من داخل حزبه، إذ ترشح أمامه النائب الجمهوري أندي بيجز، الذي لا يتوقع أن يفوز بالمنصب، لكن مجرد وجوده يعرقل فوز مكارثي.
ويتهم الأعضاء الجمهوريون المعارضون مكارثي بـ "غياب الأيديولوجية وعدم اتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد الديمقراطيين".
في المقابل، رشح الديمقراطيون زعيمهم الجديد حكيم جيفريز، الذي خلف الرئيسة السابقة للمجلس نانسي بيلوسي، وهو ترشيح رمزي، إذ سيصوت له الديمقراطيون الذين لا يملكون الأغلبية في المجلس، فيما لن يصوت له أي من الجمهوريين.
يمكن لمكارثي الفوز وتخطي المعارضة الجمهورية إذا غير الجمهوريون المعارضون لمكارثي من تصويتهم، ودون التصويت له صراحة.
وصوت الجمهوريون المعارضون لمكارثي في الجولة الأولى لصالح منافسه الجمهوري أندي بيجز، الذي لا فرصة حقيقية له بالفوز، فيما صوت بعضهم للعضو السابق لي زيلدين.
ولكن، إذا صوت الجمهوريون المعارضون لمكارثي بتسجيل أنفسهم (حاضر Present) أو امتنعوا عن التصويت، فإن أصواتهم في هذه الحالة لا تحتسب وهو ما يخفض من العتبة المطلوبة لفوز مكارثي وهي 50%+1، وهو ما قد يمكنه من الفوز.
وقبل بدء التصويت على رئاسة المجلس عقد مكارثي اجتماعاً لأعضاء حزبه الجمهوري محاولاً كسب الأصوات المعارضة على انتخابه لكنه لم يخرج بنتائج على ما يبدو، إذ قال مكارثي في مؤتمر صحافي عقب ذلك: "سأكافح دائماً لأضع الشعب الأميركي في المقام الأول، وليس من أجل قلة يريدون أموراً لأنفسهم"، مضيفاً أنه "قد تكون لدينا معركة على الأرض لكنها معركة من أجل البلد، وهذا جيد".
عد 4 سنوات من توليه زعامة الأقلية الجمهورية في المجلس، يحتاج مكارثي حالياً إلى 218 صوتًا من أصل 435 على الأقل لخلافة الديموقراطية نانسي بيلوسي في منصب رئيس مجلس النواب.
ويأمل كيفن مكارثي، بعد 7 سنوات من محاولته الأولى، في تحقيق هدفه، لكن موقع النائب عن كاليفورنيا تراجع بسبب الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية و"الموجة الكبيرة" التي توقعها المحافظون لم تتحقق، بحسب "فرانس برس".
وأشارت مجموعة من النواب المقربين من دونالد ترمب إلى أن الرئيس الأميركي السابق سيضع شروطه قبل دعم ماكارثي، الذي يتهمونه بعدم الدفاع بشكل كاف عن ترمب.
وأكد 5 منهم علناً أنهم سيصوتون ضده وحثوه على الانسحاب للسماح لمرشح آخر بالتقدم إلى الأمام، في حين اعتبر مات جيتز، النائب عن ولاية فلوريدا، أن "كيفن ماكارثي لا يؤمن بأي شيء وليس لديه أيديولوجية"، بحسب قناة "إن بي سي" الأميركية.
وقال رئيس تجمع الحرية في مجلس النواب سكوت بيري، في بيان، الثلاثاء، إن "كيفين مكارثي أتيحت له الفرصة ليكون رئيساً لمجلس النواب، لكنه رفضها"، مشيراً إلى أن رفضه "مطالب المجموعة بشأن قضايا مختلفة، بما في ذلك رفض التدخل في الانتخابات التمهيدية للحزب".
كما أكد النائب الجمهوري بوب جود لقناة "فوكس" الأميركية أنه لن يصوت لصالح كيفن مكارثي، معتبراً أنه "جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل".
لكن صحيفة "ذا هيل" ذكرت أن من أهم أسباب معارضة تلك المجموعة هو خيبة أملهم بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة، إضافة إلى عملية من قادة الحزب الديمقراطي من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن قانون الانفاق.
يبدو أن كيفن مكارثي يسعى لتقديم ضمانات لهم تفادياً لعرقلة خطوته: في عام 2015 كان فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيساً لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب، بحسب وكالة "فرانس برس".
لكنه أيضاً لا يستطيع الذهاب بعيداً وإبعاد الجمهوريين المعتدلين. وعلى الرغم من أن هامش المناورة لديه بات محدوداً، ليس هناك حالياً أي منافس جدي له. ويتم فقط التداول باسم زعيم الكتلة ستيف سكاليز كبديل محتمل دون أن تكون فرصه جدية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مقرب من مكارثي إنه "واثق من حصوله على 218 صوتاً ليتم انتخابه"، لكن لا يمكن تقدير الوقت الذي سيستغرقه التصويت.