انخفضت أسعار النفط أكثر من دولار اليوم الثلاثاء مواصلة خسائرها للجلسة الثانية، إذ أدى انهيار بنك سيليكون فالي إلى هزة في أسواق الأسهم، وأثار مخاوف من وقوع أزمة مالية جديدة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 83 سنتا، أو 1.03%، إلى 79.94 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:10 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 82 سنتا، أو 1.1%، إلى 73.98 دولار للبرميل.
وهبط برنت أمس الاثنين إلى أدنى مستوياته منذ مطلع يناير/كانون الثاني بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر/كانون الأول.
وأثار الإغلاق المفاجئ لمجموعة إس.في.بي المالية مخاوف بشأن المخاطر التي تواجهها بنوك أخرى بسبب موجات الزيادة الحادة في أسعار الفائدة التي أقرها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على مدار العام الماضي. كما أثار تكهنات بشأن ما إذا كان البنك المركزي سيبطئ وتيرة التشديد النقدي، نقلاً عن "رويترز".
وأطلقت السلطات الأميركية تدابير طارئة يوم الأحد لتعزيز الثقة في النظام المصرفي بعدما أدت مخاوف انتقال عدوى انهيار بنك سيليكون فالي إلى موجة بيع في الأصول الأميركية نهاية الأسبوع الماضي وأغلقت الجهات التنظيمية بنك سيجنتشر ومقره نيويورك يوم الأحد.
وقال المحلل لدى "سي.إم.سي ماركتس"، ليون لي، إنه إلى جانب تداعيات أزمة بنك سيليكون فالي فإن أسعار النفط تتعرض لضغوط أيضا بسبب بوادر على تعافي الاقتصاد الصيني بوتيرة أضعف من المتوقع بالرغم من رفع قيودها الصارمة المرتبطة بالجائحة.
وأضاف "كانت السوق تتوقع تعافيا قويا للاقتصاد الصيني لكن أحدث أرقام التضخم في شهر فبراير/شباط بلغ 1% فحسب على أساس سنوي وهو ما يعكس الحالة الانكماشية الحالية للاقتصاد الصيني وضعف الطلب".
ومن المتوقع أن يعلن معهد البترول الأميركي بيانات المخزونات النفطية الأميركية، اليوم الثلاثاء.
وتوقع ستة محللين في استطلاع لرويترز زيادة مخزونات الخام الأميركية نحو 600 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من مارس/آذار.
من جانبه، قال مستشار شؤون الطاقة، الدكتور فيصل الفايق، إن تراجع أسعار النفط يعود إلى المخاوف الكبيرة من حدوث أزمة مالية.
وأضاف الفايق، في مقابلة مع "العربية"، اليوم الثلاثاء، أن سعر خام برنت تحت 80 دولار للبرميل حالياً لأول مرة منذ مطلع العام الجاري، بسبب المعنويات السلبية، بعد أن كان يتأرجح بين سعر 80 إلى 86 دولارا للبرميل خلال شهرين.
وأوضح أن السبب الرئيسي لهبوط أسعار النفط، هو نقص السيولة الشديد الذي عانى منه المضاربين على مدى 3 أشهر.