أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، التوصل لتهدئة مع إسرائيل، بوساطة مسؤولي مصر وقطر والأمم المتحدة، بعد تبادل شن غارات عبر الحدود استمر 24 ساعة، وذلك عقب إعلان وفاة الأسير الفلسطيني خضر عدنان في سجن إسرائيلي بعد إضراب عن الطعام استمر 87 يوماً.

وقال مصدر أمني مصري مطلع لـ"الشرق": "عملنا على مدار الساعة لوقف التدهور، وعودة الهدوء، موقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كان متجاوباً". وأضاف: "نجحنا بالتهدئة لوقف التدهور الحاصل، وتجنيب الشعب الفلسطيني مزيداً من المعاناة".

وشنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على عدد من الأماكن في قطاع غزة، مساء الثلاثاء، شملت مواقع لحركتي "حماس" و"الجهاد"، فيما دوّت صفارات الإنذار في إسرائيل، بعد إطلاق قذائف من القطاع.

ولفت المصدر إلى استمرار التواصل مع الجانب الإسرائيلي لتسليم جثمان القيادي في حركة "الجهاد" الفلسطينية خضر عدنان.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، مقتل فلسطيني وإصابة خمسة آخرين في القصف الإسرائيلي على القطاع الثلاثاء. وأشارت، في بيان على "فيسبوك"، إلى أن المواطن هاشم مبارك البالغ من العمر 58 عاماً لقي حتفه في شمال مدينة غزة.

100 صاروخ من غزة

وقال الناطق باسم حركة "الجهاد" طارق سلمي، في بيان: "لقد انتهت جولة من جولات المواجهة، لكن مسيرة المقاومة متواصلة".

واعتبر أن إطلاق "الغرفة المشتركة"، التي تضم الأجنحة العسكرية للفصائل، نحو 100 صاروخ باتجاه المناطق الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، شكَّل "نموذجاً في وحدة الموقف والرد على جريمة العدو. اغتيال الشيخ القائد خضر عدنان".

من جهته، ذكر مصدر مسؤول في حركة "حماس"، أن الفصائل "تجاوبت مع جهود مصر وقطر والأمم المتحدة للتهدئة بدءاً من الساعة الرابعة صباحاً (01:00 بتوقيت جرينتش)".

وبحسب شهود عيان، أطلقت في نحو الخامسة والنصف (02:30 بتوقيت جرينتش) صباح الثلاثاء، عدة صواريخ من قطاع غزة باتجاه مناطق "غلاف غزة" .

وشدد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، على "ضرورة تسليم جثمان" خضر عدنان.

وقال في تصريح صحافي: "نشدد وكما أبلغنا جميع الوسطاء الذين تدخلوا على ضرورة تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان لعائلته الصابرة ليحظى بما يليق بالشهداء".

عودة الحياة إلى طبيعتها

في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنه "في ختام تقييم الوضع ومتابعة لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية تقرر العودة إلى حالة روتين طبيعية في الجبهة الداخلية".

وأضاف المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي العميد دانييل هاجاري، في إحاطة للمراسلين العسكريين الإسرائيليين: "تم إطلاق 104 قذائف من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. سقطت 11 منها في البحر وتم اعتراض 24 منها بنجاح، و48 منها سقطت في مناطق مفتوحة، وهناك 7 لم نملك حتى اللحظة معلومات حول أماكن سقوطها".

وتابع: "قمنا بقصف كل ما أردنا قصفه خلال الليل. استهدفنا 16 هدفاً منها أهداف لحركة حماس، ومواقع ونفق تابع للجهاد".

وبشأن وضع وقف إطلاق النار، أوضح: "نقل الرسائل والطلبات لوقف القتال، ليس رسمياً. نحن في تقييم متواصل ومستمر للموقف وكل الخيارات مطروحة. سنعمل في الوقت والمكان المناسب لنا في مواجهة قطاع غزة".

وقال هاجاري: "سنرد في كل وقت إذا تطلب الأمر ذلك. نجري فحصاً بخصوص القبة الحديدية ومعطيات الاعتراض، وهناك ما يجب أن يتم فحصه ودراسته بخصوص القذيفتين اللتين سقطتا في موقع بناء في مدينة سديروت".