"يأتي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام في ظل أحد أحلك الفصول في تاريخه"، هكذا استهل أمين عام الأمم المتحدة رسالته بمناسبة اليوم الدولي، معربا عن الفزع من الموت والدمار اللذين اجتاحا المنطقة "فباتت تئن من فرط الألم والويل والكمد".
وتحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتحدث أنطونيو غوتيريش في رسالته عن معاناة الفلسطينيين في غزة من الكارثة الإنسانية. وأشار إلى إجبار زهاء 1.7 مليون شخص على ترك ديارهم – بدون وجود مكان آمن يمكنهم اتخاذه ملاذا. كما حذر من خطر تصاعد الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، إلى حدّ الخروج عن السيطرة.
وقدم خالص تعازيه لآلاف الأسر المكلومة لفقد أحبائها. وذكر أن ذلك يشمل أبناء أسرة الأمم المتحدة الذين قتلوا في غزة في ما يمثل أكبر خسارة في أرواح أفراد المنظمة الأممية على امتداد تاريخها.
وفيما أشار إلى إدانته الواضحة للهجمات الإرهابية التي قامت بها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قال إنه كان واضحا أيضا في تأكيده أن هذه الهجمات لا يمكن أن تكون مبرّرا لتعريض الشعب الفلسطيني للعقاب الجماعي.
وقال أنطونيو غوتيريش، في رسالته، إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) بمثابة شريان حياة لا غنى عنه، فهي تقدم الدعم الحيوي لملايين اللاجئين الفلسطينيين. وشدد على أهمية أن يقف المجتمع الدولي، أكثر من أي وقت مضى، بجانب الأونروا كمصدر لدعم الشعب الفلسطيني.
وقف إنساني لإطلاق النار
أولا وقبل كل شيء، قال أمين عام الأمم المتحدة إن هذا اليوم هو يومٌ لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقه في العيش في سلام وكرامة.
وأضاف أن ذلك يجب أن يبدأ بوقف إنساني لإطلاق النار يمتدّ لأجل طويل، وبالسماح بوصول المعونة المنقذة للحياة دون قيود، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وحماية المدنيين، ووقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني.
وشدد على ضرورة أن "نكون متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على قطاع غزة". وقال إن الوقت قد حان- ومنذ أمد بعيد- لاتخاذ خطوات حازمة لا رجعة فيها صوب تحقيق الحل القائم على وجود دولتين، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، "حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن، مع كون القدس عاصمة لكلتا الدولتين".
وأكد أن الأمم المتحدة لن تتوانى في التزامها تجاه الشعب الفلسطيني. وقال: "فلنقف اليوم، وكل يوم، متضامنين مع تطلّعات الشعب الفلسطيني لإعمال حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام، والعدل والأمن والكرامة".
أطول أزمة لاجئين في العالم
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) تدعم 5.9 مليون شخص في مناطق عملياتها الخمس وهي: غزة، الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، لبنان، سوريا والأردن.
المفوض العام للأونروا قال إن محنة لاجئي فلسطين ما زالت أطول أزمة لاجئين لم تحل في العالم. وأضاف أنهم يواجهون اليوم، بأنحاء المنطقة تحديات هائلة، أكبرها يتمثل في المأساة الإنسانية المروعة في غزة التي "تذكرنا بالفاجعة الجماعية التي عانى منها الفلسطينيون عام 1948".
وأشار أيضا إلى الارتفاع المقلق للعنف في الضفة الغربية، والتوترات المتصاعدة في لبنان والنزاع الذي طال أمدة في سوريا والهشاشة الاقتصادية في الأردن.