22 نوفمبر 2024

من بينها هجمات البحر الأحمر وانهيار الاقتصاد

ملفات صعبة أمام رئيس حكومة اليمن الجديد
7 فبراير 2024
يمن فريدم-الجزيرة نت


بعد أشهر من الخلاف بين القوى التي تشكل المعسكر المناهض لجماعة الحوثيين في اليمن، عيّن مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليا رئيسا جديدا للحكومة دون تغيير أعضائها، في محاولة لإصلاح الأوضاع الاقتصادية المتردية، وإيقاف انهيار العملة المحلية.

وخلف وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك رئيس الحكومة السابق معين عبد الملك، ويستند بن مبارك خلافاً عن سلفه على إرث في العمل بالوظيفة العامة، بدأه كأمين عام لمؤتمر الحوار الوطني عام 2012، ومدير لمكتب الرئاسة، وسفير في الولايات المتحدة، قبل أن يصعد للخارجية.

وفي مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة، التي ينحدر منها بن مبارك، لم يكن قرار التعيين مهما لليمنيين، عدا شركات الصرافة التي تضارب بالعملة، إذ تحسنت العملة المحلية (الريال) بشكل طفيف، وسجل سعر الدولار 1520 ريالا بدلا من 1630، وشكّل انهيار الريال واحدا من الملفات التي عززت الإطاحة برئيس الحكومة السابق الذي عزا التراجع الاقتصادي إلى الحرب في البلاد، والنزاع بين حكومته وحكومة الحوثيين للسيطرة على عائدات الجمارك والضرائب وشحة الموارد.

التوافق أخيرا

ووفق مصدر بالحكومة تحدث للجزيرة نت، دون الإفصاح عن هويته كونه غير مخوّل بالحديث للإعلام، فإن "قرار تغيير الحكومة سبق وأن اتُخذ قبل أشهر عام 2023، غير أن الخلافات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي انتهت بإقالة رئيسها".

ويعتبر مجلس القيادة الرئاسي أعلى سلطة سياسية باليمن، وتشكل في أبريل/نيسان 2022 من 8 أعضاء يمثلون القوى والأطراف العسكرية التي تسيطر على المناطق غير الخاضعة لسلطة الحوثيين، ويرأسه رشاد العليمي.

وفي الأسبوع الماضي، هدد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، الذي يعد رئيسه عيدروس الزُبيدي عضوا في مجلس القيادة، بمنع عودة الحكومة إلى مدينة عدن الخاضعة لسيطرته، غير أن تغيير رئيس الحكومة قد يجعل ذلك ممكنا.

ويقول ماجد المذحجي رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية غير حكومية، إن "تعيين بن مبارك يعود إلى ديناميكيات محلية رافقت إنشاء مجلس القيادة الرئاسي، حيث غلب -حينها- الانتماء إلى شمال اليمن على شاغلي المناصب الأولى، وهي رئاسة مجلس القيادة ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب. وهذا كان مثار جدل، وبالتالي كان هناك إلحاح بضرورة تغيير رئيس الحكومة بشخصية جنوبية".

ويضيف للجزيرة نت "هذا التغيير متصل بالتنافس الداخلي داخل مجلس القيادة الرئاسي، والنزاع بين الأطراف حول قضية تمثيل جنوب اليمن وشماله في السلطة".

وقد يطفئ هذا التعيين جذوة غضب المجلس الانتقالي من انتشار قوات درع الوطن مؤخرا، وهي قوات دربتها السعودية وتتبع رئيس مجلس القيادة العليمي في مناطق سيطرته بمحافظة حضرموت جنوب شرقي البلاد، التي نظم فيها مظاهرة حاشدة السبت الماضي، وصفها بالمليونية مطالبة بتحسين الوضع المعيشي.

التصعيد في البحر الأحمر

ألقت هجمات الحوثيين المتصاعدة على السفن في البحر الأحمر بظلالها على الحكومة اليمنية، وظهرت عاجزة عن اتخاذ موقف من الوضع الحالي، ليتراجع حضورها في الداخل اليمني كسلطة تحظى بالشرعية، أمام بروز الحوثيين الذين باتوا يحظون بحضور شعبي داخلي.

لكن المذحجي يقول إن "تغيير رئيس الحكومة لم يكن متصلا بالتطورات الخاصة بالبحر الأحمر، فتفاصيل هذا الملف تُناقش ضمن مستوى أعلى من الحكومة، وتحديدا في مجلس القيادة الرئاسي".

ويشير إلى أن "وظيفة بن مبارك كسفير سابق بالولايات المتحدة قد يكون لها امتياز إضافي في فتح باب خلفي لمسارات واشنطن السياسية مع الحكومة اليمنية، بهدف زيادة التنسيق فيما يخص الوضع بالبحر الأحمر، خصوصا أن الوزير يُصنف بأنه راديكالي تجاه الحوثيين، وهذا قد يكون له أثر بالغ الأهمية على المشهد العسكري القادم".

تركة ثقيلة من الفساد

شابت فترة ولاية رئيس الوزراء السابق اتهامات بالفساد، وكان تقرير للجنة برلمانية لتقصي الحقائق أفاد بوجود مخالفات حكومية، شملت عمليات فساد وسوء إدارة في قطاعات الكهرباء والنفط والاتصالات والجوانب المالية، بما يصل إلى حوالي 1.9 مليار دولار أميركي.

وأواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، طالب عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي بإحالة عبد الملك والمشمولين في التقرير إلى التحقيق، وإلغاء الاتفاقيات التي تمس السيادة اليمنية، كما اتهم عضو البرلمان علي عشال الحكومة بالتورط في صفقة فساد مع شركة إماراتية وصفها بـ "فضيحة مدوية" وإهدار نصف مليار دولار.

لكن عبد الملك دافع حينها عن حكومته، وقال إنها لا تملك مصدر دخل مع توقف صادرات النفط، ومع ذلك استمرت في دفع الرواتب وتقديم الخدمات العامة.

وفي تعليقه على قرار التعيين، يقول الأكاديمي في كلية الإعلام جامعة عدن عمر محمد حسن للجزيرة نت "لا يوجد تغيير حقيقي، لا بد من إقالة الوزراء الفاسدين، لكن الأمر للأسف مرهون بالمحاصصة الحزبية التي دمرت البلد".

إعادة تصدير النفط

لم تفلح الحكومة في إعادة تصدير النفط والغاز اللذين يشكلان 60% من إجمالي إيرادات موازنة الدولة، عقب الهجمات التي شنها الحوثيون على موانئ التصدير النفط نهاية 2022 بالصواريخ والمسيّرات، ويقول الحوثيون إنهم لن يسمحوا بأي تصدير للنفط قبل التوصل لاتفاق على تقاسم الموارد، في حين هدد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي باستهداف أي ميناء نفطي حال عادت عمليات التصدير.

وإلى جانب عجز الحكومة عن توفير مصادر دخل جديدة تدعم تدفق النقد الأجنبي للبنك المركزي، يهدد تقليص الدعم الأممي اليمن، الذي يواجه 17.6 مليون من سكانه انعدام الأمن الغذائي، في حين فاقمت تأثيرات تغير المناخ، مثل الجفاف والفيضانات وانعدام المياه، من الأزمة الإنسانية.

ويضيف المذحجي تحديا آخر مهما، وهو "التعقيد الذي يحكم العلاقة بين رئيس الحكومة و8 من الرؤساء -إذا صح الوصف- هم أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذي يقودهم العليمي".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI