قدّر تقرير حديث، أن تخسر مصر نحو 508 مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب التهديدات المستمرة لحركة الملاحة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين في اليمن.
وفي مذكرة بحثية حديثة، رجحت وكالة "بلومبيرغ إنتليجنس"، أن تتراجع إيرادات قناة السويس المصرية بنسبة 44% خلال شهر يناير الماضي، على أساس سنوي، وذلك بسبب تهديد حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث قامت أكبر شركات الشحن في العالم بتحول مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، لتجنب هجمات الحوثيين.
في الوقت نفسه، تعتقد شركة الشحن العالمية "ميرسك"، أن تحويل مسار سفنها بعيدا عن مضيق باب المندب يمكن أن يستمر حتى النصف الثاني من العام الحالي، مؤكدة أنه ينبغي على العملاء أن يضعوا في حسبانهم "دمج وقت الرحلات الأطول في سلاسل التوريد الخاصة بهم".
وبعد تعليق جميع عملياتها في البحر الأحمر بداية من 26 يناير الماضي، زادت الشركة من القدرة الاستيعابية لسفنها، للتعويض عن زيادة الوقت المقدر للوصول بعد أن قررت التوجه في المسار الأبعد حول القارة الأفريقية.
وفي بيان حديث، توقعت "ميرسك"، استمرار التوترات في البحر الأحمر، حتى النصف الثاني من العام الحالي. وقال الرئيس الإقليمي لشركة ميرسك أمريكا الشمالية، تشارلز فان دير ستين، إنه "لسوء الحظ، لا نرى أي تغيير في البحر الأحمر يحدث في أي وقت قريب، إذ قد يستمر عبور السفن من الطرق الأطول إلى الربع الثاني وربما الربع الثالث من 2024".
وأضاف: "سيحتاج العملاء إلى التأكد من حصولهم على وقت عبور إجمالي أطول مدمج في سلسلة التوريد الخاصة بهم".
هجوم متواصل من الحوثيين
فيما تعتبر شركة شحن السلع ستار بالك كاريرز المدرجة في بورصة الولايات المتحدة، أحدث شركات الشحن التي تعلق عمليات النقل في البحر الأحمر كافة، بعد تعرض اثنتين من سفنها لهجوم من قبل الحوثيين الأسبوع الماضي.
وفي القاهرة، التقى رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إم إس سي"، سورين توفت، لبحث تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، ومراجعة سياسات إبحار الخط الملاحي "إم إس سي" في قناة السويس.
وخلال اللقاء، أكد رئيس هيئة قناة السويس، الحرص على التشاور المستمر مع عملائها والتنسيق المباشر للوقوف على آليات عمل مشتركة يمكن معها تقليل تأثيرات الأزمة الراهنة التي تفرض مزيدًا من التحديات على حركة التجارة العابرة للقناة وسلاسل الإمداد العالمية.
سياسات الإبحار في قناة السويس
وأوضح أن التعاون الثنائي بين هيئة قناة السويس والخط الملاحي "إم إس سي" يعد نموذجًا ناجحًا للعلاقات الاستراتيجية الممتدة، معربًا عن تفهمه للمخاوف الأمنية لدى المجموعة التي تؤثر على سياسات الإبحار في قناة السويس، وأبدى استعداده الدائم للتعاون وتلبية متطلبات المرحلة الراهنة التي تشهد العديد من التحديات.
فيما أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة "إم إس سي"، استعداد المجموعة للعودة مرة أخرى للعبور من قناة السويس فور استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
وقال إن الوضع الراهن في منطقة البحر الأحمر أصبح معقدًا للغاية ويفرض مزيدًا من المخاوف الأمنية حول سلامة الطواقم والبحارة والسفن العابرة في ظل تعرض بعض السفن التابعة للمجموعة لبعض الهجمات خلال عبورها من باب المندب.