أعلنت منظمة حقوق الإنسان في إيران، السبت، أن 185 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، بينهم 19 طفلاً في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد للأسبوع الرابع، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجاز الشرطة لها.

يأتي ذلك غداة إصدار هيئة الطب الشرعي تقريراً نفت فيه أنّ تكون وفاة أميني نجمت عن تعرضها "لضربات على الرأس والأطراف" خلال احتجاز "شرطة الأخلاق" لها، وأرجعت وفاتها إلى "مشكلات صحية كانت تعاني منها".

وأشارت المنظمة في حسابها على "تويتر" إلى أنّ أعلى عدد من الوفيات وقع في محافظة سيستان وبلوشستان التي شهدت نصف الحصيلة المسجلة.

حملات قمع

واتهمت منظمة "هنجاو" الإيرانية لحقوق الإنسان، قوات الأمن بأنها شنت "حملات قمع" في مدينتين كرديتين شمال غربي البلاد.

وقالت المنظمة إنّ مدن سقز وديواندره وماهاباد وسنندج تشهد إضرابات واسعة النطاق، وإنّ إحدى المدارس في ساحة مدينة سقز امتلأت بتلميذات يهتفن "المرأة، حياة، حرية".

وأفادت بأنّ "قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في مدينتي سنندج وسقز"، مضيفة أن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع.

وأفاد حساب "تصوير 1500" الذي لديه عشرات الآلاف من المتابعين على "تويتر"، "بإطلاق النار" على المتظاهرين في المدينتين الكرديتين.

إضرابات مستمرة

وواصل أصحاب متاجر وباعة أسواق في عدد من المدن الكردية الإيرانية الإضراب، فيما انطلقت مظاهرات في طهران ورشت وكرج ومشهد وعبادان وشاهين شهر وأراك، كما تظاهر طلاب الجامعات بالعاصمة طهران، بحسب مقاطع فيديو تلقتها قناة "إيران إنترناشيونال" الناطقة بالفارسية.

وفي طهران، ‏بعد إعلان الطلاب نيتهم تنظيم احتجاجات في الحرم الجامعي، السبت، أعلنت جامعة شريف بطهران أن الدراسة ستكون عن بُعد (أونلاين)، هذا الأسبوع، وإغلاق جميع أبواب الجامعة باستثناء الباب الرئيسي.

وكان العديد من طلاب الجامعات أعلنوا من خلال بيانات، استمرار الإضرابات.

في الوقت نفسه، طلب مجلس تنسيق المعلمين، أن يعبر المدرسون في جميع أنحاء إيران عن احتجاجهم بالصفوف الدراسية، بحسب "إيران إنترناشيونال".

رئيسي: "أحلام العدو" لن تتحقق

وفي تصريحات بمناسبة بداية العام الجامعي، قال الرئيس إبراهيم رئيسي: "ظنّ العدو أنه يستطيع متابعة وتحقيق رغباته داخل الجامعة، غير مدرك أن طلابنا وأساتذتنا متيقظون ولن يسمحوا للعدو بتحقيق الأحلام الزائفة"، وفق بيان نشره الموقع الإلكتروني للرئاسة.

وأضاف أنّ الطلاب "سيهزمون العدو في مجال العلم والمعرفة" وغيرهما.

كان رئيسي يتحدث خلال احتفال بمناسبة بدء العام الدراسي في جامعة الزهراء بطهران، وهي أول جامعة للإناث في إيران تأسست عام 1964.

وهذه الجامعة كانت من المؤسسات التربوية التي شهدت تحركات احتجاجية في الأسابيع الماضية، وأفادت وكالة "فارس" الإيرانية بأن طالبات في الجامعة أقاموا، الأحد الماضي تحركاً احتجاجياً تنديداً بوفاة مهسا أميني.

وشهدت جامعة "شريف للتكنولوجيا" في طهران تحركات احتجاجية، وأفادت وكالة "مهر" في 3 أكتوبر بأنّ إدارة الجامعة التي تعد الأبرز في المجال العلمي في البلاد، علّقت الدروس الحضورية حتى إشعار آخر، غداة توتر حاد بين طلاب محتجين وقوات الأمن.

وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم وأصيب المئات، واعتقل الآلاف في حملة قمع شنتها قوات الأمن على الاحتجاجات في كل أنحاء إيران، والتي وصفتها السلطات بأنها "أعمال شغب".