تراجع سعر الذهب مع هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما أدى إلى تقليص الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، ويتطلع التجار إلى البيانات الأمريكية المرتقب نشرها، والتي ستسلط الضوء على توقعات السياسة النقدية.
تدنى سعر الذهب عن مستوى 2364 دولاراً للأونصة بفارق بسيط، بعد ارتفاعه على مدار 5 أسابيع متتالية، مسجلاً أطول سلسلة مكاسب منذ أكثر من عام، كما بلغت الأسعار خلال هذه الفترة مستوى قياسياً.
تبادلت إسرائيل وإيران الضربات العسكرية، مما أثار مخاوف بشأن نشوب حرب شاملة في مختلف أنحاء المنطقة، لكن طهران قللت من تأثير وأهمية الهجوم الإسرائيلي الأخير، فيما استنكرت محاولات التقليل من نجاح هجومها الأخير على إسرائيل.
أسعار الذهب والفائدة الأمريكية
بمنأى عن توترات الشرق الأوسط، يركز المتداولون على البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقب صدورها يوم الجمعة، حيث يُتوقع ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 2.6% الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، وبعد صعودها بواقع 2.5% في فبراير الماضي.
وهذا من شأنه أن يدعم اتجاه صانعي السياسات النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي لتأخير خفض أسعار الفائدة، وتؤثر مثل تلك القرارات بالسلب عادة على سعر الذهب لأنه لا يقدم فائدة للمستثمرين.
وصعد سعر الذهب بنسبة 15% تقريباً منذ بداية العام وحتى الآن، مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية، والطلب القوي في آسيا وخاصة بالصين.
كما جاء هذا الارتفاع رغم صعود الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وهي عوامل تشكل عادة رياحاً عكسية لارتفاع سعر المعدن النفيس. وفي ضوء هذا، عززت البنوك بما فيها "غولدمان ساكس" سعرها المستهدف للذهب.
وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.2% إلى 2363.55 دولار للأونصة في تمام الساعة 11:27 صباحاً بتوقيت سنغافورة، فيما تقدمت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وشهد مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار تغيراً طفيفاً.
وانخفضت أسعار الفضة بنسبة 3% تقريباً بعد صعودها لأربعة أسابيع متتالية، وتراجعت أسعار البلاديوم والبلاتين كذلك في التداولات.