قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلي اليمن، هانس غروندبرغ، إن هناك تحديات لا تزال تعرقل العملية السياسية في البلاد، أبرزها الوضع الهش في المنطقة واستمرار الأعمال العدائية.

جاء ذلك خلال احاطة غروندبرغ أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، حول التطورات في اليمن، حيث أشار إلى أن "تهديدات الحوثيين بتوسيع نطاق الهجمات تمثل استفزازًا مقلقًا في وضع مضطرب بالفعل. مع استمرار الوضع الإقليمي في تعقيد قدرتنا على تحقيق تقدم في اليمن".

وحث المبعوث الأممي جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد في البحر الأحمر ومحيطه، معربا عن قلقه إزاء استمرار الأنشطة العسكرية، مثل القصف ونيران القناصة والاشتباكات المتفرقة والهجمات بطائرات دون طيار وتحركات القوات، في الضالع والحديدة ولحج ومأرب وصعدة وشبوة وتعز.

وأشار غروندبرغ إلى حادثة مقتل امرأتان وثلاث فتيات حتفهن بشكل مأساوي في محافظة تعز جراء هجوم بطائرة دون طيار أثناء جمعهن الماء قرب منزلهن في الـ 27 من أبريل الماضي.

وقال " كما أنني قلق إزاء تهديدات الأطراف بالعودة إلى الحرب، بما في ذلك تصريحات وأفعال أنصار الله فيما يخص مأرب. دعوني أكون واضحًا، إن زيادة العنف لن تكون حلاً للنزاع؛ بل ستفاقم من المعاناة التي نشهدها اليوم وقد تفقدنا فرصة التوصل إلى تسوية سياسية. مرة أخرى، أدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في أفعالهم وخطابهم خلال هذه المرحلة الهشة".

وأكد المبعوث الأممي أن الوصول إلى حل سلمي وعادل ما زال ممكنًا من خلال اللقاءات التي عقدها مع الحكومة اليمنية والحوثيين والأحزاب السياسية والنساء والناشطين في المجتمع المدني، فضلاً عن المجتمع الدولي.

كما مواصلة الحوار مع الأطراف لإحراز تقدم بشأن خارطة الطريق الأممية بدعم من المجتمع الدولي والدول الإقليمية، ومواصلة بحث سبل التهدئة وبناء الثقة، وكذا مواصلة التحضير من أجل وقف إطلاق نار على مستوى البلاد واستئناف عملية سياسية جامعة.

وحث غروندبرغ الأطراف على العمل بحسن نية مع مكتبي لإيجاد حلول مقبولة للطرفين تخفف من التصعيد وتعطي الأولوية لصالح الشعب اليمني.

وتابع في احاطته "أؤكد تصميمي، سيدي الرئيس، على مواصلة توجيه جميع جهودي نحو تمكين اليمنيين من التوصل إلى وقف لإطلاق نار على مستوى البلاد وبدء عملية سياسية جامعة تضع الأسس لسلام دائم. هناك خطوات ملموسة وحاسمة يمكن للأطراف اتخاذها الآن. على الرغم من أن حالة عدم اليقين في المنطقة تؤثر على اليمن، ولكن يجب ألّا نغفل عن القيمة الجوهرية للسلام طويل الأمد. ولتحقيق هذه التطلعات المشتركة، سأحتاج إلى دعم المنطقة وهذا المجلس. إن شعب اليمن لا يتوقع أقل من ذلك".