19 إبريل 2025
16 أكتوبر 2022
يمن فريدم-خاص-مروى العريقي
جانب من تدريب صحفيات-مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

 

يُشكل التدريب عُنصرًا بارزًا في المِهن سيما تلك التي تشهد تطورًا متسارعًا كمهنة الصحافة والإعلام، فوسائل التواصل مع الجمهور تزداد حداثة مع تقدم العلم والتكنولوجيا، وباتت الوسائل التفاعلية هي الأكثر انتشارًا بين الناس ما دفع بعدد من وسائل الإعلام التقليدية إلى التوقف، كان آخرها إذاعة "بي بي سي" عربي، الأمر الذي يعكس معه ضرورة تبني الصحفيين لبرامج مستمرة من التدريب حتى يتمكنوا من مواكبة وسائل العصر الحديثة، وهذا ما لا تغفل عنه جميع مؤسسات الإعلام في العالم خاصة بعد  أن أصبح الجمهور شريكا أساسيا في تحديد الأولويات.

 

في اليمن الذي يشهد حربا، بلغت وسائل الإعلام ذروتها في الدعايات السياسية والمذهبية، وتغذية الصراعات على حساب المعلومة الدقيقة، فكان من الضروري خلق صحافة حرة ومستقلة من بوابة تأهيل الصحفيين عبر برامج تمولها المنظمات الدولية لتجنب الوقوع في مستنقع الصحافة التي ساهمت بطريقة أو بأخرى في تأجيج الحرب.

 

وعلى الرغم من حجم ذلك الدعم الكبير المُقدم للصحفيين المستهدفين بتلك البرامج التي نُفذت، إلا أن الفائدة المأمولة لازالت ضئيلة ومحدودة على شريحة صغيرة منهم بما في ذلك الصحفيات، فالغياب اللافت للصحفيات سواء في فرص العمل التي تمنح، أو في التدريبات التي تنفذ، يعود إلى افتقار الصحفيات إلى تلقي تدريبات مماثله بزملائهن الرجال.

 

مراكز التأهيل

 

تعجز شريحة واسعة من الصحفيين في اليمن تحمل النفقات، كما تفتقر البلاد إلى وجود مراكز تدريب وتأهيل خاصة بالصحفيين باستثناء مركزين يجتهدان في استهداف الصحفيين والصحفيات بمختلف المحافظات، كما توضح ذلك الصحفية ناهد بالعلا من محافظة حضرموت تقول لـ "يمن فريدم": تلقيتُ تدريب من جهة واحدة فقط واحتاج إلى تنوع في التدريب استمراره ولغياب هذه المراكز يصبح مركز واحد غير كافي".

 

تلقت عدد من الصحفيات تدريب نوعي انعكس ذلك على أدائهن في إعداد التقارير المكتوبة والمسموعة، كما تقول الصحفية ياسمين عبد الحفيظ من محافظة الحديدة: "أنا من الصحفيات التي التحقن بتدريب وتأهيل جيد وانتجت مواد مدفوعة الأجر على امتداد فترة التدريب لكن ماذا بعد؟ التمويل توقف! فلا أستطيع الاستمرار بإنتاج مواد دون مقابل".

 

 فضلا عن اقتصار التدريب على اساسيات العمل الصحفي دون التطرق إلى مهارات الإخراج أو برامج المونتاج ما يظهر قصور التدريب الذي تلقينه.

 

من جانبها تعبر الصحفية منيرة الطيار من محافظة صنعاء عن استيائها من عدم استيفاء التدريبات الوقت الكافي تقول لـ " يمن فريدم": وقت التدريب قصير جدًا ومضمون التدريب كبير، ويحتاج أن يأخذ وقته في الشرح والممارسة والتقييم، وهذا لا يتم في اغلب التدريبات خاصة التدريبات التي تتم عبر تطبيق الزوم".

 

وفي هذا السياق، يقول المدرب بسام غبر لـ "يمن فريدم": العملية التدريبية ترتكز على عدة منطلقات هي المدرب، والمضمون، والمشاركين، والطريقة التي يتم تقديم بها المضمون، وأن عدم فهم المادة يعود إلى وجود خلل في إحدى هذه الركائز أو أن المحتوى ثقيل عليهم مثلا التحاقهم بدروة تدريبية متقدمة قبل أن يكون لديهم فكرة مسبقة عن المحتوى أو عدم تقدير لاحتياجات".

 

تمثيل متساوي

 

مسؤولة برنامج منظمة "انتر نيوز" في اليمن سوسن بن شيخ، أرجعت في حديثها لـ " يمن فريدم" السبب في تراجع حضور الصحفيات في التأهيل والتدريب إلى زيادة عدد الصحفيين مقارنة بالصحفيات، إلى جانب تحديات تعيق اتاحة الفرصة للصحفيات في التدريب منها العادات والتقاليد، وغياب رؤية المنظمات المانحة التي لا تشترط تمثيل مساوي للصحفيات في التدريب والتأهيل، بالإضافة إلى العادات والتقاليد التي تمنع الصحفيات من السفر خارج البلاد في حال هناك فرصة تدريب خارجية".

 

وطالبت من الجهات المانحة تحديد نسبة معينة لمشاركة الصحفيات والنساء بشكل عام، وتقديم التسهيلات والامكانيات ووضع الأولويات في المؤسسات لتمكين مشاركة الصحفيات وخاصة في المناطق المهمشة في اليمن.

 

وأضافت مسؤول برنامج انتر نيوز: "نعمل على جميع البيانات عن الصحفيات بهدف التمثيل الأكبر لهن، نطمح أن يكون هناك مشاركة أكبر للصحفيات، لأنه عند البحث عن متدربين تكون هناك نسبة المتقدمين أكثر للصحفيين".

 

وأشارت إلى من بين الأسباب التي لا تمّكن الصحفيات من المشاركة بنسبة أكبر هو أن الجهات الصحفية دائما ترشح الصحفيين بسبب عددهم الكبير، مؤكدة أنه لابد من اتاحة الفرصة بشكل أكبر للصحفيات في كل مجالات التدريب سواء أنشطة المجتمع المدني أو الإعلام.

 

وقالت: " نحن في منظمة انتر نيوز نستهدف الصحفيات، ونطلب من شركائنا في اليمن أن يكون نسبة تمثيل الصحفيات لا يقل عن 30 %، ولا نقبل أي نشاط لا يكون فيه نسبة معينة من الصحفيات".

 

وذكرت أنه مع غياب السلام والنظام والقانون وغياب مشاركة المرأة يجب أن توضع الإمكانيات اللازمة والتسهيلات للشركاء لخلق بيئة لضمان وجود الصحفيات ومشاركتهن في كل مجالات التدريب والتأهيل.

 

نقابة الصحفيين اليمنيين

 

رئيس لجنة التدريب والتأهيل بنقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي وضح لـ "يمن فريدم": أن النقابة تعتمد في كل دوراتها على نسبة 25% من المشاركين من الزميلات الصحفيات وذلك وفق استراتيجية واضحة من الدورات التي تقيمها النقابة بأن يكون نصف المشاركين من الصحفيات وإن لم يتوفر يكون في أقل تقدير 25%".

 

وأشار الأسيدي في حديثه أن عدد من برامج النقابة تقلصت بفعل الحرب التي خلفت مزيدا من حالات الانتهاكات والوضع غير المستقر للصحفيين، مؤكدا حرص النقابة على تنشيط دور الصحفيين والصحفيات في العمل الصحفي والمهني.

 

وعن فرص التدريب المتاحة قال الأسيدي: نحن مهتمون مع الاتحاد الدولي للصحفيين في إيجاد فرص تدريب خاصة فيما يتعلق بالسلامة المهنية للصحفيين أخرها كان في محافظات عدن حضرموت ومأرب..

 

وأكد في نهاية حديثه على أن الصحفيات جزءا لا يتجزأ من العمل الصحفي، بل هن أكثر اهتماما والتزاما وتدريبا وانضباطا في العمل الصحفي والمهني.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI