13 مارس 2025
4 فبراير 2025


تعتبر معدلات الإعاقة مرتفعة في اليمن، حيث يعاني 18% من الأطفال في اليمن من صعوبة وظيفية في مجال واحد على الأقل، مثل الرؤية، السمع، المشي، الحركة الدقيقة، التواصل، التعلم، اللعب، والسيطرة على السلوك .

تصبح الإعاقة عبئًا أكبر مع الفقر والوضع الأمني غير المستقر والإهمال الأسري، ونقص الرعاية الطبية. غالبًا ما يتحمل الأطفال العبء الأكبر، ويدفعون ثمن الحرب من صحتهم وأحيانًا بفقدان أطرافهم.

تحاول اليونيسف تخفيف العبء على العائلات والأطفال ممن فقدو أطرافهم وإخراجهم من دائرة اليأس خصوصا بسبب عدم قدرة العائلات على تحمل تكلفة الأطراف الصناعية لأطفالهم من خلال التعاون مع مراكز الأطراف الصناعية مثل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في صنعاء، وذلك لتقديم دعم يغير حياة هؤلاء الأطفال.

منذ 2021، قدم المركز، بدعم من اليونيسف، مساعدة أساسية لـ 109 طفل (33 فتاة و76 فتى) في جميع أنحاء البلاد. علاوة على ذلك، في أكتوبر 2024، زودت اليونيسف مركز الأطراف الصناعية بصنعاء بمواد أطراف صناعية إضافية لخدمة 500 طفل آخر، مما يساعد المركز على مواصلة مهمته في إعادة الأمل.

طرف صناعي أعاد لنا الفرح

يروي شايف عيشان، مزارع يبلغ من العمر 55 عامًا من جبل يزيد بمحافظة عمران، قصة ابنته خديجة ذات التسع سنوات.

"بدأ جرح يظهر في كعبها. قمنا بعلاجه لمدة عامين، وأجرينا عدة عمليات جراحية، وطلبنا الرعاية في مستشفيات مختلفة، لكن دون جدوى. في النهاية، قال الأطباء إن الحل الوحيد هو البتر"، يتذكر شايف.

بعد بتر قدمها، سمع شيف من أحد أولياء الأمور في مركز دكتورة أروى الصحي عن الدعم الذي تقدمه اليونيسف من خلال مركز الأطراف الصناعية في صنعاء. بعد زيارة المركز، حصلت خديجة على ساق صناعية.

"لم تنم خديجة طوال الليل؛ كانت سعيدة جدًا بقدمها الجديدة"، يقول شيف بفرح. "لم تستطع الانتظار للعودة إلى المنزل وبدء المشي مرة أخرى. أشكر اليونيسف على ملء قلوبنا بفرح لم نكن نتوقعه أبدًا".

بسبب حالتها، توقفت خديجة عن الذهاب إلى المدرسة. وبعد حصولها على الساق الصناعية، عادت إلى المدرسة بتصميم منها على مواصلة تعليمها. تجد خديجة الدعم الكامل من والدها الذي يعتبرها كنزًا لأنها الفتاة الوحيدة بين سبعة فتيان.

خديجة: روح شجاعة تغلبت على مخاوفها

كانت أفراح الحراسي، فنية أطراف صناعية في مركز الأطراف في صنعاء، عاملاً رئيسيًا في مساعدة خديجة على استعادة قدرتها على الحركة.

"كانت لدى خديجة إرادة قوية وشغف لمواصلة تعليمها"، تتذكر أفراح. "حتى إنها جاءت بزيها المدرسي، عازمة على العودة إلى دراستها فورًا".

يتطلب تركيب الطرف الصناعي إعدادًا بدنيًا ونفسيًا. تقول أفراح: "نركز على تدريب المرضى لتقوية عضلاتهم، وموازنة وزنهم على الجزء المبتور، ومراقبة أي مشاكل مثل الاحمرار الناتج عن الضغط. ولكن بنفس القدر من الأهمية هو مساعدتهم على قبول الطرف الجديد وإدراك أنهم يمكنهم التغلب على جميع الصعوبات".

سمحت مرونة خديجة لها بالتأقلم بسرعة، على عكس الآخرين الذين يستغرقون شهورًا للتكيف مع الطرف الصناعي. "طموحها في مواصلة تعليمها جعل استجابتها للوضع الجديد أسرع وأكثر سلاسة"، تضيف أفراح.

تغيير الحياة من خلال الشراكة

كان دعم اليونيسف ضروريًا لعمليات مركز الأطراف الصناعية، مما أتاح للعديد من الأطفال مثل خديجة استعادة استقلالهم. تقول أفراح: "أشكر اليونيسف وآمل أن يواصلوا تعزيز دعمهم. هناك العديد من الأطفال الذين يحتاجون إلى هذه الخدمات، ولكنهم لا يستطيعون تحمل تكلفتها بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في اليمن".

من خلال استعادة الحركة والأمل، تواصل اليونيسف وشركاؤها تغيير حياة الأطفال في اليمن، مما يضمن لهم التغلب على التحديات وبناء مستقبل أكثر إشراقًا.
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI