أعلن الجيش الإسرائيلي أن الرهائن الثلاثة الذين أفرجت عنهم "حماس" صباح اليوم السبت في خان يونس بجنوب قطاع غزة وصلوا إلى إسرائيل.
وجاء في بيان مقتضب للجيش أن الرهائن الثلاثة الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف والإسرائيلي الأمريكي ساغي ديكل تشين والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن "عبروا الحدود مع أراضي إسرائيل" وهم في طريقهم إلى الموقع الذي سيجتمعون فيه بعائلاتهم.
وسلمت حركة "حماس" اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم ثلاثة إسرائيليين أحدهم أميركي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان صحفي عقب عملية الإفراج عن الرهائن الثلاثة اليوم إن "إطلاق سراح الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيد أن لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار".
وأفادت أيضا "ردنا على دعوات ترمب لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية (لا هجرة إلا للقدس)".
وسُمح للإسرائيليين المفرج عنهم بالتحدث خلال عملية التسليم حيث طلبوا من الحكومة الإسرائيلية فعل كل ما يلزم لاستمرار الصفقة والإفراج عن جميع المحتجزين.
وقال الأسير الإسرائيلي ساشا تروبنوف "يجب ألا ننسى بقية الأسرى".
وأكدت "حماس" أن "حضور صورة القدس والأقصى والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدو رسالة متجددة للاحتلال وداعميه أنهما خط أحمر".
وتنفذ الحركة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، سادس عملية تبادل لرهائن إسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي كان أوشك على الانهيار هذا الأسبوع، وفقاً لـ"وكالة الصحافة الفرنسية".
وأظهرت صور نشرتها وكالة "رويترز" عناصر من "حماس" ينتشرون في خان يونس بقطاع غزة استعداداً لعملية إطلاق سراح الرهائن اليوم.
وأفرجت الحركة عن ثلاثة إسرائيليين، جميعهم يحملون جنسية مزدوجة، كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ 16 شهراً، ومقابل ترقب الإفراج عن 369 معتقلاً فلسطينياً، في وقت يصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل مساء اليوم لإجراء محادثات مقررة الأحد.
ومن بين 251 شخصاً خطفوا خلال الهجوم، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حتفهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم السبت "36 أسيراً محكومون بالسجن المؤبد، سيتم إبعاد 24 منهم"، وفقاً لنادي الأسير الفلسطيني.
وقادت مصر وقطر وساطة هذا الأسبوع لمواصلة عمليات تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بعد تهديد "حماس" بتعليق إطلاق سراح الرهائن، وتوعد إسرائيل باستئناف الحرب.
وأكد الرهينة الإسرائيلي الأميركي كيث سيغل (65 عاماً) الذي أطلق سراحه في الأول من فبراير/ شباط أنه عاش "ظروفاً لا يمكن تصورها" أثناء احتجازه. وقال في مقطع فيديو الجمعة "أنا من الناجين... كل يوم كان يبدو لي كأنه اليوم الأخير".
وتابع "عندما كنت في غزة، عشت في خوف دائم، خوف على حياتي وسلامتي الشخصية... تعرضت للتجويع والتعذيب، جسدياً وعاطفيا".
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تسهّل عمليات التبادل أمس الجمعة أنها "قلقة جداً" حيال وضع الرهائن المحتجزين في غزة.
في الثامن من فبراير، سلمت "حماس" الصليب الأحمر ثلاثة رهائن في حالة ضعف جسدي شديد خلال استعراض أثار استياء كيان الاحتلال الإسرائيلي.
كما نُقل سبعة مُعتقلين فلسطينيّين تم الإفراج عنهم حينها إلى مستشفيات في الضفة الغربية بسبب وضعهم الصحّي جرّاء اعتقالهم في إسرائيل، حسبما أكّد نادي الأسير الفلسطيني.
وقالت "حماس" مساء الجمعة إن "تسليم الدفعة الجديدة من الأسرى الصهاينة سيتم بطريقة لائقة وعلى الهواء مباشرة".
استئناف المحادثات
ويخيّم غموض على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية التي يفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة تكلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وأكد القيادي في "حماس" طاهر النونو أمس الجمعة أن الحركة تتوقع بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع الأسبوع المقبل، موضحاً أن "الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن".
وقال إن "حماس أكدت أنها ملتزمة بتنفيذ إجراءات صفقة التبادل وكل بنود الاتفاق" الذي نصّ على وقف إطلاق النار.
وأدى هجوم "حماس" على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، إلى مقتل ألف و211 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، حسب تعداد لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية يشمل الرهائن ومن بينهم الذين قتِلوا أو توفوا خلال فترة احتجازهم في غزة.
في المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل 48 ألفاً و222 شخصاً على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.