وقّعت الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي في العاصمة الكينية نيروبي، السبت، اتفاقاً يُحدد خارطة الطريق لتنفيذ اتفاقية السلام التي توصل إليها الجانبان في جنوب أفريقيا هذا الشهر، والتي تضمن إيصال المساعدات الإنسانية إلى الإقليم.
وقال الوسيط أولوسيجون أوباسانجو في مؤتمر صحافي، إن "التنفيذ سيبدأ فوراً"، وسيعمل على "وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين ونزع السلاح".
والاتفاق الذي وقعه، السبت، المارشال برهانو جولا رئيس أركان القوات المسلحة الإثيوبية، والجنرال تاديسي ووريدي القائد العام لقوات تيجراي، ينص على "وصول المساعدات الإنسانية لجميع من يحتاجون إليها".
ويأتي الإعلان إثر محادثات في العاصمة الكينية استمرت أسبوعاً، وتناولت تنفيذ اتفاق السلام الذي وُقّع في الثاني من نوفمبر في عاصمة جنوب إفريقيا بريتوريا، وخصوصاً بشأن نزع سلاح قوات تيجراي، وعودة السلطة الفدرالية إلى تيجراي، وإيصال المساعدات.
ووفق مسودة الاتفاق الذي تم توقيعه في جنوب إفريقيا عشية الذكرى السنوية الثانية للحرب، ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنه ينص على نزع السلاح الكامل لقوات "جبهة تحرير شعب تيجراي" في غضون 30 يوماً.
كما يُمهد الاتفاق الطريق أمام القوات الفيدرالية الإثيوبية لدخول ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي بطريقة "سريعة وسلسة وسلمية ومنسقة"، وقوات الأمن الفيدرالية للسيطرة على جميع المطارات والطرق السريعة والمرافق الفيدرالية داخل الإقليم.
والجمعة، أعلنت الحكومة الإثيوبية أنها تسيطر على 70% من منطقة تيجراي، وهو ما نفته "جبهة تحرير تيجراي".
وبدأ النزاع في تيجراي في نوفمبر 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش الفدرالي للإطاحة بقادة المنطقة، الذين تحدوا سلطته لعدة أشهر، واتهمهم بمهاجمة قواعد عسكرية فدرالية في الإقليم.
وهُزمت قوات تيجراي في بداية النزاع، لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة في هجوم مضاد عام 2021، امتد إلى أمهرة وعفر وشهد اقترابها من أديس أبابا. ثم تراجع المتمردون باتجاه تيجراي، التي صارت منذ ذلك الوقت، منقطعة عن بقية البلاد.
وتشهد هذه المنطقة الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا أزمة إنسانية خطيرة، بسبب نقص الغذاء والدواء، بينما تبقى إمكانيات الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمصارف والاتصالات، ضئيلة.