أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إن "الروح الجنوبية" كانت سبّاقة إلى الحلم الوحدوي، نشأة وفكرا وكفاحا.
وقال العليمي في خطاب عشية الذكرى الـ 35 لعيد الوحدة اليمنية الذي يصادف الـ 22 من مايو، "ونحن، إذ نتذكر هذا السبق، فإننا نتفهم اليوم تمامًا متغيرات المزاج الشعبي تحت ضغط مظالم الماضي، والإقصاء، والتهميش، والمركزية المفرطة".
وأضاف "ومع ذلك، يثبت الجنوب، أنه لم ولن يكن يوماً طرفاً عارضاً في المعادلة الوطنية، بل كان وما يزال منارةً للتنوير، ومهداً للدولة المدنية، ودرعها الصلب، ومستقرًّا للملايين من أهلنا النازحين من جحيم الكهنوت الحوثي، الذين وجدوا في عدن، وغيرها من المحافظات الجنوبية، ملاذهم الآمن، وفرص العيش الكريم".
وأوضح في خطابه " أن الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، كما انه اعتراف متجدد بالأخطاء، والتزام قاطع بتصحيح المسار".
وأكد "أن القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية، بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتقرير مركزهم السياسي والاقتصادي، والثقافي، بما يعزز مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، وفقا للمرجعيات الوطنية، والإقليمية، والدولية".
ولفت إلى أن "بناء اليمن الحديث لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق ثلاثة شروط رئيسية: حماية النظام الجمهوري، وترسيخ التعددية، وبناء وحدة متكافئة تقوم على العدل والمساواة، لا على الهيمنة، والإقصاء".
وأكد أن هناك خطوات" جادة " لتصحيح المسار، بدءًا بتعزيز استقلال السلطات، وتفعيل اجهزة انفاذ القانون، ومعالجة بعض آثار حرب صيف 1994، وتوسيع اللامركزية المالية والادارية، وفقاً للدستور، ومرجعيات المرحلة الانتقالية.
كما أن الرئيس العليمي على عدم الاغفال عن ما وصفها "المعركة المصيرية" في استئصال جذر المشروع الحوثي، كتهديد وجودي للنظام الجمهوري، وأمن اليمن ونسيجه الاجتماعي، وهويته العربية، والثقافية، ومصالحه الإقليمية، والدولية.
وقال "إن هذه الجماعة الإرهابية، التي تزايد باسم الوحدة، والسيادة، هي من تغلق الطرقات، وتحاصر المدن، وتستنزف العملة الوطنية، وتُعيد إنتاج التمييز، والفوارق بين الطبقات، وفرض واقع الانفصال بالقوة، والنهب والجبايات، وتذهب بمزيد من مغامراتها الطائشة الى استدعاء التدخلات الخارجية، وتصدير الفوضى خدمة لأجندة إيران ومشروعها التوسعي".
وعن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمات، قال العليمي، إنه نظر للاحتجاجات النسائية في عدن وغيرها من المحافظات، معتبرا إياها حافز لتسريع وتيرة العمل وتخفيف المعاناة.
وجدد التزامه بمواصلة الإصلاحات في مجالات الكهرباء، والطاقة، والخدمات الأساسية.
وأكد حرص الحكومة على تحديد أولويات المرحلة، بالتركيز على الاستحقاقات الاقتصادية، والخدمية، التي ستشهد انفراجة خلال الأيام المقبلة.