8 أكتوبر 2025
8 أكتوبر 2025
يمن فريدم-وضاح الجليل


تعيش محافظة ذمار اليمنية (100 كيلومتر جنوب صنعاء) انفلاتاً أمنياً متصاعداً بسبب فوضى الجماعة الحوثية التي عززت من إجراءاتها ضد السكان، واعتقلت المئات منهم على خلفية احتفالاتهم بذكرى الثورة اليمنية (26 سبتمبر) في حين تعاني مناطق سيطرة الجماعة من ارتفاع حاد في معدل الجريمة.

وشهد عدد من مديريات المحافظة، خلال الأيام الماضية من الشهر الجاري، وقائع قتل راح ضحيتها عدد من الأشخاص بينهم طفل في الخامسة، وتنوعت أسباب تلك الوقائع ما بين خلافات شخصية عابرة، ونزاع حول مبالغ مالية، ومحاولة هتك عرض، وأخرى مجهولة السبب، وسط انتشار واسع للسلاح، وإجراءات حوثية تعزز الانفلات الأمني.

وقُتل، الثلاثاء، فواز السماوي، أحد أبرز ملاك المزارع في مديرية رصابة وسط المحافظة، داخل حافلة لنقل الركاب، أثناء توجهه إلى إحدى مزارعه، عندما أقدم أحد الركاب على إطلاق النار باتجاه السائق بعد مشادة كلامية بينهما، إلا أن الرصاص أصاب السماوي، وأدى إلى وفاته في الحال، في حين لاذ الجاني بالفرار.

كما قُتل شاب على يد أربعة من الأفراد بعد استدراجه إلى كوخ لحراسة المزارع لغرض اغتصابه، وبسبب رفضه الاستجابة لهم ومقاومتهم، لجأوا إلى قتله بتهشيم رأسه بالصخور، وإطلاق النار عليه، ورمي جثته قرب إحدى المزارع في محاولة لادعاء أنه قتل برصاص أحد الحراس حين كان يحاول السرقة.

كما أقدم شخص مسلح في مديرية عتمة على قتل طفل في الخامسة من عمره والفرار عقب ذلك مباشرة دون معرفة دوافع الجريمة التي هزت المنطقة بسبب بشاعتها، حيث صوب الجاني سلاحه على رأس الطفل، وأطلق النار بشكل مباشر ومفاجئ أمام شهود عيان.

وفي نفس المديرية قُتل شخص في خلاف، لم يكن طرفاً فيه، بين سائقي سيارتي أجرة على أحقية نقل الركاب.

مؤشرات تدهور الأمن

في السياق نفسه، توفي شقيقان وأُصيب الثالث بجروح متوسطة، مطلع الشهر الجاري، في مديرية الحدا عقب خلاف بينهم حول مبالغ مالية مع عامل لديهم في مزرعة "القات" التابعة لهم، ينتمي إلى مديرية ضوران آنس المجاورة.

وتمكن أهالي المنطقة من القبض على العامل الذي استولى خلال المشادة الكلامية بينه وبين الأشقاء الثلاثة على سلاح كان بحوزة أحدهم، وأطلق منه النار عليهم.

وكانت مديرية وصاب العالي مسرحاً لجريمة أخرى، أواخر الشهر الماضي، قتل فيها 3 أشخاص بسبب خلافات حول مبالغ مالية.

وارتفع معدل الجريمة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بنحو 500 في المائة خلال العام الجاري وفقاً للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في وقت تُتهم فيه قيادات وعناصر عسكرية حوثية، بعضهم عائدون من الجبهات والدورات الطائفية، بالضلوع في عدد من تلك الجرائم.

وكشفت الشبكة عن وقوع 123 جريمة قتل و46 إصابة خلال النصف الأول من العام الجاري، في 14 محافظة يمنية، وسط انتشار السلاح، وغياب مؤسسات العدالة، وتدهور الأوضاع المعيشية والنفسية للسكان.

ونقلت الشبكة عن مراقبين أن هذا التصاعد يؤشر على تدهور الأمن، وتعزيز ثقافة العنف في أوساط السكان الذين تسيطر الجماعة على مناطقهم.

وقالت الشبكة، في تقرير حديث لها، إن الأيام الماضية شهدت سلسلة من الجرائم الوحشية في ست محافظات خاضعة لسيطرة الميليشيا، من بينها محافظة ريمة التي أقدم القيادي الحوثي فيها، عبده إبراهيم جريد، على قتل زوجته البالغة من العمر 17 عاماً، وتقطيع جثتها بمشاركة عصابة يُشتبه في ارتباطها بتجارة الأعضاء البشرية.

اتهام دولي

ووثقت الشبكة الحقوقية مقتل امرأة أخرى على يد زوجها أيضاً، في مديرية بعدان التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) إلى جانب امرأة ثالثة قُتلت على يد ابن زوجها، ومقتل طفلة تبلغ 12 سنة من العمر، في محافظة الجوف، على يد والدها الذي أبرحها ضرباً حتى فارقت الحياة.

ورصد التقرير الحقوقي واقعة انتحار مشبوهة لرجل عُثر عليه مشنوقاً في البيضاء، بينما شهدت العاصمة المختطفة صنعاء حادثة اختطاف واغتصاب طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، في منطقة بني الحارث شمال شرقي المدينة، وكذا اختطاف طفل يبلغ 12 عاماً، والاعتداء عليه بالضرب، والتهديد بذبحه من قبل عصابة مسلحة.

ولقيت امرأة أخرى مصرعها، في محافظة عمران (53 كيلومتراً شمال صنعاء) على يد ابن زوجها الذي أقدم على خنقها قبل أن يفرّ إلى محافظة صعدة حيث معقل الجماعة الحوثية.

ونوهت الشبكة إلى أن تصاعد جرائم قتل الأقارب والعنف الأسري والاعتداءات ضد الأطفال والنساء يعكس خطورة الفكر الطائفي، والدورات التعبوية التي تفرضها الميليشيا الحوثية على عناصرها، ما يمثل إرهاباً منظماً يهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في المجتمع اليمني، وفقاً لتقريرها.

وبينما تتوسع الفوضى الأمنية في مناطق سيطرة الحوثيين، اتهمت "هيومن رايتس ووتش" الجماعة باعتقال عشرات الأشخاص في الأسبوع الأخير من سبتمبر/ أيلول الماضي، بسبب احتفالهم السلمي بذكرى "ثورة 26 سبتمبر"، أو وضع منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن هذا العيد الوطني.

واتهمت باحثة اليمن والبحرين في المنظمة الحقوقية الدولية الحوثيين بتسخير موارد لاعتقال أشخاص بسبب منشورات غير مؤذية على وسائل التواصل الاجتماعي تفوق بكثير ما يفعلونه لضمان حصول الناس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الغذاء والماء. وطالبتهم بحماية حقوق السكان، وليس إسكات أي شخص يحتفل بالعيد الوطني.

(الشرق الأوسط)

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI