قفزت عوائد السندات وبدأت الأسهم الأميركية أسبوع التداول مسجلة خسائر بسبب ارتفاع غير متوقع في أداء قطاع الخدمات بالولايات المتحدة، وهو ما عزز التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي سوف يواصل سياسته التقشفية حتى يروض معدل التضخم العنيد.
انتشرت موجة البيع الكثيف في جميع القطاعات الرئيسية على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" حتى أن 95% من الأسهم المدرجة على المؤشر أغلقت الجلسة في المنطقة الحمراء.
هوت أسهم شركة "تسلا" بنسبة 6.5% تقريباً بعد تقرير نشرته "بلومبرغ نيوز" قال إن عملاقة إنتاج السيارات الكهربائية تعتزم تخفيض إنتاجها من مصنع شنغهاي. وهبط مؤشر "راسل 2000" للأسهم الصغيرة بنسبة اقتربت من 3%.
أسعار سندات الخزانة انخفضت على مختلف الآجال ونقاط منحنى العائد، حتى دفعت العائد على سندات أجل 10 سنوات إلى 3.6%. وكشفت عقود المقايضة عن توقعات مرتفعة للنقطة التي سيبلغها سعر الفائدة الأساسي عند بنك الاحتياطي الفيدرالي، إذ أشارت السوق إلى ذروة تتجاوز 5% في منتصف عام 2023.
تضخم الأجور قد يدفع "الاحتياطي الفيدرالي" لرفع ذروة الفائدة
سعر الفائدة المعياري حالياً يقع في نطاق بين 3.75% و4%. وقد أوقف الدولار موجة هبوطية استمرت أربعة أيام.
بيع الأسهم وجني الأرباح
قال إدوارد مويا، محلل أول السوق في شركة "واندا": "إن الأنباء الاقتصادية الجيدة تعتبر أنباء سيئة بالنسبة للأسهم، إذ أنها تجعل من ارتفاع أسعار الفائدة خطراً مستمراً حتى وقت متأخر من السنة القادمة".
زيادة الوظائف والأجور الأميركية تواصل الضغط على "الفيدرالي"
تعرضت الأسهم أيضاً لضغوط نتجت عن تصور بأن موجة الصعود التي دفعت مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" إلى مستوى أعلى من علامة فنية رئيسية في الأسبوع الماضي سوف تبلغ نهايتها في ضوء مجموعة المخاطر الاقتصادية الراهنة.
يقول محلل مورغان ستانلي مايكل ويلسون، وهو واحد ممن يصرحون بشكوكهم في أداء الأسهم الأميركية أكثر من غيرهم، إن الأفضل للمستثمرين هو جني الأرباح. وكتب هو وزملاؤه: "نحن نوصي الآن بالبيع مرة أخرى".
أجراس الإنذار
ينتظر المتعاملون أيضاً أرقام أسعار المنتجين في الولايات المتحدة التي ستصدر يوم الجمعة القادم – وهي من بين المعلومات التي سيراجعها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماع السياسة النقدية في 13-14 ديسمبر المقبل. وقد كشفت الأرقام على مدى الشهر الماضي عن تراجع بطيء في الضغوط التضخمية، رغم أنها مازالت مرتفعة.
محللا "بلومبرغ إنتليجنس" جينا مارتن آدمز ومايكل كاسبر قالا إن تحليل فترات هبوط مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" جميعها منذ عام 1960 يشير إلى أن المؤشر قد يستغرق ما يزيد على عامين حتى يسترد ارتفاعه السابق، خاصة إذا كان ركود الاقتصاد يخيم على توقعات المستقبل القريب.
في نفس الوقت، قالت أغلبية من المشاركين الذين بلغ عددهم 291 مشاركاً في آخر استطلاع على برنامج "ماركت لايف بالس" إن قروض الرفع المالي عالية المخاطرة تمثل جرس الإنذار الذي يشير إلى تدهور الجدارة الائتمانية في قطاع الشركات.
يتوقع نحو 28% من المشاركين في الاستطلاع قفزة كبيرة في حالات التعثر في سداد الديون إذا بلغت أسعار الفائدة بالولايات المتحدة ذروتها عند 5% أو بالقرب منها، وهو المستوى الذي يقترب من توقعات السوق للذروة التي سيتوقف عندها بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة.