أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على أن الحرب الأوكرانية تمر بلحظة "حاسمة ومفصلية"، مشدداً على الاستمرار في دعم كييف "عسكرياً ولوجستياً".
وأضاف في مؤتمر "رامشتاين" الذي يعقد في القاعدة الأميركية بألمانيا لدعم أوكرانيا، الجمعة، أن المحافظة على زخم الدعم "مطلوب"، لأن روسيا تعيد تموضع نفسها وتحاول إعادة الهجوم، مشدداً على مواصلة الدعم، فيما أعلن عن مساعدات أميركية هي الأكبر منذ بداية الغزو الروسي في العام الماضي.
وأضاف: "نحن في مرحلة صعبة من الحرب. جميعنا ندعم دفاع أوكرانيا عن نفسها لطالما تطلب الأمر، لأن روسيا ما زلت مستمرة بعدوانها وزادت من اعتداءاتها، كما أن الكرملين يراقبنا".
وتابع: "نجتمع في هذا الوقت العصيب لنرى العزيمة والوحدة. أتينا ممثلين من 50 دولة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها أمام العدوان الروسي، قبل أشهر اعتقدنا أن أوكرانيا ستنهار، وأن العالم سيتجاهل ذلك، لكن بوتين لم يعتمد على فكرة أن الشعب الأوكراني شجاع. يجب المحافظة على عزيمتنا لأن هذه المرحلة حاسمة".
وزاد: "القوات الروسية استهدفت محطات الطاقة والساحات الرياضية والمواقع التاريخية، روسيا أخفقت في كسر عزيمة الأوكرانيين، فالشعب الأوكراني مصدر إلهام للعالم"، موضحاً أن روسيا تنفد منها الذخيرة، وتعاني "خسائر في معاركها، وتعتمد على قلة من شركائها المتبقين ليدعموها. حتى إيران وكوريا الشمالية لا تعترفان بتزويد روسيا بالدعم".
وأردف: "أنا فخور بالدعم الذي نقدمه لكييف. واشنطن زادت مساعداتها الأمنية لأوكرانيا، وأعلنّا الشهر الماضي، أننا سنقدم بطاريات باتريوت للدفاع الجوي، فضلاً عن مدرعات برادلي وغيرها".
وزاد: "اليوم أعلن مجموعة جديدة من المساعدات الأمنية التي تساعد أوكرانيا على التقدم في ساحة المعركة، بما في ذلك 2.5 مليار دولار تعد الأكبر، فضلاً عن 26.7 مليار دولار منذ بداية الحرب فبراير الماضي، كما سنقدم دفاعات جوية لحماية المدن والأجواء الأوكرانية مثل صواريخ سام ومضادات دفاعية بينها 150 مدرعة هامفي ومخازن للذخيرة".
وأشار اوستن إلى أن مجموعة الاتصال من أجل دعم أوكرانيا "ستواصل دعم القوات الأوكرانية وتدريبها وتزويدها بالسلاح المتقدم بموازاة جهود دولية".
وقال: "بولندا كانت ريادية في تقديم المركبات المدرعة وتوفير ملاجئ آمنة للأوكرانيين، كما أن ألمانيا قدمت دفاعات جوية، وتواصل بتزويد أوكرانيا بمركبات مقاتلة وكذلك كندا، فيما قدمت فرنسا مركبات إم إكس 10 المصفحة وهذا جزء من المساعدات الأوروبية".
"الوقت ليس بصالحنا"
من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلة عبر تقنية الفيديو على ضرورة "التعجيل" بإمداد بلاده بالمساعدات العسكرية، قائلاً: "ممتن لهذه الوحدة وكلنا نرى النتائج في ساحة المعركة، لكن هل لدينا وقت طويل لحشد الدعم؟".
وتابع: "الإرهاب يباغت مدينة تلو الأخرى، والحرب الروسية غير مبررة، لكن في ظل كل ما قدمناه كلنا نستطيع أن نتشاور، لأن الحروب لا يمكن خوضها بدون سلاح. نحن بحاجة للسلاح، وأشكركم جميعاً على ما قدمتموه، لكن الوقت ليس في صالحنا".
وزاد زيلينسكي: "هذه المرة الأولى التي أتكلم بها أمام وزراء الدفاع من 50 دولة تدافع عن الحرية، لذلك لا بد من تحقيق أحلام الحرية من خلالكم، لأني واثق من أنكم لن تسمحوا لهذه الحرب بالاستمرار، فروسيا تسعى لتدمير قيم أمم بأكملها ونحن نحارب من أجل تلك القيم".
الكرملين: الدبابات الغربية لن تغير "شيئاً"
إلى ذلك، أكّد الكرملين أن تسليم دبابات غربية لأوكرانيا "لن يغيّر شيئاً" في الوضع على الأرض، وذلك تزامناً مع الاجتماع في ألمانيا.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن هذه الشحنات (من الدبابات) لا يمكن أن تغير شيئاً، بل ستسبب مشكلات جديدة لأوكرانيا"، معتبراً أن الغرب "واهم" بشأن إمكان تحقيق انتصار في أوكرانيا، مضيفاً أن الصراع "يتطور في دوامة تصاعدية"، ويتزايد خطر التدخل المباشر لحلف "الناتو".
وأشار بيسكوف إلى سوء العلاقات الروسية - الأميركية خلال عامين من رئاسة جو بايدن، قائلاً إنه ليس هناك أمل في تحسينها في المستقبل القريب، مشدداً على أن روسيا عرضت على الغرب مناقشة مخاوفهم.
ورفض بيسكوف التعليق على فيديو نشرته وسائل التواصل، يظهر نشر أنظمة دفاع جوية فوق أسطح الأبنية في موسكو.