تباين أداء مؤشرات الأسهم الأميركية يوم الجمعة حيث تجاهل المستثمرون الذين يشترون الأسهم عند القاع تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المتشددة وساعدوا في إبقاء الخسائر الأسبوعية عند الحد الأدنى.
انخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.3% بعد هبوطه بنسبة تصل إلى 1%، مدعوماً بأسهم السلع الاستهلاكية الأساسية وأسهم المرافق. وأغلق المؤشر المعياري منخفضاً بنسبة 0.3% خلال الأسبوع، لكن مؤشر "ناسداك 100" تمكن من الصعود بنسبة 0.4% في 5 أيام.
وضع المتعاملون في اعتبارهم زيادة أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماعين المقبلين لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد أن قال صناع السياسة النقدية يوم الخميس إن زيادتها بنسبة أكبر ليست مستبعدة.
أسعار الفائدة الأميركية قد تتجه لمستوى أعلى من توقعات "وول ستريت" و"الفيدرالي"
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين يوم الجمعة إنه يفضل رفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في فبراير لمنح البنك المركزي "مرونة" في سعيه لخفض التضخم. وقالت عضوة مجلس الحكام في بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان يجب الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لأن التضخم ما يزال "مرتفعاً للغاية".
ذروة أسعار الفائدة
قال آرت هوغان، رئيس استراتيجية السوق في شركة "بي رايلي" (B. Riley): "يبدو أن الأسواق في شد وجذب، حيث يعكس منحنى العائد على سندات الخزانة ارتفاعاً لأسعار الفائدة لفترة أطول، بينما تشير حركة الأسهم إلى إمكانية تحقيق (هبوط سلس) للاقتصاد. ويبدو أن هذا الانقسام يتجلى في أسواق الأسهم التي تفتح على انخفاض كل يوم، مثل اليوم، ثم تعوض الخسائر".
المستثمرون يرفعون الرهان على المدى الذي ستبلغه زيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في هذه الدورة التقشفية، متوقعين ارتفاع سعر الفائدة على الأرصدة الفيدرالية إلى ما يقرب من 5.3% في يوليو، وفقاً للتداول في أسواق المال الأميركية، وذلك مقارنة بذروة متوقعة لسعر الفائدة بلغت 4.9% في بداية الشهر.
كتب مات مالي، رئيس استراتيجيي السوق في شركة "ميلر تاباك+" (Miller Tabak+): "إذا بدأ المستثمرون أخيراً في تصديق بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن الادعاء بأن أسعار الفائدة ستبقى (مرتفعة لفترة أطول)، فربما نصبح على مشارف هبوط كبير في أسعار الأسهم في الأسابيع المقبلة".
قال كليف هودج، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "كورنرستون ويلث" (Cornerstone Wealth): "الأسواق تتصرف بشكل غريب، تغيرت رواية المتفائلين من (هبوط سلس) إلى اقتصاد قوي. ما تتجاهله هذه الرواية هو أن الاقتصاد القوي يعني تشدداً أكثر من بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يعني أسعار فائدة أعلى ودولاراً أقوى. وهما لا يدعمان تقييمات الأسهم الحالية.ربما أن المتفائلين يلعبون في الوقت الضائع".
الدولار يمحو خسائر العام وسط رهانات على رفع أكبر للفائدة
نمو اقتصادي قوي
ارتفعت أسهم "ديري أند كو" (Deere & Co) بنسبة 7.5% يوم الجمعة -وهو أكبر مستوى في عامين- بعد أن رفعت أكبر شركة لصناعة الجرارات في العالم مستهدف الأرباح فوق التقديرات بفضل استمرار ارتفاع أسعار المحاصيل الذي ساعد المزارعين على الاستمرار في الإنفاق.
كتب الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا" أن تأخر ركود الاقتصاد سيؤثر على الأسهم الأميركية في النصف الثاني من العام، مشيرين إلى أن قوة الاقتصاد حتى الآن تعني أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول.
المنتجون لا يكترثون لمخاوف الركود وخطط الإنفاق خير دليل
فريق "بنك أوف أميركا" بقيادة مايكل هارتنت من بين الذين يتوقعون سيناريو يُعرف باسم "عدم الهبوط" في النصف الأول من العام، حيث سيظل النمو الاقتصادي قوياً ويُرجح أن تظل البنوك المركزية متشددة لفترة أطول. وكتبوا أنه من المحتمل أن يتبع ذلك "هبوط عنيف" في الاقتصاد خلال النصف الثاني من عام 2023.
حققت بتكوين مكاسب لليوم الرابع على التوالي في يوم الجمعة، حتى بعد أن اتهمت "لجنة الأوراق المالية والبورصات" الأميركية دو كوون وشركة "تيرا فورم لابس" (Terraform Labs Pte) التي يرأسها بالاحتيال بسبب إلغاء ومحو عملات رقمية أنشأها بنفسه.
في أسواق السلع، توج النفط أطول سلسلة من الخسائر اليومية على مدار العام حيث طغى ارتفاع المخزون بالولايات المتحدة واحتمال مزيد من التقشف النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي على القوة الدافعة الناتجة عن دلائل تحسن الطلب الصيني على الطاقة.
بعض التحركات الرئيسية في الأسواق:
الأسهم
انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.3% إلى أدنى مستوى منذ 31 يناير في تمام الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك.
-تراجع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.7%، إلى أدنى مستوى منذ 10 فبراير.
-ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.4%.
-سجل مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية هبوطاً بنسبة 0.7%، بخسارة تجاوزت أي خسارة أخرى عند الإغلاق منذ 6 فبراير.
العملات
-هبط مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.1%.
-ارتفع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.0696 دولار.
-صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% إلى 1.2043 دولار.
-سجل الين الياباني تراجعاً بنسبة 0.2% إلى 134.20 ين للدولار.
العملات المشفرة
-صعدت بتكوين بنسبة 1.1%، وذلك لليوم الرابع على التوالي، في أطول سلسلة من الصعود منذ 17 يناير.
-ارتفعت إيثر بنسبة 1.6%، لليوم الرابع على التوالي، وفي أطول سلسلة من الارتفاعات منذ 4 فبراير.
السندات
-عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات انخفض بمقدار خمس نقاط أساس، مسجلاً أكبر انخفاض عند الإغلاق منذ 8 فبراير.
-تراجع عائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس إلى 2.44% .
-صعد العائد على سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات نقطتي أساس، إلى 3.51%.
السلع
-أسعار خام غرب تكساس الوسيط انخفضت بنسبة 2.8%، متراجعة لليوم الرابع على التوالي، وفي أطول سلسلة هبوط منذ 9 ديسمبر.
-عقود الذهب المستقبلية لم تشهد تغييراً يُذكر.