بدأت الولايات المتحدة والفلبين، الثلاثاء، تدريبات عسكرية رئيسية تعد الأكبر منذ أكثر من 30 عاماً، في عرض رفيع المستوى لتحالفهما المتجدد الذي يأتي بعد يوم واحد فقط من اختتام الصين لتدريباتها الخاصة حول تايوان.
وسيركز تمرين "باليكاتان" السنوي على تطوير الأمن البحري والعمليات البرمائية وسيشمل تدريبات بالذخيرة الحية، وذلك في وقت يسعى فيه البلدان إلى صد "العدوان الصيني" في بحر الصين الجنوبي، وفق ما أوردته وكالة "بلومبرغ".
وبحسب ما أورده موقع "أكسيوس"، فإن أكثر من 17 ألفاً و600 عسكري يشاركون في التدريبات الثنائية السنوية التي تستمر حتى 28 أبريل الجاري.
وبين هذه القوات نحو 12200 جندي أميركي و5400 جندي فيليبيني وما يزيد على مئة جندي أسترالي، ما يمثل ضعف العديد المشارك العام الماضي.
وستتضمن التدريبات للمرة الأولى إطلاق نار بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بالسيطرة عليه بصورة شبه كاملة.
ومن التدريبات هبوط مروحيات عسكرية في جزيرة فلبينية قبالة الطرف الشمالي للوزون أكبر جزر البلد على بعد نحو 300 كيلومتر من تايوان.
اجتماعات في واشنطن
ومع بدء التدريبات، سيلتقي وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن مع نظرائهما الفلبينيين في واشنطن الثلاثاء، في محاولة لتعزيز التعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال الجنرال إريك أوستن من الوحدة الجوية الأولى في مشاة البحرية الأميركية (مارينز) خلال مراسم بدء المناورات: "بهذه التدريبات ستعزز القوات الفلبينية والأميركية القدرة على القيام بعمليات مشتركة، وستزيد كفاءاتنا وتستكمل قدراتنا بفضل التعاون، ما سيسمح لنا بأن نكون جاهزين لنواجه معاً تحديات العالم".
من جانبه، أفاد الكولونيل ميديل أجيلار، المتحدث باسم الجيش الفلبيني، بأن المناورات ستسمح بتحسين "التكتيكات والتقنيات والآليات بالنسبة لشريحة واسعة من العمليات العسكرية".
طمأنة الصين
ويمثل حجم التدريبات تتويجاً للجهود الأميركية لاستعادة العلاقات مع الفلبين في عهد الرئيس فرديناند ماركوس جونيور، الذي غالباً ما كان سلفه، رودريجو دوتيرتي، يتجاهل واشنطن لصالح بكين.
وأكد الرئيس الفلبيني، الاثنين، أن بلاده لن تسمح بأي "أعمال هجومية" من القواعد التي أتاح استخدامها للقوات الأميركية، مضيفاً أن ردّ فعل الصين "ليس مفاجئاً"، لكنه طمأن بكين من أن مانيلا تعمل فقط على تعزيز دفاعها الإقليمي.
وأضاف في تصريحات للصحافيين: "لن نسمح باستخدام قواعدنا في أي أعمال هجومية. يهدف ذلك فقط إلى مساعدة الفلبين عندما نكون بحاجة إلى مساعدة". وتابع "إذا لم يهجم أحد علينا، فلا داعي لأن يقلقوا لأننا لن نحاربهم".
وتجري هذه المناورات السنوية المعروفة باسم "باليكاتان" الذي يعني بالفلبينية "جنباً إلى جنب"، في الأسبوع ذاته، الذي أجرت فيه الصين تدريبات متعددة بالقرب من تايوان بعد عودة رئيسة الجزيرة تساي إنج وين من زيارة للولايات المتحدة، حيث التقت برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ومشرعين أميركيين آخرين.
كما تأتي في وقت أبحرت المدمرة الصاروخية الأميركية الموجهة "USS Milius"، في بحر الصين الجنوبي، الاثنين، بالقرب من جزر سبراتلي، مروراً بالمياه التي تطالب بها بكين.
لا توترات خطيرة
في هذا الصدد، قال كارل شوستر، مدير العمليات السابق في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، إن مناورات "باليكاتان" المخطط لها منذ فترة طويلة مع الفلبين "ليس من المتوقع أن تثير بكين كثيراً".
وأضاف: "التدريبات تجري في بحر الصين الجنوبي وستزيد التوترات نتيجة لذلك، ولكن ليس بدرجة خطيرة أو غير عادية"، موضحاً أن التدريبات موجهة رسمياً لتحسين قدرة مانيلا على الدفاع عن أراضيها الغربية.
وتابع: "تركز بكين بشكل أكبر على ترهيب تايوان، وإبلاغ الولايات المتحدة بأنه "لن يكون من السهل مساعدة تايوان في حالة نشوب صراع".
وتعهدت مانيلا بمواصلة جهود "الدفاع الجماعي" مع واشنطن حول بحر الصين الجنوبي في محاولة لمواجهة عدد قياسي من التوغلات الصينية في المياه المتنازع عليها.
وكجزء من التقارب، حددت الفلبين الأسبوع الماضي أربعة مواقع جديدة ستتمكن الولايات المتحدة من الوصول إليها بموجب اتفاق دفاعي موسع، ثلاثة مواقع منها بالقرب من تايوان.
وسترفع المواقع الجديدة عدد المواقع العسكرية التي يمكن للولايات المتحدة الوصول إليها في الفلبين إلى 9، بما في ذلك 5 مواقع موجودة، بموجب اتفاق التعاون الدفاعي المعزز لعام 2014.
ويسمح الاتفاق للولايات المتحدة بتناوب قواتها لفترات طويلة، وكذلك بناء وتشغيل منشآت على تلك القواعد في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا.