23 نوفمبر 2024
5 مايو 2023
يمن فريدم-الشرق نيوز
امرأة تتحدث إلى ضابط شرطة أمام قصر باكنجهام قبل تتويج ملك بريطانيا تشارلز. لندن. 5 مايو 2023 - REUTERS

 

تستعد بريطانيا، السبت، لعملية "جولدن أورب" (golden orb)، وهو الاسم الرمزي لتتويج الملك تشارلز الثالث في مراسم هي الأولى منذ 70 عاماً، مع طقوس يشوبها خروج واضح عن التقاليد البريطانية.

 

وتعد هذه المراسم تأكيداً دينياً على اعتلائه العرش خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت في سبتمبر 2022.

 

وجزء كبير من المراسم الأنجليكانية التي ستقام في كنيسة ويستمنستر، وستتوج خلالها أيضاً زوجته الثانية كاميلا ملكة، متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك البالغ 74 عاماً، لكن سيكون هناك أيضاً خروج واضح عن التقاليد، مع مشاركة أساقفة نساء وقادة ديانات أقلية، وقائمة مدعوين أكثر تنوعاً وتمثيلاً للمجتمع البريطاني والدولي.

 

برنامج التتويج

 

اليوم الأول

 

سيبدأ نهار التتويج "التاريخي"، السبت، عند الساعة 05:00 بتوقيت جرينتش (06:00 بالتوقيت المحلي)، إذ ستفتح مواقع المشاهدة على امتداد مسار الموكب أمام الجمهور، وسيحظى أوائل الواصلين بأفضل مكان للاستمتاع بالمشهد.

 

وسيصل من الساعة 06:15 إلى الساعة 07:30 بتوقيت جرينتش المدعوون إلى نقاط التفتيش الأمنية، وبعد ساعة من ذلك يبدأ توافد رؤساء الدول والحكومات الأجنبية والوزراء ورؤساء الوزراء السابقين، وأفراد من العائلات الملكية الأجنبية، والعائلة الملكية البريطانية.

 

وسينطلق في تمام الساعة 09:20 بتوقيت جرينتش موكب الملك تشارلز الثالث، وقرينته الملكة كاميلا من قصر باكنجهام في "عربة اليوبيل الماسي"، التي استُخدمت لأول مرة في عام 2014 وتجرّها 6 خيول.

 

وسيسير الموكب في جادة "ذي مول" الطويلة حتى ميدان ترافالجار، ثم سيعبر وايت هول، حيّ الوزارات، قبل أن يصل إلى الكنيسة التي ستشهد عند الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش دخول تشارلز وكاميلا إلى الكنيسة من الباب الكبير الغربي، وسيرتدي تشارلز حينها رداء دولة وهو رداء طويل مطرز بالمخمل القرمزي.

 

ومن المقرّر أن يبدأ الاحتفال عند الساعة 11:00 (10:00 بتوقيت جرينتش) ويستمر حوالي ساعة تحت إشراف كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للكنيسة الإنجليكانية.

 

ومن المفترض أن يعكس الاحتفال، الذي ستتخلله موسيقى كلاسيكية ومؤلفات موسيقية أكثر حداثة، "دور الملك اليوم والتطلع إلى المستقبل، مع التجذر في التقاليد والعظمة التاريخية"، وفقاً لبيان القصر.

 

وبمجرد حضوره إلى الكنيسة، سيتم تقديم الملك للجمهور الذي سيحييه، قبل أن يؤدي اليمين، وبعد ذلك، سيحصل الملك الجالس على كرسي الملك إدوارد، على المسحة بالزيت من رئيس الأساقفة، ثم على الرداء الملكي، والكرة الذهبية التي يعلوها صليب، وصولجان وتاج القديس إدوارد الذي سيوضع على رأسه.

 

وجرت العادة أن يستخدم ملوك بريطانيا زيت زيتون فلسطيني في مراسم تتويجهم لـ"التبرك"، واختار الملك تشارلز أن يكون الزيتون من بساتين دير "مريم المجدلية" في القدس، المدفونة فيها جدته لأبيه الأميرة أليس، ومن دير "الصعود" على جبل الزيتون، بحسب صحيفة "إندبندنت عربية".

 

وسيقدم أعضاء العائلة الحاكمة تحية إجلال للملك الذي سيغادر بعد عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش الكنيسة مرتدياً رداء جدّه جورج السادس، المصنوع من مخمل حريري أرجواني والمطرّز بالذهب، ويضع على رأسه تاج "إمبيريال ستيت" المرصع بـ 2868 ماسة و17 ياقوتة و11 زمردة و269 لؤلؤة و4 أحجار من الروبي.

 

وسيشارك نحو 7 آلاف من أفراد القوات المسلحة في المراسم، ومنهم أكثر من 4 آلاف يضمون فرقة الموسيقى العسكرية، في موكب سيسير من كنيسة وستمنستر إلى قصر بكنجهام.

 

وستظهر العائلة المالكة أخيراً على شرفة القصر لتحية الحشد ومشاهدة طائرات سلاح الجو الملكي تحلق في السماء عند الساعة 13:15 بتوقيت جرينتش.

 

وسيلعب بعض أعضاء العائلة الملكية دوراً خلال حفل التتويج، في حين أن البعض الآخر، مثل الأمير هاري الحاضر من دون زوجته ميجن، أو عمه الأمير أندرو، الذي طالته فضيحة جنسية، سيكونون موجودين كمتفرجين فقط.

 

وهكذا، اختار تشارلز 4 مرافقين له من أقاربه، بما في ذلك حفيده الأمير جورج (9 أعوام) الثاني في ترتيب خلافة العرش، والابن الشاب لإدوارد توليماش ابن الملك بالمعمودية.

 

من جهتها، اختارت الملكة القرينة كاميلا أفراداً من عائلتها من زواجها الأول من أندرو باركر بولز، وسيرافقها 3 من أحفادها، جاس ولويس وفريدي، إضافة إلى آرثر وهو ابن أحد أولاد اخوتها.

 

اليوم الثاني

 

ودُعي الشعب البريطاني للمشاركة، الأحد، في "غداء كبير" في إطار الحفلات التي تشهدها الأحياء، حيث ستكون "تورتة التتويج" على القائمة، والتي كشف القصر النقاب عن وصفتها في منتصف أبريل الماضي.

 

وفي الليل، ستقام حفلة موسيقية في قلعة وندسور في غرب لندن، سيحضرها 10 آلاف بريطاني تم اختيارهم عشوائياً.

 

ويتصدر كل من كاتي بيري وليونيل ريتشي والتينور أندريا بوتشيلي، ملصقاً خاصاً بهذا الحفل تميز بغياب النجوم البريطانيين.

 

اليوم الثالث

 

وأخيراً، ستدعو العائلة المالكة البريطانيين للقيام بأعمال تطوعية، الاثنين، الذي سيكون يوم عطلة.

 

وأوضح قصر باكنجهام أن هذا اليوم "سيحث الناس على تجربة التطوع خدمة لأنفسهم، والانضمام إلى الأعمال الجارية لدعم مناطقهم المحلية".

 

وتهدف حملة "المساعدة الكبرى" إلى استعمال التطوع للتقريب بين المجتمعات، وإرساء إرث دائم عن التطوع خلال عطلة نهاية الأسبوع المتزامنة مع تتويج الملك، بحسب صحيفة "independent" البريطانية.

 

ويشارك في حملة "المساعدة الكبرى" ما يربو على 1500 جمعية خيرية، واعتبر وزير المراسم والاحتفالات والتتويج ستيوارت أندرو أنها "ستبرز أهمية وفاعلية التطوع في مساعدة مجتمعاتنا".

 

الحضور المتوقع

 

من المتوقع أن يحضر قرابة 2300 شخص مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وهو عدد أقل بكثير من أكثر من 8000 مدعو احتشدوا في كنيسة ويستمنستر لحضور حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية في عام 1953.

 

من بين قادة العالم المتوقع حضورهم، رئيس الوزراء الأسترالي أنتوي ألبانيزي، ونائب الرئيس الصيني هان جينج، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ورئيس الوزراء النيوزيلندي كريس هيبكنز، والوزيرة الأولى في حكومة إيرلندا الشمالية ميشيل أونيل، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورئيس الفيليبين فرديناند ماركوس.

 

ومن بين ملوك وأمراء العالم، ملك إسبانيا فيليبي السادس والملكة ليتيسيا، وولي عهد الدنمارك الأمير فريدريك والأميرة ماري، وولي عهد اليابان فوميهيتو والأميرة كيكو، وأمير موناكو ألبرت الثاني والأميرة تشارلين، وملك الأردن عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا، وملك تايلندا ماها فيجيلالونجكورن والملكة سوتيدا، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

 

وسينوب عن الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور حفل التتويج، وزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء الأمير تركي بن محمد بن فهد.

 

وستنوب عن الرئيس الأميركي جو بايدن زوجته السيدة الأولى جيل بايدن، التي وصلت، الجمعة، والتقت أكشاتا مورتي، زوجة رئيس الوزراء البريطاني.

 

ولم يحضر أي رئيس أميركي من قبل تتويج أحد ملوك بريطانيا، وخلال مراسم تتويج الملكة الراحلة إليزابيث، أرسل الرئيس الأميركي حينئذ دوايت أيزنهاور وفداً لتمثيله، بحسب وكالة "رويترز".

 

وتتوقع نخبة المجتمع البريطاني عادة أن تتم دعوتها للمراسم، لكن الأمر مختلف هذه المرة، نظراً لرغبة تشارلز في أن تكون قائمة المدعوين بحسب "الجدارة وليس الأرستقراطية".

 

وستحضر سارة فيرجوسون، الزوجة السابقة للأمير أندرو شقيق الملك، والتي لا تزال تقيم معه في قصر ويندسور، وليدي باميلا ماونتباتن (94 عاماً) ابنه لويس ماونتباتن مرشد تشارلز، وواحدة من وصيفتين لا تزالان على قيد الحياة في زواج الملكة إليزابيث الثانية في 1947.

 

الاستعدادات الأمنية

 

وبعد 8 أشهر على عملية "جسر لندن"، الاسم الرمزي لتنظيم جنازة إليزابيث الثانية، تنفذ الشرطة البريطانية عملية "جولدن أورب" (Golden Orb) لتتويج الملك.

 

وينتظر أن يصطف عشرات آلاف الأشخاص من بريطانيين وسياح على طول الطريق الذي سيسلكه موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنجهام وكنيسة ويستمنستر.

 

واعتبر وزير الدولة لشؤون الأمن توم توغندهات، الأربعاء، أن حفل التتويج سيكون "إحدى أهم العمليات الأمنية" التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أن "أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها وهي مستعدة لمواجهتها".

 

سيتم نشر، السبت، أكثر من 11 ألف و500 عنصر من قوات الأمن كما أعلنت شرطة لندن، وقال أدي أديليكان المسؤول في سكوتلانديارد، إن "هذه ستكون أكبر تعبئة لعناصر الشرطة في يوم واحد منذ عقود".

 

وعلى مدى أسبوع سيتم نشر 29 ألف عنصر أمن، وفي وسط لندن ستستخدم الشرطة تقنية التعرّف على الوجوه، كما سيتم نشر القناصة على الأسطح.

 

بالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب مناهضي النظام الملكي.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI