9 يونيو 2025
22 سبتمبر 2022
يمن فريدم-متابعات

 

أكد رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، التمسك بنهج السلام، وفقا لمرجعيات الحل الشامل للازمة اليمنية التي تضمن جميعها سلاما مستداما يحفظ للدولة مكانتها، وسلطاتها الحصرية، ومؤسساتها الدستورية، ونظامها الجمهوري.

وجدد العليمي في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على موقف المرحب بتجديد الهدنة شريطة ألا تكون على حساب مستقبل اليمنيين، وتحضيرا لجولة أدمى من الحرب وتفريطا بالسيادة وتمكينا للمليشيات التي لا تهدد اليمن فحسب بل الاقليم والعالم.

وقال العليمي:" لقد قطعت هذه الهدنة الشك باليقين من أننا نفتقد بالفعل لشريك جاد في صناعة السلام، كما عززت قناعة اليمنيين بصعوبة التهدئة المستدامة دون رادع حاسم مع جماعة طائفية مسلحة".

وأضاف:" غير أن القضية الرئيسة لفهم السلام بالنسبة للمليشيات الارهابية، لا تتعلق بالخوف على السيادة كما تزعم، بل بضمان مكانة فوق الدولة لقادتها الذين يدعون الاصطفاء الإلهي لحكم البشر، ويتبنون تصدير العنف عبر الحدود، ونهجا عدائيا ضد السلام والتعايش المدني، وغرس الكراهية والتكفير والعداء ضد الآخر.

وقال:" منذ اليوم الأول للازمة اليمنية، خضنا مع المليشيات المتمردة تجارب مريرة في رحلة البحث عن السلام، نكثت فيها بكافة العهود والالتزامات، بدءا باتفاق السلم والشراكة غداة اجتياحها العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، ومرورا باجتماعات جنيف الأولى والثانية، ومشاورات الكويت، وستوكهولم، وصولا إلى الهدنة القائمة، التي فقدنا خلالها نحو 300 شهيد، وأكثر من 1000 جريح بخروقات المليشيات الإرهابية".

وذكر في خطابه : " ونحن اليوم على بعد حوالى أسبوع فقط لانتهاء الهدنة الانسانية، يذكر مجلس القيادة الرئاسي، المجتمع الدولي بأن الحكومة التزمت بكافة عناصر هذه الهدنة بدءا بتسيير الرحلات التجارية المنتظمة إلى مطار صنعاء، وتسهيل دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، سعيا منها لتخفيف المعاناة عن شعبنا، في حين لا تزال المليشيات الارهابية تغلق طرق تعز والمحافظات الأخرى، وتتنصل عن دفع رواتب الموظفين لديها والافراج عن السجناء والمحتجزين، وتبحث عن أي ذريعة لإفشال الهدنة، واعاقة الجهود الأممية، والدولية لتجديدها والبناء عليها في تحقيق السلام الشامل الذي تتطلعون إليه جميعا".

وتابع: " أدرك انه من الصعب على بلدانكم التي تعيش منذ زمن طويل في السلم والاستقرار، أن تستوعب بسهولة، أن هناك بشرا في هذا العصر يرون في السلام غزوا فكريا، وحربا ناعمة، لكن هذه هي احدى الحقائق المشتركة بين المليشيات الحوثية، وتنظيمات القاعدة وداعش وبوكو حرام واخواتها".

وقال: " إن الحلول التحويلية التي نتخذها شعارا لهذه الدورة، تتطلب أولا ترسيخ القيم الواضحة لبناء السلام الذي ينشأ نتيجة قيام حكومة مستقرة، وامتلاك رادع حاسم لحماية العملية السياسية، وفتح الطريق أمامها بكل السبل.. أما إذا استمرينا عالقين بين مخاوف من أن استخدام القوة سيقطع الطريق أمام محاولات التهدئة الهشة، وأن التصنيف الارهابي سيقود إلى كارثة انسانية، فعلينا إذا البحث عن خيارات بديلة مساوية لقوة ذلك الردع، وليس هناك أفضل من أن يدعم المجتمع الدولي الحكومة الشرعية لتتمكن من الانتصار لقيم الحرية والسلام والتعايش".

ولفت إلى أن الدبلوماسية بمفهومها الأكاديمي، تقوم على تقريب وجهات النظر المختلفة، وهي لا يمكن أن تمارس، بحسب هذا التعريف، إلا في إطار نظام معترف بشرعيته، وعدم الاتصال بالكيانات التي تنكر قواعد النظام الدولي، والا كان ذلك نكثا بمبادئ وميثاق هذه المؤسسة، كما جاء في الخطاب.

وأشار إلى أن حجم الفجوة التمويلية والتعهدات الإنسانية والإنمائية تتسع رغم تعهدات قدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والمملكة المتحدة، مؤكدا أن العراقيل التي وضعها الحوثيون ينبغي ألا تمنع تحمل المجلس والحكومة من المسؤولية الأخلاقية لتفادي التسرب النفطي الوشيك في البحر الاحمر لأكثر من مليون برميل من الخام المخزون على متن الناقلة صافر منذ خمس سنوات، ما يهدد بكارثة بيئية مدمرة تفوق أربعة اضعاف التسرب الذي سببته "اكسون فالديز" في شاطئ المحيط الهادي عام1989.

العليمي أعلن  ضم صوت اليمن إلى كافة الدول في الدعوة لضمان حرية الملاحة الدولية، ومكافحة التطرف والارهاب، والقرصنة، ودعم الاجراءات الرامية لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل، وعلى راسها برنامج إيران النووي، وصواريخها البالستية، ودورها في المنطقة.

وطالب المجتمع الدولي بإدانة التدخلات الإيرانية بحق اليمن، وأمنه واستقراره وتحويله إلى منصة تهديد عبر الحدود، واخضاعها إلى الجزاءات المفروضة بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالملف اليمني.

ودعا الدول الأعضاء إلى الالتزام بنظام حظر الأسلحة، ومواجهة النفوذ الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة، ومنعه من تزويد ميلشياته بالتقنيات العسكرية كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تستخدم في ارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين في اليمن ودول المنطقة، وزرع الالغام المحرمة دوليا، واستهداف خطوط الملاحة الدولية.

كما دعا العليمي المجتمع الدولي للانتصار لعشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين المهجرين، والمحتجزين والمخطوفين، والمخفيين، والمعتقلين، بمن فيهم صحفيون ونشطاء، وفنانون، وعمال اغاثة، ورهائن من مختلف الأعمار.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI