7 يوليو 2024
23 سبتمبر 2023
يمن فريدم-فرانس برس
صورة للكويكب "بينو" (ناسا/رويترز)

 

يفرغ مسبار "أوسايرس-ريكس" الأميركي غداً الأحد في صحراء يوتا بالولايات المتحدة حمولة علمية ثمينة عبارة عن أول عينات من كويكب تحضرها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى الأرض، وهي أكبر عينة جمعت على الإطلاق حتى من جرم فلكي مماثل.

 

ويأمل العلماء في أن تساعد هذه العينات التي جمعت عام 2020 من الكويكب "بينو" في توضيح كيفية نشأة النظام الشمسي وتطور الأرض ككوكب صالح للعيش.

 

ومن المقرر أن يحصل الهبوط قرابة الساعة التاسعة صباح غد بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت غرينتش) في منطقة عسكرية تستخدم عادة لاختبار صواريخ.

 

عملية دقيقة

 

ويطلق مسبار "أوسايرس -ريكس" الكبسولة التي تحوي العينات عند علو 100 ألف كيلومتر عن الأرض قبل نحو أربع ساعات من موعد الهبوط.

 

ويستغرق الهبوط النهائي للكبسولة في الغلاف الجوي للأرض 13 دقيقة، إذ تدخله بسرعة 44 ألف كيلومتر في الساعة، ويؤدي الاحتكاك الناتج إلى رفع درجة الحرارة إلى 2700 درجة مئوية.

 

وسيتم إبطاء الهبوط الذي تتولى مراقبته أجهزة استشعار عسكرية بواسطة مظلتين متتاليتين، مما يوفر هبوطاً سلساً إذا سارت الأمور على ما يرام.

 

ويبلغ طول بقعة الهبوط 58 كيلومتراً في عرض 14 كيلومتراً، وقال مدير المهمة في مركز "غودارد" لرحلات الفضاء التابع لـ "ناسا" ريتش بيرنز خلال مؤتمر صحافي أواخر أغسطس/آب الماضي، إن "الأمر يشبه رمي سهم عبر ملعب كرة سلة وإصابة وسط الهدف".

 

وقد يتقرر عدم إطلاق الكبسولة إذا تبين في الليلة السابقة أنها قد لا تصيب المنطقة المحددة، وفي هذه الحال سيجري المسبار دورة حول الشمس قبل أن يحاول مجدداً إطلاق الكبسولة عام 2025.

 

تجربة للهبوط

 

ونبهت ساندرا فرويند من شركة "لوكهيد مارتن" الشريكة إلى أن "مهمات إعادة عينات فضائية صعبة، إذ قد تطرأ مشكلات كثيرة" خلالها.

 

واتخذت تدابير تحسباً لإمكان حصول "هبوط صعب"، مثل ألا تفتح مظلة الهبوط، وقد أجريت تجربة في نهاية أغسطس الماضي أسقطت خلالها كبسولة طبق الأصل من مروحية.

 

وعندما تهبط الكبسولة على الأرض يتولى فريق فحص حالها قبل وضعها في شبكة ترفعها طوافة وتنقلها إلى "غرفة نظيفة" موقتة، وفي اليوم التالي ترسل العينة بطائرة إلى مركز "جونسون" الفضائي في هيوستن بولاية تكساس، وفي هذا المركز تفتح الكبسولة داخل غرفة أخرى محكمة الإغلاق وتعطى الأولوية لعدم تلويث العينة بمواد ترابية كيلا يتم إفساد التحليلات وتعطي نتائج مغلوطة، وهي عملية تستغرق أياماً.

 

مفاجأة "بينو"

 

وتعتزم "ناسا" عقد مؤتمر صحافي في الـ 11 من أكتوبر/تشرين الأول المقبل لإعلان النتائج الأولية، إلا أن جزءاً من العينة سيحفظ من دون المساس به كي تتولى الأجيال المقبلة درسه بتقنيات غير متوافرة بعد.

 

وانطلق "أوسايرس-ريكس" عام 2016، وفي 2020 فاجأ "بينو" العلماء أثناء جمع العينة لبضع ثوان، إذ انغرزت ذراع المسبار في سطح الكويكب مما اظهر أن كثافته أقل بكثير مما كان يعتقد.

 

ولكن بفضل ذلك تتوقع "ناسا" أن تحوي العينة 250 غراماً من المواد، أي أكثر بكثير من الهدف الذي وضع أساساً وهو 60 غراماً، وهذه "أكبر عينة جمعت إلى الآن من مكان خارج مدار القمر"، بحسب المسؤولة عن البرنامج ميليسا موريس.

 

وتعد هذه المهمة الأولى من نوعها للولايات المتحدة، لكن اليابان سبق أن نظمت اثنتين مماثلتين، ففي عام 2020 عاد المسبار "هايابوسا" بحبيبات مجهرية من الكويكب إيتوكاوا، في حين أحضر "هايابوسا-2" عام 2020 نحو 5.4 غرامات من الكويكب "ريوغو".

 

بذور الحياة

 

ويتشابه الكويكبان "بينو" و"ريوغو" شكلاً، لكن قد يتبين أن الأول مختلف تماماً في تركيبته، وفقاً لميليسا موريس.

 

وتحظى الكويكبات بالاهتمام لأنها تتكون من المواد الأصلية للنظام الشمسي منذ 4.5 مليار سنة، وبينما لحق تغير بهذه المواد على الأرض، بقيت الكويكبات سليمة، وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا دانتي لوريتا إن "بينو" غني بالكربون، والعينة التي أحضرت "قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا وأدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل".

 

ويدور "بينو" الذي يبلغ قطره 500 متر حول الشمس ويقترب من الأرض كل ست سنوات.

 

وثمة خطر ضئيل (احتمال واحد من 2700) بأن يصطدم بالأرض عام 2182، وهو ما قد يحدث تأثيراً كارثياً، ولذلك فقد يكون توفير مزيد من المعطيات عن تكوينه مفيداً.

 

وخلال العام الماضي تمكنت "ناسا" من حرف كويكب عن مساره عبر اصطدام مركبة به.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI