عشرات السفن المرتبطة بإسرائيل، غيرت مسار رحلتها من الشرق إلى الغرب أو العكس، إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بدلا من مضيق باب المندب الوقع جنوب غرب اليمن.
وكانت هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل، هي السبب وراء تغيير مسار سفن من مضيق باب المندب إلى رأس الرجاء الصالح، والتي تزيد الإبحار مدة تصل لأسبوعين، بحسب هيئة قناة السويس.
والأحد، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، إن 55 سفينة حولت مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، بدلا من مضيق باب المندب، منذ 19 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
وفي 19 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعدت جماعة "الحوثي" في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "تضامنا مع فلسطين"، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وتوالت الهجمات ضد سفن تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل، الأمر الذي دفع عدة شركات شحن حاويات، لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
أبرز هذه الشركات، ثلاث تصنف أنها أكبر شركات شحن الحاويات عالميا، وهي: شركة MSC، وشركة إيه.بي مولر-ميرسك، إلى جانب شركة CMA-CGM، إلى جانب شركة بريتش بتروليوم للنفط والغاز.
رأس الرجاء الصالح
وتقع طريق رأس الرجاء الصالح، في جنوبي دولة جنوب إفريقيا، وأصبحت منذ أكثر من قرن طريقاً ملاحية خاوية من السفن التجارية، بسبب طول الطريق الملاحي من جهة، وخطورة الأمواج هناك، من جهة أخرى.
وبحسب موقع حكومة جنوب إفريقيا عبر الإنترنت، يقع رأس الرجاء الصالح في شبه جزيرة كيب؛ وهي إحدى أقصى نقاط جنوب القارة الأفريقية، وتواجه المحيط الأطلسي.
ويشير موقع "marineinsight"، إلى أن رأس الرجاء الصالح تشكل في العصر الجليدي الذي بدأ قبل 2.6 مليون سنة؛ حيث غطت الأنهار الجليدية معظم سطح الأرض وبدأت في الذوبان في العصور الجليدية.
وبالمثل، أدت الأمواج القوية التي تحمل الرمال إلى ترسب الصخور الساحلية وتآكلها في الوقت نفسه، مما أدى إلى إنشاء منطقة ذات حواف حادة على ساحل المحيط الأطلسي في أفريقيا.
يحتل رأس الرجاء الصالح مكانا مهما في التاريخ التجاري لجنوب إفريقيا؛ كان بمثابة محطة توقف للسفن المبحرة من أوروبا إلى مستعمرات الشرق الأقصى.
والطريق هي موطن لأكثر من 1000 حطام سفينة؛ وتسمى المنطقة فيث جنوب إفريقيا بـ "مقبرة للسفن"، بسبب الطقس المتقلب، بفعل التقاء مياه المحيطين الأطلسي والهندي.
ويمر عبر مضيق باب المندب أكثر من 10% من التجارة العالمية المنقولة بحرا، وأكثر من 12 بالمئة من النفط والمشتقات المنقولة بحراً كذلك.
كلفة إضافية
وارتفعت أسعار الشحن البحري إلى إسرائيل من مختلف الموانئ الصينية إلى أكثر من 2300 دولار للحاوية 40 قدما بحلول 12 ديسمبر/كانون أول الجاري، من 1975 دولارا في نهاية نوفمبر/تشرين ثاني، وفق تحليل من منصة الشحن العالمية Freightos.
وأورد التحليل على لسان زفي شرايبر، الرئيس التنفيذي لشركة فريتوس: "بالنسبة للسفن المتجهة إلى إسرائيل من آسيا، فإن الطريق حول إفريقيا أطول بكثير - حوالي 7000 ميل بحري و10-14 يوما - مقارنة بقناة السويس.. وهذه الطريق تتكبد أيضا تكاليف وقود أعلى".
وقال شرايبر: "منذ بداية الحرب على قطاع غزة، زادت معدلات رسوم النقل عبر المحيطات من الصين إلى موانئ إسرائيل بنسبة 46 بالمئة".
بينما أعلنت شركات مثل إيه بي مولر ميرسك الدنماركية، الإثنين، إنها ستطبق "رسوما إضافية ضد مخاطر الطوارئ" على جميع البضائع التي يتم تفريغها في الموانئ الإسرائيلية.