مرحلة جديدة من التصعيد الحوثي في المنطقة
هل يقود الحوثيون اليمن إلى الهلاك؟
قبل أيام، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن عن تدشينهم المرحلة الرابعة من التصعيد العسكري ضد الملاحة الدولية، تصعيدا يرى مراقبون أنه سيزيد من المخاطر المستقبلية على أمن اليمن والمنطقة، وهو بحاجة إلى رد موازٍ له في القوة، حد وصفهم.
إعلانٌ لبدء مرحلة رابعة من التصعيد العسكري للحوثيين ضد الملاحة البحرية، ووعيد باستعدادهم لمراحل أخرى قادمة. تقول الجماعة إنها ستستهدف خلالها كل السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية في الأبيض المتوسط، بعد أن كانت قد استهدفت منذ أكثر من ستة أشهر السفنَ في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي. تصعيد يرى مراقبون أنه بات تهديدا عابرا للقارات.
وقال المحلل السياسي اليمني عبدالواسع الفاتكي لـ "كوردستان24"، " للأسف الشديد خيارات المجتمع الدولي ما زالت باهتة، ولا ترقى إلى مستوى التهديد الخطير الذي يمثله الحوثيون بالنسبة للملاحة الدولية، ردود الفعل لا تتجاوز التنديد والشجب، وبعد أن أفصح الحوثيون عن مدى خطورتهم على الأمن والسلام العالمي فيفترض أن يكون رد المجتمع الدولي على قدر هذه التهديدات".
إضافة للتهديدات الدولية التي تخلقها الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية، فإن عمليات تجنيد واسعة تتم في مناطق سيطرتهم بالداخل اليمني، إذ كشفت الجماعة مؤخرا عن تجنيد ما يقرب من ثلاثمائة ألف متدرب خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما يجعل الطرف الحكومي يؤكد أن الحوثيين يستعدون لخوض جولات جديدة من الحرب ضد اليمنيين، مستغلين غطاء غزة.
وقال عبدالرحمن اليوسفي وهو مسؤول في إعلام وزارة الدفاع اليمنية لـ "كوردستان24"، " تصعيد الحوثيين واستغلالهم لأحداث غزة، ماهو إلا لأهداف داخلية منها التحشيد العسكري خوض المعارك واستئناف الحرب ضد اليمنيين وقتلهم، فهذه المليشيا لا تعيش إلا على الحرب.
ووسط الجهود الإقليمية والدولية المستمرة لإحلال السلام في اليمن، فإن الحكومة ترى أن التهديد الحوثي لأمن اليمن والمنطقة يعكس مدى تمسك الجماعة بالخيار العسكري، وهو أمر يستوجب من المجتمع الدولي إعادة النظر في الطريقة التي يجب أن تنتهي بها الحرب اليمنية.
لم يعد هناك شكوك حول ما إن كانت تهديدات الحوثيين ستخلف آثارا خطيرة على الملف اليمني، لكن ذلك أصبح حقيقة ومحل إجماع، مع الإبقاء على مساحة لتباين الآراء حول نسبة الخطر الذي سيضاعفه الحوثيون على بلد يعيش أزمة قائمة منذ نحو عشرة أعوام.