شنت روسيا ليل الجمعة - السبت هجوماً جديداً "ضخماً" على بنى تحتية للطاقة في غرب أوكرانيا وجنوبها، على ما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية متحدثة عن "أضرار لحقت بمنشآت ليوكرينيرغو (الشركة الوطنية للكهرباء) في منطقتي زابوريجيا (جنوب) ولفيف (غرب)"، ومشيرة إلى نقل موظفَين إلى المستشفى على إثر إصابتهما بجروح في زابوريجيا.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن الدفاعات الجوية أسقطت 12 من بين 16 صاروخاً، و13 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا في هجوم الليلة الماضية. وأضافت القوات الجوية الأوكرانية أن الهجوم الروسي، وهو ثاني هجوم كبير خلال أيام، استهدف منشآت البنية التحتية الحيوية في مناطق مختلفة من البلاد.
وقال مسؤول في محطة زابوريجيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا وتضم ستة مفاعلات، قال إنها لم تتأثر بالعمل العسكري.
واستولت القوات الروسية على المحطة في الأيام الأولى من اجتياحها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ومنذ ذلك الحين تتبادل موسكو وكييف الاتهامات من أن لآخر بتعريض سلامتها للخطر. ولا تنتج المحطة كهرباء في الوقت الحالي.
وكتب إدوارد سينوفوز، المسؤول الكبير في إنرهودار، على تطبيق "تيليغرام" أن الهجوم الأخير ألحق أضراراً بالمحطة الثانية من محطتين فرعيتين تزودان المدينة بالكهرباء. وأضاف أن المحطة الفرعية الأخرى دمرت الأربعاء.
ولم يعلق المسؤولون الأوكرانيون على الأحداث ولم يتسن لـ"رويترز" تأكيد التقارير بشكل مستقل.
هجوم صاروخي روسي
على الجانب الآخر، قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية شنت هجوماً صاروخياً الجمعة على مستودع لتخزين المواد الغذائية في مدينة كريفي ريه بوسط أوكرانيا وموقع ترفيهي في ميناء أوديسا على البحر الأسود.
وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك، سيرهي ليساك، عبر تطبيق "تيليغرام" إن شخصين أصيبا في الهجوم الذي وقع في كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وسرعان ما أخمدت السلطات حريقاً نشب جراء الهجوم.
ونشر ليساك صورة على "تيليغرام" لمبنى تحول معظم أرجائه إلى أنقاض.
وقال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية أوليه كيبر إن الهجوم الصاروخي أصاب موقعاً ترفيهياً، مضيفاً أن فرق الطوارئ سرعان ما أخمدت حريقاً من دون أن يصاب أحد بجروح.
عقوبات أمريكية
من ناحية أخرى كشفت الولايات المتحدة الجمعة عن عقوبات على 12 من كبار المسؤولين في شركة الأمن السيبراني "كاسبرسكي لاب" ومقرها روسيا، غداة حظر بيع برامجها الشهيرة لمكافحة الفيروسات لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وقالت وزارة الخزانة، في بيان أعلنت فيه هذا التصنيف، إن العقوبات الواسعة النطاق تستهدف كثيراً من كبار المسؤولين في "كاسبرسكي لاب"، بينهم الرئيس التنفيذي للعمليات، مع استثناء الرئيس التنفيذي والشركة نفسها.
وأكد وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون أن "الإجراء ضد إدارة كاسبرسكي لاب يؤكد التزامنا ضمان سلامة مجالنا الإلكتروني وحماية مواطنينا من التهديدات السيبرانية الخبيثة".
وبحسب البيان فإن واشنطن "ستتخذ الإجراءات عند الضرورة لمحاسبة أولئك الذين يسعون إلى تسهيل هذه الأنشطة أو تمكينها بطريقة أخرى".
وفي بيان منفصل، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الشركة خاضعة "لاختصاص أو سيطرة أو توجيه الحكومة الروسية التي يمكنها الحصول على بيانات حساسة".
وأضاف ميلر أن هذا يشكل "خطراً غير مقبول على الأمن القومي الأميركي أو سلامة المواطنين الأميركيين وأمنهم".
وتأتي العقوبات غداة إعلان واشنطن حظر برنامج مكافحة الفيروسات الروسي كاسبرسكي في الولايات المتحدة، ومنع الأميركيين في أماكن أخرى بالعالم من استخدامه.
وفي بيان تلقته الصحافة الفرنسية تعهدت "كاسبرسكي" "اتباع كل الخيارات المتاحة قانوناً للحفاظ على عملياتها وعلاقاتها الحالية"، مضيفة أنها "لا تشارك في أنشطة تهدد الأمن القومي الأميركي".
وأوضحت وزارة الخزانة أن إعلان الجمعة استهدف كثيراً من كبار المسؤولين في الشركة، بينهم مدير العمليات فيها أندريه تيخونوف، وكبير مسؤوليها القانونيين إيغور تشيخونوف.
واعتبرت الشركة قرار وزارة الخزانة "غير مبرر ولا أساس له من الصحة". وقالت المجموعة "لا كاسبرسكي ولا فريقها الإداري لهما أي علاقات مع أي حكومة، ونحن نعتبر اتهامات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية مجرد تكهنات خالية من الأدلة الملموسة على وجود تهديد للأمن القومي الأمريكي".
المنافسة غير العادلة
من جانبه، ندد الكرملين الجمعة بـ"المنافسة غير العادلة" من جانب واشنطن. وانتقد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف هذا "الأسلوب المفضل للمنافسة غير العادلة من جانب الولايات المتحدة، فهي تستخدمه في كل مرة". وقال "إن شركة كاسبرسكي لاب تتمتع بقدرة تنافسية كبيرة على المستوى الدولي، وتتفوق في عديد من النواحي على منافسيها".
إلى ذلك، أضيفت ثلاثة كيانات مرتبطة بـ"كاسبرسكي" إلى اللائحة السوداء في واشنطن "لتعاونها مع السلطات العسكرية والاستخباراتية الروسية لدعم أهداف التجسس الإلكتروني للحكومة الروسية".
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو في بيان "روسيا أظهرت مراراً أن لديها القدرة والنية لاستغلال شركات روسية، مثل كاسبرسكي لاب، لجمع معلومات أميركية حساسة واستغلالها".
بدوره، اعتبر وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس أن هذا الإجراء "حيوي لأمننا الداخلي وسيحمي بشكل أفضل المعلومات الشخصية وخصوصية كثير من الأميركيين".
وليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن إجراءات ضد "كاسبرسكي". وتم حظر البرنامج في الوكالات الفيدرالية عام 2017. وفي مارس (آذار) 2022 أضافت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية المنتجات والحلول والخدمات الأمنية التي تقدمها "كاسبرسكي"، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى "لائحة معدات وخدمات الاتصالات التي تشكل تهديداً للأمن الداخلي".