21 نوفمبر 2024
29 يونيو 2024
يمن فريدم-اندبندنت عربية-هشام اليتيم


بدأت فكرة الشحن البحري على نطاق ضيق إذ استخدم الإنسان القديم السفن في أغراض فردية مثل الصيد والتنقل. وتعد سفينة نوح أول سفينة شحن في التاريخ البشري، إذ حَمل فيها بضائع وبشراً ومخلوقات من كل الأجناس بهدف المحافظة على النوع البشري من الانقراض بسبب خطر الطوفان.

وفي مطلع القرن الـ19 طورت شركات نقل بحري فكرة الشحن من خلال استخدام الحاويات البحرية، التي تنقل كمية كبيرة من المعدات والبضائع دفعة واحدة بدلاً من نقلها كل على حدة مما وفر كثيراً من الوقت والجهد.

وتعد هذه الحاويات بمثابة نقلة نوعية أدت إلى توسيع نطاق الشحن عالمياً ليصبح بعد عصر العولمة الوسيلة الثانية الأكثر تطوراً وفعالية بعد نظيره الجوي.

الحاويات البحرية

تقول قراءة في مصادر مختلفة منها الموسوعة العلمية العربية والأوروبية، إن الحاويات التي تحملها سفن الشحن ما هي إلا مجموعة عملاقة مما تحملها شاحنات النقل البرية، لكنها تنقل بحرياً ضمن أعداد كبيرة من خلال السفن بدلاً من السيارات أو القطارات، وتشير إلى أنها تكون جاهزة للتفريغ بسهولة عند وصولها إلى وجهتها.

ويعد الخلط بين آليات الشحن البحري والنقل البري بمثابة وصفة ذكية أسهمت في تفضيل الأول مقابل الأخير، إضافة إلى استفادته من التقدم التقني، إذ تعد الازدحامات المرورية ووعورة التضاريس من أكثر معوقات النقل البري.

تقدم العلوم البحرية

من خلال تقدم العلوم البحرية تمكن الإنسان من معرفة كثير من أسرار المحيطات، إذ وصل إلى فكرة الشحن البحري التي أدت إلى تمكنه من فهم أخطار التيارات الهوائية، وهي التيارات المحيطية على عمق يزيد على 100 متر أحياناً.

وشكلت أعماق البحار قديماً مناطق خطرة ومجهولة تجنبها الإنسان بسبب تأخره علمياً وتقنياً. وفي القرن الـ19 تطورت العلوم البحرية والتقنيات مما أسهم كثيراً في تطور الشحن البحري، وسمح لنا بنقل كثير من المعدات والأغذية والبضائع بكل يسر وسهولة.

ويعد الشحن البحري من الأفكار التي ظهرت مع بزوغ العولمة وكان الهدف منها تلبية حاجات الإنسان المعاصر المختلفة، خصوصاً في ما يتعلق بثقافة التجارة الحرة وتوسع دائرة الاستهلاك حول العالم.

في سبيل تلبية حاجاته العصرية في زمن الاستهلاك المفرط تمكن الإنسان من ترويض البحار والمحيطات وتحويلها إلى وسائل نقل آمنة من خلال تطبيق فكرة الشحن البحري عبر سفن محيطية. إذ تمكن البشر بواسطة العلم من إدراك جيولوجيا البحار والمحيطات وتجنب أخطارها وتوظيف تلك المعرفة لخدمة الحياة وتسهيل نقل البضائع بمختلف أنواعها.

مرحلة شحن البضائع

يتوقف نجاح شحن البضائع في وقتنا هذا على عوامل عديدة أهمها شحن البضائع في الوقت المحدد وفي حالة جيدة. وفي عصر التقنيات والسرعة تنوعت مصطلحات نقل البضائع بصورة كبيرة. وأصبح الشحن عموماً والشحن البحري خصوصاً تخصصاً قائماً بذاته.

حافظ الشحن البحري على مكانته المتقدمة من خلال اتباع طرق ووسائل علمية بحتة، كان أهمها اعتماده على فكرة نقل البضاعة داخل الحاويات الحديثة المجهزة بمختلف أجهزة التبريد وحماية البضائع الحساسة للضوء وعوامل الطقس، واعتمادها وسيلة لنقل البضائع وتحميلها بعناية ودقة فائقة قبل نقلها مسافات طويلة نحو وجهتها الأخيرة في أي بقعة من بقاع العالم.

في عام 1900 حدثت نقلة نوعية في مجال الشحن البحري. إذ تمكنت شركة "Maersk" من تطوير أنواع مختلفة من الحاويات التي تحمل قدراً هائلاً من البضائع والحمولات بأنواعها المختلفة. وبذلك أصبح واحداً من أهم وسائل الشحن العالمية بعد نظيره الجوي.

في بدايات الشحن البحري كانت البضائع والمعدات التي تنقل بحراً قليلة ولا تتمتع بالنوعية بسبب تحميل ونقل البضائع كل قطعة على حدة. ومع اختراع حاويات النقل العملاقة ودخول التقنيات الحديثة إلى هذه الحاويات أصبح الشحن البحري الوسيلة الأكثر ملاءمة لروح العصر بسبب انخفاض الكلفة المالية والقدرة على نقل مختلف أنواع البضائع على رغم حساسية بعضها للحرارة وعوامل أخرى.

تطور الحاويات البحرية

أخذ الشحن البحري خصوصيته من كونه وسيلة نقل البضائع العادية أو البدائية القادرة على التطور من خلال أدوات أخرى مثل الحاويات. وتمثل حاويات النقل المعتمدة في الشحن البحري سر هذا التطور نظراً إلى تعدد أنواعها.

فحاويات الشحن البحري بدأت من الحاويات الجافة ومن ثم انتقلت إلى حاويات ذات رفوف مسطحة ثم الحاويات المكشوفة أو المفتوحة، التي تتميز بنقل شحنات ذات ارتفاعات شاهقة، وصولاً إلى الحاويات الحديثة المبردة وذات الحرارة الثابتة.

ويعد دخول التقنيات على السفن والحاويات البحرية بمثابة تتويج للطريقة القديمة في الشحن التي تمكنت من الحفاظ على دورها في زمن الشحن الجوي السريع والمتطور للغاية.

السفن المحيطية

لم تكن السفن قديماً مجهزة بصورة كبيرة لنقل البضائع، فالإنسان عرف البحر للصيد واستخدم السفن للانتقال بين مكان وآخر بصورة فردية أو مع حمولات قادرة على تحمل العوامل الجوية المتقلبة بخاصة في مناطق أعالي البحار.

ثم ظهرت السفن المحيطية القادرة على اختراق جميع مناطق البحار ومجهزة في الوقت ذاته بجميع الوسائل والأدوات والأجهزة الملاءمة لتلك المهمة.

يذكر أن سفينة شحن محيطية حديثة واحدة قادرة على حمل ما مقداره 24 ألف حاوية، وكل حاوية منها بحجم شاحنة برية واحدة.

وكيل الشحن

لعب وكيل الشحن في العصر الحديث دوراً مهماً في تحقيق تلك النقلة النوعية بشحن البضائع.

وتقول بعض مواقع شركات الشحن البحري العالمية إن مهمة الوكيل تتركز على تقديم حلول لمشكلات الشحن وتلبية حاجات كل عميل ضمن مستوى عال من الجودة وكلفة مالية معينة. وإضافة لذلك يتولى وكيل الشحن مهمة المعاملات الورقية والتخليص الجمركي وتحميل وترتيب البضائع بتسلسل صحيح إضافة إلى تغليف البضائع.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI