قال مسؤولون في المجال الطبي بغزة إن ما لا يقل عن 46 فلسطينيا قُتلوا في ضربات إسرائيلية على أنحاء القطاع يوم الخميس، معظمهم في الشمال حيث استهدف هجوم مستشفى مما أدى إلى اشتعال النيران في إمدادات طبية وتعطل العمل.
ويتهم الجيش الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) باستخدام مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لأغراض عسكرية وقال إن “عشرات الإرهابيين” كانوا يختبئون هناك. وينفي مسؤولو الصحة وحماس هذا الاتهام.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، قال مسعفون في مستشفى العودة بمخيم النصيرات بوسط قطاع غزة لرويترز إن غارة جوية إسرائيلية على منزلين في المخيم أسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا على الأقل. وأضافوا أن من بين القتلى مسعف وصحفيان محليان.
وعاد شمال غزة، وهي المنطقة التي قالت إسرائيل في يناير كانون الثاني إنها فككت هيكل القيادة التابع لحماس بها، ليكون الهدف الرئيسي للعملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أرسلت إسرائيل دبابات إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا بهدف إخراج المسلحين الذين قالت إنهم أعادوا ترتيب صفوفهم هناك.
وقال عيد صباح مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لرويترز إن بعض العاملين أصيبوا بحروق طفيفة بعد ضربة إسرائيلية استهدفت الطابق الثالث من المستشفى.
ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى في المستشفى الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية واحتلته لفترة وجيزة الأسبوع الماضي. وقالت إسرائيل إنها اعتقلت نحو مئة مشتبه في انتمائهم لحماس خلال اقتحامها للمستشفى. ولا تزال الدبابات الإسرائيلية متمركزة في مكان قريب.
وناشدت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس جميع الهيئات الدولية “حماية المستشفيات والطواقم الطبية من بطش الاحتلال وجرائمه ضد المؤسسات والطواقم الصحية في قطاع غزة”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تنفذ عملية عسكرية في منطقة المستشفى بناء على معلومات من المخابرات تفيد بوجود إرهابيين وبنية تحتية إرهابية في المنطقة.
وذكر الجيش في بيان عقب ضربة يوم الخميس “خلال العملية تبين أن عشرات الإرهابين كانوا يختبئون في المستشفى، حتى أن بعضهم تنكر في زي طاقم العمل بالمستشفى”.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية يوم الخميس إن القوات الإسرائيلية اعتقلت يوم السبت محمد عبيد، وهو أحد أطبائها العاملين في المستشفى. وطالبت بحمايته وجميع العاملين في المجال الطبي في غزة “الذين يواجهون أعمال عنف مروعة في أثناء محاولتهم تقديم الرعاية الصحية”.
واشتعل فتيل حرب غزة بعد هجوم شنه مسلحون بقيادة حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة في غزة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.
وتقول السلطات الفلسطينية إن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي جاءت ردا على هجوم حماس، أسفرت عن مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني حتى الآن مع تدمير معظم قطاع غزة.