وثّق تقرير صادر عن مرصد الحريات الإعلامية "مرصدك" (98) انتهاكًا ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال عام 2024.
وبحسب التقرير، تنوعت الانتهاكات بين الإعدام، الاعتقال، الاعتداء، التهديد،والاحتجاز، والمحاكمات غير القانونية. وكان أبرز هذه الانتهاكات اعتراف تنظيم القاعدة بإعدام الصحفي محمد المقري، الذي ظل مختفيًا في سجونها لأكثر من تسع سنوات، مما شكل صدمة لأسرته التي كانت تأمل في الإفراج عنه أو معرفة مصيره.
ورصد التقرير (15) حالة اعتقال، و(6) حالات احتجاز مؤقت لصحفيين قبل الإفراج عنهم، و (3) حالات اعتداء، و(17) حالة تهديد، بالإضافة إلى (40) حالة استجواب ومحاكمات أمام جهات غير مختصة، أبرزها إصدار محكمة حوثية حكمًا بالإعدام على الصحفي طه المعمري ومصادرة ممتلكاته دون سند قانوني.
كما أشار التقرير إلى استهداف المؤسسات الإعلامية بـ (6) انتهاكات، من بينها قصف إذاعتي "ريمة" و"الحديدة FM" من قبل طيران أمريكي، و(9) انتهاكات أخرى.
وتصدرت الحكومة اليمنية والأطراف المتحالفة معها قائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بـ(57) انتهاكًا، تلتها جماعة الحوثي بـ(27) انتهاكًا. كما تم توثيق (3) انتهاكات من قبل نافذين، وانتهاك واحد نفذه تنظيم القاعدة، وانتهاكين من الطيران الأمريكي، و(3) انتهاكات نفذتها جهات مجهولة، و(5) انتهاكات من أطراف أخرى.
ووفقًا للتقرير تصدرت عدن القائمة بـ (27) انتهاكًا، تلتها صنعاء بـ (25) انتهاكًا، ثم تعز (14) حالة انتهاك، و(9) انتهاكات في كل من حضرموت ومأرب، و(7) انتهاكات في شبوة، وانتهاكين في الحديدة، وحالة واحدة في كل من المهرة، البيضاء، ريمة، ذمار، وعمران.
وأكد التقرير، أن استمرار الإفلات من العقاب يُشجع على تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين في اليمن، حيث يتم الزج بهم في قضايا خطيرة دون أدلة أو محاكمات عادلة.
وأشار إلى تسخير السلطات الأمنية والقضائية لخدمة الأطراف المتنازعة، ما أدى إلى تجاوز القوانين المحلية والمعاهدات الدولية المتعلقة بحرية الصحافة وحقوق الإنسان.
خلال السنوات العشر الماضية، وثق المرصد ما يقارب (2600) انتهاك ضد الصحفيين في اليمن، وكان الحوثيون الأكثر انتهاكًا لحرية الصحافة بـ (1.881) انتهاكًا، شملت حجب أكثر من (200) موقع إخباري، مما جعل المناطق الخاضعة لسيطرتها خالية من الإعلام المستقل أو المعارض. تلتها الحكومة اليمنية التي أصبحت مناطقها محفوفةً بالمخاطر بعدد (342) انتهاكًا.
ودعا المرصد، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الضغط على الأطراف المتنازعة للإفراج عن الصحفيين المختفين قسرًا، بمن فيهم الصحفي وحيد الصوفي المعتقل لدى الحوثيين، والصحفي ناصح شاكر المعتقل لدى الحكومة في عدن، إلى جانب الصحفيين أحمد ماهر، محمد الحطامي، نبيل السداوي، ومحمد المياحي.
كما أكد المرصد، على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، واحترام المواثيق الدولية لضمان بيئة آمنة للصحفيين في اليمن.