صدرت مؤخرا موسوعة جديدة في مجال الفنون والتراث اليمني، للفنان اليمني محمد سبأ.
ومحمد سبأ هومدير "الدار اليمنية للكتب والتراث القاهرة"، وهو فنان تشكيلي وباحث ماجستير في الثقافة الشعبيه اليمنية.
ويقول محمد سبأ في مخلص عن الموسوعة التي صدرت بجزئها الأول "بعد جهد أكثر من سبع سنوات، عمِلتُ فيها جاهداً لإنجاز عمل يوثق جانب هام من التراث الثقافي اليمني وهي (الأزياء التقليدية اليمنية )، وليس فقط الأزياء، بل كُل ما يرتبط بها حٍرف وفنون وعادات وتقاليد ومناسبات متعددة".
ويوضح الفنان محمد سبأ"، إن الموسوعة تتكون من أربعة أجزاء، تشمل تُراث كل محافظات اليمن، وتوثق مئات الصور الملونة، وعشرات من نماذج الأزياء، بإختلاف زخارفها وتطريزها ومكملاتها الرجالية والنسائية المتنوعة، من حُلي وأغطية وجنابي متنوعة، تتميز بها كل منطقة عن غيرها.
وتوّثق الموسوعة أكثر من 50 زي رجالي، وأكثر من 300 زي تراثي نسائي متوارث في مختلف مناطق اليمن.
ويصف الفنان سبأ هذه الموسوعة بـ "إنه تنوع هائل لم أكن أتوقعه منذ البداية".
ويتابع "لقد كان التوثيق أشبه بالمغامرة، فهناك الكثير من الأزياء الرجالية التي ما زالت متداولة . يُقابلها عشرات الأزياء التقليدية النسائية التي توقفت النساء عن تطريزها، والأصعب من ذلك أن هناك أيضاً العشرات من هذه الأزياء الرائعة التي اندثرت، وربما كان العدد سيكون أكبر بكثير إذا ما تم توثيقها قبل 100 عام من الآن .
ويقول "نحنُ ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الدراسات والنزول الميداني للكثير من القرى والمُدن .لتوثيق أكبر عدد منها والتعريف بها للأجيال القادمة".
وبحسب الفنان محمد سبأ " لقد لَعِب المناخ والتضاريس دوراً هاماً في تنوع تراث اليمن بفعل الجبال العالية، وتكونت ثقافات متعددة داخل بيئات معزولة عن بعضها، ضمن ثقافة واحدة يمكن تسميتها ثقافة ( اليمن الكبير)".
كما تنوعت الأزياء بتنوع المناسبات، والطبقات الإجتماعية والحقب الزمنية والخامات والأدوات المصنوعة منها وبواسطتها.
تُسلط هذه الموسوعة الضوء على تراث اليمن الغني والمتنوع، الذي توارثه وأبدعه أبناء مختلف مناطق اليمن عبر العصور وتُغطي العديد من الأزياء الخاصة بالحياة اليومية والمناسبات.
كما تُسلط الضوء أيضا على طرق نسيجها وصناعتها، وتعمل على تحليل الرموز والزخارف الموجودة عليها، ومقارنتها بالآثار القديمة وزخارف العمارة التقليدية، وربطها بالبيئة المٌحيطة في مناطق انتشارها في مختلف المحافظات اليمنية، وهو ما يُساهم في توثيق وحفظ التراث اليمني من الاندثار، بما يساهم في الحفاظ عليه للأجيال القادمة، لتكون مرجعاً هاماً، للباحثين في التراث الثقافي، اليمني والعربي بشكل عام.
تم تقسيم المحافظات حسب الموقع والجغرافيا المشتركة يشمل الجزء الأول محافظات (صنعاء عمران صعدة ذمار البيضاء ).
يشمل الجزء الثاني محافظات( حضرموت، مأرب، الجوف، شبوة، المهرة، سقطرى).
الجزء الثالث يشمل محافظات(تعز، إب، لحج، عدن، أبين، الضالع).
الجزء الرابع يشمل محافظات (الحديدة، المحويت حجه ريمة).
ويقول الفنان التشكيلي محمد سبأ "يصدر هذا المعرض الجزء الأول فقط والثاني قريبا إن شاء الله وقد واجهت الباحث مشاكل عديدة ، منها تكاليف الطباعة العالية بالألوان. وتسببت هذه المشكلة في توقف العمل لسنتين وأكثر منذُ أن كانت رسالة ماجستير. تشمل أربع محافظات يمنية فقط إلى أن أصبحت موسوعة تشمل كُل محافظات اليمن".