قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إن روسيا شنت، ليل الإثنين - الثلاثاء، أحد أكبر هجماتها الجوية على كييف، إذ استخدمت 315 طائرة مسيرة وسبعة صواريخ في ضربات أصابت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.
وذكر زيلينسكي على منصة "إكس" أن ضربات الصواريخ والمسيرات الروسية تبدد جهود الولايات المتحدة وغيرها من الدول لإجبار روسيا على الدخول في سلام.
روسيا تطلق 315 مسيرة و7 صواريخ
ميدانياً، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 315 طائرة مسيرة وسبعة صواريخ على البلاد خلال الليل، وذكرت القوات عبر تطبيق "تيليغرام" "الهدف الرئيس للهجوم كان العاصمة كييف"، وأضافت أن الوحدات الأوكرانية حيدت 284 من الطائرات المسيرة وجميع الصواريخ.
هجوم "ضخم"
وأعلنت السلطات الأوكرانية أن العاصمة كييف ومدينة أوديسا تعرضتا في وقت مبكر اليوم الثلاثاء لهجوم "ضخم" بطائرات مسيرة روسية طاول خصوصاً مستشفى للولادة وأوقع في حصيلة أولية قتيلاً وخمسة جرحى.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو لسكان العاصمة عبر "تيليغرام"، "ابقوا في ملاجئكم! الهجوم الضخم على العاصمة مستمر"، مشيراً إلى احتراق مبنى. وأضاف أن الهجوم متواصل مع وصول "سرب جديد من الطائرات المسيرة".
وأشار كليتشكو إلى أنه تم استدعاء مسعفين إلى أربعة أحياء في كييف بعد منتصف ليل الثلاثاء، بما في ذلك حي بوديل التاريخي.
وقال الجيش إن الغارات لا تزال مستمرة وحث الناس على البحث عن ملاجئ. ولم يتضح على الفور الحجم الكامل للهجوم. وسمع شهود من "رويترز" سلسلة من الانفجارات المدوية في جميع أنحاء المدينة.
وفي أوديسا قال حاكم المنطقة أوليغ كيبر إن "العدو هاجم أوديسا بغارات مكثفة بطائرات مسيرة. لقد تضررت بنى تحتية مدنية واندلعت حرائق. لقد أصاب الروس مستشفى للولادة وعيادة طوارئ وعمارات سكنية".
وأوضح الحاكم أنه تم إخلاء مستشفى الولادة في الوقت المناسب. ولفت إلى أنه "إضافة إلى ذلك دُمرت وتضررت مبانٍ سكنية في وسط أوديسا. لقد قُتل رجل يبلغ من العمر 59 سنة" وأصيب أربعة آخرون في الأقل بجروح.
وتأتي الهجمات في أعقاب أكبر هجوم روسي بطائرات مسيرة على أوكرانيا أمس الإثنين في إطار عمليات مكثفة قالت موسكو إنها إجراءات انتقامية على هجمات كييف الأخيرة داخل روسيا.
تبادل الأسرى
تبادلت روسيا وأوكرانيا مجموعة من أسرى الحرب دون سن 25 سنة أمس الإثنين في مشاهد عودة مؤثرة إلى الوطن، وهي خطوة أولى في سلسلة من عمليات تبادل الأسرى المزمعة والتي قد تصبح الأكبر في الحرب حتى الآن.
وأعلن الجانبان عن عملية التبادل التي جاءت نتيجة محادثات مباشرة عقدت في إسطنبول في الثاني من يونيو/ حزيران وأسفرت عن اتفاق على تبادل ما لا يقل عن 1200 أسير حرب من كل جانب مع إعطاء الأولوية للأصغر سناً ولذوي الإصابات الخطيرة إلى جانب إعادة جثامين آلاف القتلى من الطرفين.
وشكَّل تبادل الأسرى وإعادة الجثامين إحدى القضايا القليلة التي تمكن الجانبان من التوافق في شأنها، في وقت أخفقت فيه المفاوضات الأوسع في الاقتراب من إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.
واستمر القتال، إذ أعلنت روسيا الإثنين أن قواتها سيطرت على مزيد من الأراضي في منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط شرق أوكرانيا، بينما أعلنت كييف أن موسكو شنت أكبر هجوم لها بطائرات مسيرة في الحرب.
وقال مسؤولون في كييف إن بعض السجناء الأوكرانيين الذين عادوا إلى ديارهم كانوا في الأسر منذ بداية الحرب.
وفي مقطع فيديو نشرته السلطات الأوكرانية سلم مسؤول هاتفاً محمولاً لأحد الرجال المفرج عنهم ليتمكن من الاتصال بوالدته وذلك في نقطة لقاء السجناء الأوكرانيين العائدين، بعد وقت قصير من عبورهم إلى شمال أوكرانيا.
وقال الجندي الشاب وهو يتحدث بحماسة وتتلاحق أنفاسه بسبب تأثره الشديد، "مرحباً أمي، لقد وصلت، عدت إلى بلدي!".
وجرى نقل الجنود الأوكرانيين المفرج عنهم لاحقاً بالحافلة إلى مستشفى في شمال أوكرانيا حيث كان المقرر أن يخضعوا لفحوصات طبية وأن يتمكنوا من الاستحمام ويحصلوا على الطعام وحزم رعاية تتضمن هواتف محمولة وأحذية.